انطلقت أمس أعمال قمة مجموعة الدول العشرين الكبري في مدينة هامبورج الألمانية، وهي القمة الأولي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ تنصيبه. وفرضت مواقف الرئيس ترامب تجاه قضايا المناخ والتجارة العالمية نفسها علي أعمال القمة، في الوقت الذي احتلت فيه قضية مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم حيزا مهما من مناقشات القادة. ويشارك ترامب في القمة التي تستمر يومين رافعا شعار »أمريكا أولا»، وذلك بعد أسابيع قليلة من إعلانه انسحاب بلاده من اتفاق باريس الدولي للمناخ الأمر الذي أثار انتقادات دولية واسعة. ويعرب ترامب عن رغبته في عقد اتفاقيات ثنائية بين الولاياتالمتحدة ومختلف بلدان العالم، والتخلي عن الاتفاقيات متعددة الأطراف. كما أكد رغبته في الخروج علي الإجماع الدولي حول موضوعات مثل اتفاق باريس بشأن المناخ. من ناحيته قال مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش.آر ماكمستر، » إن هدف ترامب في قمة هامبورج »سيكون الإعلان الواضح حتي لحلفائنا بأن الولاياتالمتحدة لن تستطيع التسامح مع الممارسات التجارية والاقتصادية غير العادلة التي تضر عمالنا وصناعاتنا». في الوقت نفسه قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قبيل انطلاق القمة إن قادة مجموعة دول العشرين سيبلغون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن عليه أن يكون نموذجا يحتذي به في التصدي لتغير المناخ. الموقف نفسه ألمحت إليه تريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا التي قالت إنها تعتزم دعوة الولاياتالمتحدة إلي العودة لاتفاق باريس بشأن المناخ، وذلك خلال اللقاء الثنائي الذي سيجمعها بالرئيس الأمريكي علي هامش القمة. وقالت ميركل »علي الجانب الآخر، كمضيفين نحن - وبصفتي الشخصية - سنقوم بكل ما نستطيع لإيجاد تسويات». وشهدت مناقشات المشاركين في القمة خلافات واضحة حول العديد من الملفات منها تصاعد خطورة كوريا الشمالية التي اطلقت أول صاروخ باليستي عابر للقارات قبل انطلاق القمة بأيام وكذلك الإجراءات الحمائية التي تلوح بها الولاياتالمتحدة في مواجهة شركائها التجاريين، وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومواجهة ظاهرة التهرب الضريبي من جانب الشركات متعددة الجنسية في ظل تعدد الأنظمة الضريبية في العالم. وتعقد القمة في ظل إجراءات أمنية مشددة للتصدي لأي تهديدات إرهابية، من ناحية، ومواجهة المظاهرات الحاشدة التي دعت إليها المنظمات المناهضة للعولمة والتي رفعت شعار »مرحبا بكم في الجحيم» في شوارع المدينة لدي وصول القادة المشاركين في القمة إليها. وتحولت مظاهرات المحتجين علي القمة في مدينة هامبورج إلي اشتباكات عنيفة قبيل انطلاق أعمال القمة حيث أسفرت عن إصابة حوالي 75 من رجال الشرطة احتاج 3 منهم إلي دخول المستشفي لتلقي العلاج. وأشعل المتظاهرون النار في عدد من عربات الشرطة وفي أشياء أخري، كما ألقوا الزجاجات الفارعة والحجارة علي أفراد الشرطة.