أسدل الستار علي فاعليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان الفيلم الوطني المغربي بمدينة طنجة وسط حضور كبير من السينمائيين المغاربة والاعلام العربي والعالمي الذي حرص علي حضور ومتابعة ذلك الحدث السينمائي الهام. مفاجآت عديدة شهدها حفل الختام كان أهمها فوز فيلم »أشلاء« للمخرج حكيم بلعباس لجائزة أفضل فيلم روائي طويل خاصة وانه فيلم أقرب إلي الشكل الوثائقي حيث يرصد أحاديث وصورا جمعها المخرج خلال عشر سنوات ليروي لحظات شخصية أثرت في حياته وفي البيئة المحيطة به. الا أن جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت عن استحقاق لفيلم »حياة قصيرة« للمخرج عادل فضيلي والذي فاز من قبل بجائزة أفضل فيلم في مهرجان دول البحر المتوسط للفيلم القصير والذي أقيم في طنجة خلال شهر اكتوبر الماضي، الفيلم تدور احداثه حول قصة طفل يدعي »زهر« ولد في عصر المحن وتوفيت أمه اثناء ولادته ليبدأ حياة عصيبة حتي عندما يكبر ولكنه يقرر ان ينشأ ولده في ظروف أفضل ويرصد الفيلم التطور الديمقراطي والاجتماعي الذي طرأ علي المغرب خلال السنوات الماضية وكأنه رصد لحياة شعب كامل، وتعالت اصوات الحضور بالهتاف والتصفيق مع اعلان فوز فيلم »الفيلم« للمخرج محمد أشاور بجائزة العمل الأول خاصة وأن الفيلم كان الأكثر اثارة للجدل طوال المهرجان نظرا لجرأته وتعامله بشيء من الوضوح والمكاشفة مع كواليس الوسط الفني. وتدور أحداث الفيلم حول مخرج يبحث عن تحقيق الذات من خلال البحث عن السيناريو المثالي لفيلمه الأول وفي خضم تلك المعاناة الفكرية يأخذ صديقته الممثلة وصديقه الممثل في رحلة استكشافية لعوالم السينما الدفينة في مخيلته ليكشف عن تفاصيل العلاقات الانسانية والعاطفية بينهم وكل ما يترتب عليها من هذيان لمخرج موهوب، الطريف أن الفيلم يرصد الكثير من الحياة الواقعية للمخرج محمد أشاور وهو ما دفعه للتأكيد بأنه لايخجل من عرض حياته الخاصة علي شاشة السينما طالما ارتضي ان يعيشها علي الواقع وهو ما أكدته أيضا بطلة الفيلم فاطيم لعياشي صديقة المخرج في الواقع وفي الفيلم أيضا. فيلم »الفيلم« فاز ايضا بجائزة أفضل ممثل دور ثاني والتي نالها فهد بنشمسي الذي جسد دور صديق المخرج. جوائز التمثيل نالت اشادة الحضور خاصة أنها ذهبت لممثلين اتفق الجميع علي ادائهم جاء في مقدمتهم الممثل عمر لطفي والذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم »جناح الهوي« وتدور احداثه حول شاب يتحدي رغبة عائلته ويقرر ان يعمل في الجزارة ورغم ان عائلته محافظة الا انه يعشق النساء. وفازت بجائزة أفضل ممثلة مريم الراوي عن دورها في فيلم »أيام الوهم« والذي يتناول قصة خمسة اشخاص يبحثون عن وظيفة فتقرر شركة اجنبية ارسالهم إلي مهمة في الصحراء ليتخلصوا من بعضهم واحدا تلو الآخر. بينما فازت بجائزة أفضل ممثلة دور ثاني نفيسة بنشهيد والتي برزت في فيلمي اكادير بومبابي ونساء في المرايا ولكنها نالت الجائزة عن دورها في الفيلم الاول والذي جسدت خلاله شخصية فتاة ليل تدعي ليلي. جوائز عديدة شهدتها فاعليات المهرجان وايضا افلام عديدة نالت اعجاب الجمهور في مقدمتها فيلم »النهاية« للمخرج هشام لعسري والذي يتناول قصة ميكانيكي سيارات يقع في حب فتاة تعمل في عصابة سرقة سيارات. الا ان فيلم »الوتر الخامس« كان من اكثر الافلام التي نالت الاعجاب خاصة وأن يشبه إلي حد كبير سيمفونية موسيقية ولهذا لم يكن غريبا فوزه بجائزة الصوت. فيلم الوتر الخامس يتناول قصة شاب يدعي مالك موهوب في العزف علي العود يذهب إلي مدرسة عمه استاذ الموسيقي ليتعلم لديه يكشف سر الوتر الخامس له الا ان التلميذ يتفوق علي الاستاذ سريعا فتنشأ بينهما حالة غيرة. ويمثل الفيلم إعادة قراءة للتاريخ الموسيقي العربي من خلال محاكاة لقصة زرياب ومعلمة وهو من اخراج سلمي بركاش وبطولة علي الحميلي وهشام رستم وخلود بيطيوي. ولقد كانت كرة القدم حاضرة في كواليس المهرجان من خلال فيلم »العربي« والذي يتناول قصة حياة نجم كرة القدم المغربي العربي بنمبارك والذي لعب دورا كبيرا في الحركة الوطنية اضافة إلي اعتباره اسطورة من اساطير كرة القدم العربية حيث لعب لريال مدريد وعدد كبير من أندية أوروبا. الفيلم للمخرج ادريس المريني وتميز بالتناول الانساني خاصة للأيام الاخيرة في حياة العربي الذي مات منسيا وحيدا في منزله الذي كان علي بعد خطوات من الملعب الذي تألق وصال وجال فيه. كواليس بالرغم من الأمطار الغزيرة الا ان عددا كبيرا من الجماهير احتشدت حول سينما روكسي لتحيي نجوم المهرجان وتلتقط صورا مع الحضور. المخرج حكيم بالعباس الفائز بجائزة أفضل فيلم تمني خلال كلمته ان تكون زوجته وابنته قد اقتنعتا بأنه مخرج موهوب بعد هذه الجائزة. المخرج سعيد الناصري مخرج ومنتج فيلم الخطاف رفض الحضور إلي المهرجان واختفي تماما عن الانظار خاصة وان الفيلم انتقد بشدة من الحضور. اعضاء لجنة تحكيم الافلام القصيرة حرصوا علي مشاهدة الافلام الطويلة لتكوين وجهة نظر عن السينما المغربية.