سادت حالة من الترقب والقلق مستشفي معهد ناصر خلال استقبال الحالات الحرجة من مصابي حادث المنيا.. حيث وصلت أول ثلاث حالات إصابة للمستشفي في الساعة الخامسة إلا ربع مساء.. وسيطرت حالة من الشد والجذب بين الأمن والأهالي بسبب رفض دخلوهم مع المصابين. وعلي جانب آخر سيطرت حالة من الذهول علي اصدقاء واقارب الضحايا.. الذين سبقوهم إلي مستشفي معهد ناصر. وقام شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بزيارة إلي معهد ناصر، عقب عودته من محافظة المنيا، لزيارة المصابين والوقوف علي الخدمات العلاجية التي تقدم بعد أن رفعت وزارة الصحة حالة الاستعدادات القصوي لاستقبال مصابي الحادث وتقديم كل الرعاية الطبية اللازمة لهم. ووجه رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والجهات المعنية بتقديم كامل الرعاية الطبية اللازمة للمصابين؛ حتي يتماثلوا للشفاء التام وتوفير كل المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة للمصابين حتي تماثلهم للشفاء.. مشيرا إلي أن كل أجهزة الدولة قدمت جميع الامكانات المتاحة لمواجهة تداعيات الحادث الإرهابي وتقديم الرعاية الكاملة للمصابين وأسر ضحايا الحادث. وكان وزير الصحة قد أجري بنفسه عدة عمليات جراحية لمصابي حادث المنيا الإرهابي وأصر علي عدم مغادرة المستشفي لحين تقديم الرعاية الطبية لكل المصابين، كما تابع باقي الحالات المصابة التي تقوم الفرق الطبية بمعهد ناصر بإجراء العمليات الطبية لهم وذلك للتأكد من توفير كل الاجراءات والسبل الكفيلة بعلاجهم علي أكمل وجه. وأكد وزير الصحة أن حالات الإصابة في حادث اتوبيس المنيا بلغت 25 حالة إصابة تم خروج 12 حالة منهم تحسنت حالتهم.. وتم نقل حالة واحدة لطفل مصاب بشظايا في الكتف إلي المستشفي الجامعي بالمنيا.. كما استقبل مستشفي معهد ناصر 11 حالة إصابة وهم يمثلون الحالات الحرجة تم نقلهم ب 11 سيارة إسعاف من موقع الحادث إلي المستشفي .. تتراوح اعمارهم بين 57سنة وسنة ونصف السنة.. مؤكدا أن إصابتهم تتمثل في كسور بالفخذ والذراع والكتف.. بالإضافة إلي ان بعضهم مصاب بشظايا نارية في القدم والذراع.. وحالة واحدة مصابة بطلق ناري في الصدر. وأشار الي ان مستشفي معهد ناصر قام بتوفير 1400 كيس دم للمصابين.. و3 غرف للعمليات و14سريرا للرعاية المركزة.. و27 سريرا للحالات العادية.. و3 غرف لحالات العظام.. مؤكدا علي أنه لن يتم نقل المصابين إلي أي مستشفي آخر وأن هناك تواصلا مستمرا بقطاع الخدمات بالقوات المسلحة. كما زارت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، معهد ناصر للاطمئنان علي مصابي حادث المنيا الارهابي وأكدت والي، أن الكنائس ستعقد قداساً للوفيات. وأشارت الوزيرة إلي أنه تم اتخاذ قرار فوري بنقل الإصابات الخطيرة للعلاج في معهد ناصر بالقاهرة وأن لجان الإغاثة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تعاملت بشكل فوري مع الحادث لتسهيل إجراءات تشييع جثامين الضحايا وعلاج المصابين. عماد نجيب أحد أصدقاء ضحايا حادث المنيا يقول: »استيقظت صباحا علي رنين هاتفي وشخص لا أعرفه يخبرني ان أسرة صديقي سامح تعرضوا لحادث إرهابي وهم في طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالمنيا.. لم استوعب الأمر في البداية ولكنني تذكرت أن سامح أخبرني أنه سيصطحب والده الذي عاد مؤخرا في إجازة من عمله في الخارج.. ويذهبوا لزيارة دير الانبا صموئيل بالمنيا مع باقي أفراد اسرتهم الذين يبلغ عددهم 40 فردا بينهم حوالي 10 أطفال.. وبالفعل قاموا بتأجير اتوبيس واستقلوه من مكان إقامتهم في بني سويف وانطلقوا صباحا لقضاء يوم اجازتهم في الدير.. ولكن لم يعلموا أنها ستكون نهايتهم علي يد بعض الجماعات الإرهابية. وتلتقطت منه طرف الحديث مريم أحد أصدقاء الضحايا فتقول إنهم فور علمهم بالحادث استقلوا السيارة للوصول إلي مكان الحادث ولكن تلقينا اتصالا آخر من أحد الأشخاص الذين شاهدوا الحادث أكد لنا أنه سيتم نقل المصابين إلي مستشفي معهد ناصر فعدنا مرة أخري إلي القاهرة وذهبنا إلي المستشفي لانتظارهم. مريم تبلغ 27 عاما، إحدي الحالات المصابة رفضت الدخول إلي غرفة العمليات لاستخراج الشظايا التي أصابت قدمها إلا بعد الاطمئنان علي ابنها الذي لم يتعد العامين الذي دخل إلي غرفة الإشاعة لتحديد أماكن الكسر الذي اصابه.. لا تدري إذا كانت بتبكي عليه ام علي زوجها وشقيقتها وباقي أبنائها الذين كانوا معها في الرحلة »المشئومة»علي حد وصفها.. محاولات المواساة من أقاربها الذين يصطحبونها للتخفيف عنها بأن الذين ماتوا في هذا الحادث هم شهداء في السماء الآن. البكاء والعويل كانت الحالة علي سامية مجدي إحدي المصابات التي بدأت تروي الحكاية من بدايتها عندما استقلوا الاتوبيس في طريقهم للزيارة الدير ولكنهم فوجئوا بعدد من المسلحين الذين اعترضوا خط سيرنا وأطلقوا علينا. وابلا من الرصاص.. لم تدر بنفسها إلا وهي في سيارة الإسعاف في طريقها لمستشفي معهد ناصر لا تعرف من مازال علي قيد الحياة ومن رحل إلا السماء. وعلي جانب آخر وصل فريق من وكلاء النيابة للتحقيق في الحادث والوقوف علي ملابسات الحادث.. حاولوا التحدث مع بعض المصابين لمعرفة كيف تم الحادث ولكن لم يسعفهم الوقت حتي الآن لمعرفة تفاصيل الحادث.. إلا من خلال بعض المعلومات التي يتداولها الأهالي المصاحبين للضحايا.