مظاهرات من محلات الأكل ومهرجانات بمشاركة الحكومة اوغيرها من اجل ملء البطون في شهر رمضان الذي هواساساً شهر الصبر والجوع والاحساس بالحاجة الي نعم الله التي انعم بها علينا وفي شهر واحد نشكره علي هذه النعم بالتعبد والصلاة والابتعاد عنها لكي نشعر بقيمتها ولكن جنون الاعلانات والمسلسلات والتسوق حول الشهر الكريم الي احد مهرجانات التسوق والتفاريح المسلسلاتية… الغريب اني وجدت مقالا كتبة د. مصطفي محمود منذ عشرات السنوات يقول نفس الكلام وكأننا لا نتعلم ولا نريد ان نتخلي عن عاداتنا السيئة وفهمنا المشوش لمعني رمضان وأفقدنا الشهر الكريم روحانياته واحترامة والمقال يقول: لماذا يتحول رمضان إلي شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني؟ لست شيخا ولا داعية، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان … كنت طفلا صغيرا ناقما علي أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة فوازير بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلي إجابة والدتي المقتضبة »رمضان شهر عبادة مش فوازير!» لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا في الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير علي شهر رمضان؟ من منكم سيدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط في رمضان؟ مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطي ضجيج معارك الدراسة والعمل علي همسة سؤالي الطفولي حتي أراد الله أن تأتيني الإجابة علي هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم في الركن الآخر من الكرة الأرضية، كان ذلك الرجل هوعامل أمريكي في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود في طريق عملي وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتي فإذا بي أجد ذلك الرجل منهمكا في وضع أقفال علي ثلاجة الخمور،وعندما عاد لل (كاشير) لمحاسبتي علي القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا: »لماذا تضع أقفالا علي هذه الثلاجة؟؟» فأجابني: »هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح»نظرت إليه مندهشا قائلا: أليست أمريكا دولة علمانية.. لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟ قال الرجل :»الاحترام.. يجب علي الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتي وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء».