التفاهم بين موسكو وواشنطن مازال ممكنا رغم الغارة الصاروخية الامريكية قبل اسابيع علي قاعدة الشعيرات الاتصالات لم تنقطع نهائياً بينهما ولم تدفعهما إلي حافة الحرب الساخنة او الحرب الثالثة كما تنبأ البعض ولن تكون لكن تكرار الاندفاع من ترامب في سوريا قد يقربهما من صراع اكثر قوي هو صراع المصالح ومعروف أن العلاقات بينهما تراجعت إلي أدني مستوي كما قال ترامب لكنه هو نفسه يرغب في أن تقيم بلاده وحلف الناتو تفاهماً مع روسيا وكان ترامب نفسه اعلن واكد مرارا انه ضد وجود الحلف لانه عفا عليه الزمن ووصفه بحضن للسلام والأمن العالميين لكن ترامب نفسه متقلب قال انه سيساند بشار ضد الارهاب . صراع ترامب وبوتين متشعبا ترامب ضد بشار وبوتين معه وترامب ضد إيران وبوتين يدعمها والعرب حائرون بلا موقف قوي حقيقة ان المواقف الجديدة للرئيس ترامب من العراق أقلقت إيران التي تدعمها موسكو وتخشي طهران أن تؤدي الحرب لتحرير الموصل إلي تعزيز حضور القوات الامريكية التي استعان بها حيدر العبادي رئيس وزراء العراق وبقائها بجانب الجيش العراقي مثلما تخشي أن يستغل ترامب الصراع بين القوي الشيعية لإقامة تحالفات جديدة في بغداد وربما سلطة مختلفة تمهد لعودة دور امريكي جديد وواسع. الحل اصبح قريبا في الازمة السورية وستكون المصالح بالنسبة لموسكو وواشنطن هي الحكم في مجمل القضايا الخلافية ولكن علي جثث الآلاف من الابرياء سواء في العراقاوسوريا بوتين يريد احياء الامبراطورية السوفيتية واقامة قواعد انطلاق في سوريا والخليج عبر ايران وترامب يسعي لتعظيم ارباحه من الشرق الاوسط وتحقيق امن مثالي لاسرائيل وارهاب داعش مجرد شعار لابتزاز الخليج واستنزاف امواله رغم ان الرئيس الامريكي لم يوجه ضربة واحدة الي داعش التي يرصد القمر الصناعي الامريكي كل خطواتهم وتحركاتهم لكنه السراب والعدو المصنوع بايدي العم سام لاستنزاف موارد العرب فلا أمريكاولاروسيا لديهما الاستعداد لخوض مواجهة ميدانية مباشرة علي الارض وانما مواجهة مسندة لوكلاء ينفذون خريطة جديدة مختومة في موسكو واخري صادرة من البيت الابيض بالدم والدمار وبأيد عربية للاسف فهل نعي الدرس؟