القوات المسلحة تنهي عزلة سيناء »للأبد» أعمال الحفر تصل إلي عمق 70 متراً في الإسماعيلية و53 متراً في شرق التفريعة تحت مجري القناة رجال يعملون ليلا ونهارا، شمروا عن سواعدهم ليحملوا الصعاب فوق رؤوسهم، يسابقون الريح في العمل من أجل الانجاز، فهم يدركون أن رخاء مصر لن يتحقق الا بسواعد شبابها، والتنمية لن تتحقق في ربوع الوطن الا بالعمل. أسفل القناة هناك أعمال شاقة تجري لتربط بين قارتي اسيا وأفريقيا، هاتان القارتان اللاتي انفصلتا عن بعضهما منذ قرن ونصف بعد حفر قناة السويس، ستعودان من جديد لاحضانهما بعد انفصال دام عشرات السنين. في الجزء الثاني من جولة أخبار اليوم داخل مدينتي الاسماعيلية الجديدة وشرق التفريعة نرصد معجزة جديدة ضمن المعجزات التي تتحقق علي أرض سيناء، وهي أنشاء أربعة أنفاق في مدينتي الاسماعيلية وشرق بورسعيد بطول 3.6كم لكل نفق. عقارب الساعة كانت تشير الي الواحدة والنصف ظهرا، يتجه الاتوبيس الذي يستقله أعضاء جمعية مستثمري السادس من أكتوبر نحو طريق فرعي متفرع من الطريق الرئيسي المؤدي نحو معدية القناة في اتجاه غرب مجري القناة، خمس دقائق وتوقف بنا الاتوبيس حيث كان في استقبالنا عدد من ضباط القوات المسلحة وهم المشرفون علي تنفيذ مشروع حفر نفقي شرق التفريعة. تأخر كثيرا علي طاولة الاجتماعات تم رصد مراحل تنفيذ المشروع والغرض منه حيث أكد المتحدث أن مشروع حفر قناة السويس الجديدة بلغت تكلفته الاجمالية 30 مليار جنيه وتبقي من مبلغ ال64 مليار جنيه الخاصة بحفر القناة 35 مليارا قسمت الي 17.5 مليار للإنفاق علي حفر نفقي السيارات بشرق التفريعة و17.5 مليار لحفر نفقي السيارات مدينة الاسماعيلية الجديدة. وواصل قائلا: إن مشروع هذه الأنفاق تأخر كثيرا، وهذا التأخير أدي إلي التكدس الكبير أمام المعديات، ونفق الشهيد أحمد حمدي، لدرجة أنه في بعض الأحيان نجد طوابير عربيات تمتد لمسافة 5 كيلومترات مما كانت أحد الاسباب الرئيسية في عدم تنمية سيناء. مشيرا الي أن طول مجري قناة السويس يصل الي حوالي 162 كم وعرضها حوالي 300 متر حيث تفصل شبه جزيرة سيناء عن الدلتا ولا توجد وسيلة للربط بينهما سوي نفق الشهيد أحمد حمدي عند مدينة السويس وكوبري السلام عند مدينة القنطرة لافتا الي أن هذا المشروع هو الذي يربط الطريق الدولي الساحلي ليصل الي حدود مصر الشرقية وإلي مناطق التنمية شرق القناة في الجزء الشمالي. وأشار الي ان الانفاق الجديدة ستلعب دورا رئيسيا في تهيئة البيئة المناسبة لجذب المستثمرين الي سيناء خاصة انها ستسهم في القضاء علي طوابير انتظار السيارات وسرعة حركة التجارة بين منطقتي الدلتا وسيناء. ربط النهر بالبحر وأوضح أن تنمية منطقة شبه جزيرة سيناء أحد اهم المعوقات التي تقف أمام حركة الاستثمار فيها هو عدم توافر أنفاق أو كباري بأعداد كبيرة تستطيع ان تستوعب حركة النقل من والي سيناء لذا كان من الضروري بحث وسائل جديدة تعمل علي تهيئة المناخ المناسب للاستثمار في سيناء مشيرا الي أن هناك دراسات تجري حاليا لاستخدام الرابط الذي يربط بين نهر النيل والبحر المتوسط في حركة التجارة خاصة وان النقل البحري أقل تكلفة من النقل البري وأكثر استيعابا للحمولات وأضاف أنه يتم حاليا أيضا الانتهاء من تنفيذ إنشاء 6 أرصفة بحرية بطول 5كم الجزء الغربي منها يقع بطول 2 كم وعرض 450 والجزء الشرقي بطول 3 كم وعرض 500 مشيرا الي أنه يتواجد علي الأرصفة معدات 10 شركات مصرية وطنية تواصل الليل بالنهار للانتهاء من أعمال تنفيذ المشروع وذلك لتسهيل حركة السفن والشحن واستقبال الحاويات وذلك في إطار خطة تطوير موانئ بورسعيد موضحا ان هناك ثلاثة أرصفة يتم التفاوض حاليا علي استغلالها من قبل شركات تابعة لدول سنغافورة وماليزيا ودبي،كما انه يجري حاليا تنفيذ مشروع طريق يربط بين غرب الدلتا وجنوب سيناء باختصار مسافة تقدر بحوالي 250 كم. 1000 مهندس وعامل وقال إن عدد العمالة المتواجدة حاليا بداخل المشروع تصل الي حوالي 1000 مهندس وفني وعامل مضيفا أن من يقوم بتنفيذ مشروع نفقي شرق التفريعة هو تحالف شركتي المقاولين العرب وأوراسكوم أما الاستشاري فقط هوالاجنبي لافتا الي أن كل نفق سيكون في اتجاه مروري واحد لخدمة جميع أنواع السيارات .. واضاف ان مشروع أنفاق قناة السويس يضم شبكة قومية من الأنفاق تربط محافظاتالإسماعيلية وبورسعيد والسويسبسيناء ومنطقة شرق القناة، يتم خلاله العمل في حفر أنفاق أسفل القناة داخل محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد كأسبقية أولي، بواقع 2 نفق سيارات ثم أنفاق مماثلة لها في محافظة السويس لربطها بسيناء وعمليات التنمية المنتظرة بها خلال الفترة المقبلة. وقال إنه بدأت عمليات الحفر منذ عام 2015 بمشروع انفاق شرق التفريعة ببورسعيد والذي يشمل انشاء نفقين لعبور السيارات، باستخدام ماكينات حفر عملاقة والتي تم استيرادها من المانيا خصيصا لهذا المشروع. وأشار الي أن مكونات مشروع حفر أنفاق شرق التفريعة تتضمن مصنعاً لتصنيع الحلقات الخرسانية المستخدمة في بناء جسم الأنفاق وذلك علي مساحة 14الفاً و500 متر بطاقة إنتاجية 15 حلقة في اليوم كما تم إنشاء ورشة لحديد التسليح تضم ماكينات تقطيع الحديد الطولي وتقطيع الكانات ودرفلة الشبك الحديدي وفرم الكمرات العرضية والكمرات الطولية وتجميع حديد التسليح بالاضافة الي محطة لفصل التربة ومحطة لتوليد الكهرباء الي جانب محطة خلط الجراوات. علي أرض الواقع انتهي ضابط القوات المسلحة من شرح تفاصيل المشروع العملاق لتأتي بعد ذلك معاينة المشروع علي أرض الواقع حيث القي احد الخبراء محاضرة سريعة حول سبل الوقاية من المخاطر خاصة وان هناك معدات ومحركات سوف يتم التحرك بينها..بعد ارتداء وفد الجمعية الملابس الوقائية تحرك بنا الاتوبيس نحومشروع الانفاق فالمسافة التي كانت تفصلنا عن مقر إدارة المشروع ومنطقة الحفر هي 500 متر تقريبا، وبين ممرات ضيقة وحفارات ضخمة لا تهدأ اصواتها كان طريق تحركنا الي ان توقفنا أمام أحد المصاعد الكهربائية الضخمة لننتظر ان ينقلنا الي الاسفل داخل جسم النفق، فالمسافة بين سطح الارض وعمق النفق تصل تقريبا الي 53 مترا، حيث هبط أعضاء الجمعية علي مراحل تنفيذ المشروع والالات والمعدات المستخدمة، حيث تحدث المرافق قائلا: التربة التي نسير عليها يوجد لها مثيل علي مستوي العالم في خمس دول فقط، حيث تصنف علي أنها من أصعب التربات الرملية التي يتم التعامل معها مضيفا انه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة بطول 650 م من أصل 3750 م، بالاضافة الي أن العمل داخل جسم النفق علي مدار 24 ساعة بدون توقف مؤكدا علي أنه من المقرر ووفقا للجدول الزمني أن يتم الانتهاء من تسليم المشروع بحلول العام القادم. وأوضح أن كل نفق من النفقين يخدم اتجاها مروريا واحدا ويحتوي علي حارتين مروريتين بعرض 3.65 متر لكل حارة وبارتفاع ما يقرب من 5.5 متر، كما يصل اقصي عمق للنفقين اسفل سطح مياه القناة الي 53 م، وأضاف أن القطر الداخلي للنفق يبلغ 11.4 متر وكلا النفقين دائري الشكل. في شمال محافظة الاسماعيلية هناك ملحمة أخري أسفل القناة وهي بناء جسمين لنفقين بطول 4كم و850 مترا لربط طريقين هما الطريق الدائري بالإسماعيلية وطريق الإسماعيلية بورسعيد غرب القناة بطريق رأس سدر- القنطرة شرق القناة. تربة صعبة وبسواعد مصرية يتم تنفيذ أعمال المشروع كاملة من خلال تحالف شركتي بتروجت وكونكورد ففي البداية أكد المهندس أحمد العبد عضوالتحالف المنفذ للمشروع أن عدد العمالة الملحقة بالمشروع تصل الي ثلاثة الاف عامل بنظام عمل ثلاث ورديات حيث العمل لا يتوقف علي مدار اليوم خاصة ان التحالف يسعي الي تحقيق المخطط الزمني للانتهاء من المشروع وهوالعام القادم ..وقال ان التربة التي يتم الحفر فيها حاليا تعد من التربات الصعبة للغاية نظرا لتعدد الطبقات الطينية بها موضحا ان أعمال الحفر انتهت من أعمال حفر للمدخل الجنوبي والشمالي للنفقين والان يتم الحفر أسفل جسم القناة مشيرا الي أن أعمق نقطة في جسم النفق تصل الي 70 مترا من سطح الارض لافتا الي أن التكنولوجيا المستخدمة في تنفيذ المشروع تعد من أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا العالمية بالاضافة الي أن التصميمات الخاصة بالمشروع والتي تمت من قبل ثلاث شركات عالمية في مجال الاستشارات الهندسية وضعت جميع عوامل الامان داخل جسم النفقين حيث روعي في تصميم كل نفق حدوث حالات الطواريء والإخلاء الفوري حيث صمم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 500 متر من طول النفق والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ وتم تصميم مداخل ومخارج الأنفاق علي انحدار 3،3 % . حارتين مروريتين ومن جانبه أكد المهندس سعد زغلول مدير الاعمال المدنية بمشروع إنفاق السيارات بالاسماعيلية أن مكونات المشروع تتضمن محطة لتوليد الكهرباء ومحطة خلط الجروات بالاضافة الي مصنع لانتاج الحلقات الخرسانية المستخدمة في مكونات جسم النفق بطاقة انتاجية تبلغ 15 حلقة يوميا وورشة لحديد التسليح تضم ماكينات تقطيع الحديد الطولي وتقطيع الكانات. وأشار زغلول الي أن جسم النفق يتكون من حارتين مروريتين بعرض 3.65 م لكل حارة ويبلغ القطر الداخلي للنفق 11،4 متر بينما يصل القطر الخارجي للنفق 12،6 متر، ويفصل بين النفقين مسافة 12،6 متر، بينما يبلغ سمك الجدار الخرساني للنفق 60 سم لتحمل التيارات المائية بالقناة موضحا أن أرتفاع النفق يبلغ حوالي 5،5 متر بهدف السماح بمرور حركة سيارات البضائع الضخمة. وقال إن منطقة المدخل لكلا النفقين تم الانتهاء من اعمالها والمرحلة الحالية هي الحفر أسفل جسم القناة وتشمل أعمال الأنفاق التي صممتها الشركات العالمية أعمال بيارات الصيانة والتهوية بإجمالي 4 بيارات صيانة منها بيارتان غرب القناة القديمة تم الانتهاء من تنفيذ 90% من الأعمال بها،وبيارتان تقعان شرق القناة الجديدة تم في مرحلة الانتهاء منها ايضا حيث يبلغ قطر البيارة الداخلي 23 مترا وبعمق 80 مترا.