حافة الموت هي الحروب الكبري حيث تتعانق الحياة مع الموت هنا تجد أخطر انواع الصحافة.. وأصعب الكتابة.. فالصحفي هنا يرقص مع الذئاب. أما الصحفي فهو زميلنا أيمن السيسي بجريدة الأهرام الذي اختار الحروب الكبري في أفريقيا ليذهب إليها ويكتب عنها.. ويعيش هناك علي حافة الموت! كلنا اخترنا الصحافة »الطرية السهلة» ولكنه اختار نوعاً آخر من الصحافة.. فقد ذهب إلي قيادات الجماعات المتطرفة في كل الدول الأفريقية والتي سمعنا عنها ولم نرها من جنوب المغرب وموريتانيا مروراً بالجزائر وتشاد ومالي والنيجر وليبيا وجنوب مصر والسودان والصومال. وهناك التقي بكل أنواع الذئاب.. من قيادات بوكو حرام والقاعدة.. والتوحيد والجهاد وأنصار الدين ودواعش ليبيا والعشرات غيرها.. وعاد منها ليكتب لنا كتابه الرائع »الكتابة علي حافة الموت.. من نواكشوط إلي تمبكتو» كاشفاً فيه أن كل ما رآه في هذه البلاد الافريقية الفقيرة من تنظيمات متطرفة.. وتجارة المخدرات والأسلحة هو صناعة غربية تقف وراءها اجهزة مخابرات كبري.. وأسر في بيوت حاكمة هنا وهناك. أما هدفها فهو تدمير شبابنا المسلم وغسل عقله تحت راية الجهاد واقامة شرع الله.. والسبب تقصيرنا في حقه واهمالنا في توفير ضرورات الحياة فاختار الهروب اما إلي التطرف الديني والمخدرات وتجارة السلاح.. واما بالهجرة غير الشرعية لدول أوروبا. في هذه الرحلة المخيفة والتي طولها »2500» كيلو متر كان الموت يحيط بزميلنا أيمن السيسي وسيوف الجهاد اللامعة تبرق امام عينيه وكلها جاهزة لقطع رقبته إذا لم يلتزم ويقوم معهم لاداء الصلاة جماعة.. ولكن عذر زميلنا إيمن ان صوت نداهة صاحبة الجلالة كان أقوي من الخوف وأعلي من الرعب.. فذهب إليهم ورأي وسمع وعاد ليكتب كتابه الرائع.. ويؤكد به انه حفيد سلاله صحفية ملكية رفيعة المستوي عاشت علي أرض مصر ولكنها لم تنقرض بعد.. فمازال إيمن واخوانه هنا!!