»اذاعة حب ، يا انا ياهو ، بيبو وبشير ، الخروج من القاهرة ؛ الهاربتان ، حكاية بنت ، هي واحدة ، الخروج من القاهرة ، الفاجومي ، حب في حب ، الا خمسة ، هالو كايرو؛،سفاري ، طاقية الاخفاء ، حب ميت « تلك اسماء لافلام يجري تصوير عدد كبير منها والقليل يستعد لدخول البلاتوهات اللافت للانتباه انها افلام يقوم ببطولتها ممثلون لا يوجد من بينهم نجم سوبر ستار وميزانياتها رخيصة لا تتجاوز الخمسة ملايين جنيه فهل هي موجة سينمائية جديدة تبشر بالوجوه الصاعدة وبموضوعات جادة لا تجرؤ افلام النجوم علي المغامرة بميزانياتها الضخمة لتقديمها؟! تعمل علي انقاذ صناعة السينما من ازمتها .. ام انها عودة لافلام المقاولات التي يهدف صناعها الي تحقيق الربح المضمون فقط في البداية يقول المخرج أحمد النحاس الذي انتهي من تصوير فيلم "الهاربتان" الذي ينتمي لافلام الميزانيات المحدودة - : ميزانية أي فيلم سينمائي تنقسم الي جزءين الاول وهو الخاص بخلف الكاميرا وهو الثابت في كل الافلام سواء التي تصل ميزانيتها الي 20 مليون جنيه أو الافلام التي تصل ميزانيتها الي 5 ملايين جنيه فأقل وهو عبارة عن أجور الفنيين ومدير التصوير و100 علبة خام واماكن التصوير وهذا الجزء لا تتعدي ميزانيته المليوني جنيه في كل الافلام الا اذا كان الفيلم ينتمي لنوعية أفلام الاكشن والحركة يضاف الي الميزانية قيمة ما يتم تحطيمه من سيارات او انفجارات ؛ وهذا الجزء من الميزانية لا يحدث فيه اي نوع من الفوضي ؛ اما الجزء الثاني في الميزانية وهو الخاص بأجور الفنانين وهنا تحدث الفوضي في الميزانية حيث نري اجر النجم السوبر ستار تتجاوز الثمانية او العشرة ملايين جنيه يضاف اليهم أجور باقي الممثلين وهي التي تكون السبب في ارتفاع ميزانية الفيلم. ويضيف : يمكن صناعة فيلم يحمل قيمة فنية وأدبية كبيرة جدا وبميزانية محدودة اذا اعتمدنا علي تقليل حجم الانفاق علي ما هو امام الكاميرا واقصد به اجور النجم السوبر ستار وذلك من خلال الاعتماد علي الموضوع كبطل للفيلم مع الاستعانة بممثلين جيدين يتقاضون اجورا طبيعية وبالتالي لن تزيد ميزانية الفيلم عن 5 ملايين جنيه. فائدة مزدوجة واشار احمد النحاس الي ان هذا النوع من الافلام يحقق فائدة مزدوجة اولها مساعدة الصناعة علي الخروج من أزمتها والعودة لانتاج 40 فيلما سنويا وثانيا تشجيع الفضائيات علي شراء الافلام بعد أن احجمت في الفترة الاخيرة عن الشراء في ظل ارتفاع اسعار البيع للأفلام مرتفعة التكاليف . ويري الناقد د. وليد سيف أن انتشار ظاهرة الافلام منخفضة الميزانيات هو عودة جديدة لعصر افلام المقاولات الذي كان احد اسباب انهيار صناعة السينما في الفترة الماضية ويقول : عودة الافلام ذات الميزانيات المنخفضة هو محاولة من المنتجين لتحقيق مكاسب بعد معاناتهم مع الاجور المرتفعة جدا للنجوم السوبر ستار فقرروا صناعة افلام تعتمد علي ممثلين يتقاضون الملاليم وسيناريو تدور احداثه في لوكيشنات بسيطة والاستعانة بمخرجين شباب لا يطلبون الملايين وبالتالي فان هدفهم التوفير ومن يكون هذا هدفه لا تنتظر منه عملا فنيا متميزا. سينما مستقلة واشار د. وليد سيف الي ان السينما الوحيدة ذات الميزانيات المحدودة القادرة علي انقاذ السينما هي السينما المستقلة والتي تعرف بافلام الديجيتال واصحابها فنانون يصنعون سينما خارج اطار شروط السوق فهم يوفرون في أجرالنجم وليس الممثل والتجارب التي تم تقديمها في هذه النوعية تؤكد ذلك فقد حققت نجاحات كبيرة في المهرجانات السينمائية بحصدها العديد من الجوائز.يقول المخرج خالد الحجر : منذ تقديمي لاول فيلم من اخراجي وحتي اليوم وافلام تنتمي لنوعية الافلام ذات الميزانيات المحدودة ولا يقلل من قيمة الفيلم انخفاض ميزانيته بالعكس هناك افلام جيدة فنيا وحققت نجاحا جماهيريا كانت ميزانيتها لا تتجاوز الخمسة ملايين جنيه لان البطل الرئيسي هو الموضوع ثم يأتي اختيار الممثلين وليس النجوم السوبر المناسبين للموضوع. بطل رئيسي واشار خالد الحجر الي ان فيلمه الجديد"الشوق"ينتمي الي الافلام ذات الميزنيات المحدودة وفيلم علي مستوي فني عال جدا اهله لان يمثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الجديدة واعتمد فيه علي الموضوع كبطل رئيسي وكما ان هناك العديد من الافلام المستقلة اخرها فيلم "ميكروفون " انتاج محمد حفظي الذي حصد جائزة قرطاج مؤخرا هي الفرصة لانقاذ الصناعة ولكن يبقي لهذا النوع من السينما ضرورة اتاحة الفرصة للجمهور ليشاهدها .. واشار خالد الحجر الي انه ليس كل الافلام ذات الميزانيات المحدودة جيدة بل ان الكثير منها يعتبر عودة لافلام المقاولات .