كلمة السر في تونس هي مصر .. فبمجرد أن يعرف التونسيون أنك مصري تفتح لك جميع الأبواب المغلقة وتقدم لك كافة التسهيلات والمساعدات وتنهال عليك عبارات الإطراء والحب والمشاعر المتدفقة.. وتجد كل من يحدثك يقول لك مرحبا بك في بلدكم الثاني تونس.. إحنا نحبكم برشا.. أي كثيرا بالتونسية الدارجة.. فالتوانسة يعشقون المصريين وهم شعب ودود.. مجامل متسامح.. مضياف كريم.. فبالرغم من أنها كانت زيارتي الأولي إلي تونس الخضراء الشقيقة للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي ال22 لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم والذي حمل هذا العام مسمي الشباب وتحديات اليوم والذي عقد تحت رعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.. هذا المحفل الكبير الذي طرح خلاله المهندس محمد هيبه أمين شباب الحزب الوطني الديمقراطي رؤية الحزب حيال القضايا التي تهم الشباب ودعوته لإنشاء صندوق عربي لدعم الأنشطة الشبابية.. والتكثيف من البرامج والدورات المشتركة بين الدول المختلفة من أجل تبادل الخبرات وإكتساب المهارات بين الشباب.. كما استعرض ما تحقق في مصر من أجل دعم الشباب وتحفيزه علي المشاركة السياسية ومنحه الفرصة للإدلاء بصوته في الإنتخابات عند سن 18 سنة.. وتوفير فرص العمل والمسكن الملائم.. وغيرها من المميزات التي تتوافر لشباب مصر الذي بات يمثل أكثر من 60 ٪ من عضوية الحزب الوطني والذي ما كان ليسعي لهذه العضوية إلا في ظل ما لمسه بالفعل وعلي أرض الواقع من تلبية رغباته وتحقيق طموحاته.. لأن تحديدا الشباب لا يعرف المجاملة.. أقول منذ وطأت قدماي أرض تونس وأنا ألمس هذا الإستقبال الحافل والحفاوة من الأشقاء التونسيين.. فإذا ما فرغنا من جلسات المؤتمر المكثفة في الصباح كنا ننتهز الفرصة للإستمتاع بالطبيعة الخلابة علي شط البحر المتوسط.. ثم في غابات الزيتون الكثيفة.. وفي منطقة سيدي بوسعيد القديمة.. أو في جولة سياحية رائعة في المدينة العتيقة والسوق القديم الذي يشبه إلي حد كبير منطقة خان الخليلي عندنا.. فهنا تباع الحلي والجلباب التونسي المميز.. والمنتجات الخزفية والمشغولات اليدوية.. وتجد نفسك تائها من زقاق إلي درب إلي حارة فشارع كبير واسع وعريض يحمل إسم الحبيب بورقيبة وهو الشارع الرئيسي الضخم الذي يشق المدينة وهنا تنتشر المقاهي علي الجانبين والمحلات التي تعرض الموضة ومنتجات أشهر بيوت الأزياء في العالم.. في تونس خلطة سرية.. ومزيج خاص جدا يجمع بين الحداثة والتطور.. وعبق التاريخ والحضارة.