الترشح لسبعة جوائز أوسكار أمر يكفي للحديث عن هذا الفيلم.. "أرجو" الذي أخرجة وجسد بطولته النجم بن أفليك وحصد من جيوب المشاهدين في أمريكا أكثر من 130 مليون دولار مستوحي من قصة حقيقية من ملفات المخابرات الامريكية وهي المهمة التي نفذتها عن طريق منتج فني وماكيير لتخليص ستة من موظفي السفارة الامريكية اختبأوا في منزل السفير الكندي بطهران بعد اقتحام الثوار الايرانيين لسفارتهم واعدام كل من فيها. تيتر البداية في حد ذاته ينزع الغطاء عن علاقة امريكا بالثورة الايرانية "الشيعية" التي تسببت أمريكا في اشعالها بعد تنصيبها لشاه ايران الذي أتي علي حقوق الشعب الإيراني فكانت النتيجة ثورة شعبية إنقض عليها الخوميني ورجالة لتتحول ايران بفعل فاعل- الي دولة دينية شيعية. وجهة النظر الامريكية بالطبع تفرض نفسها علي الفيلم.. امريكا ليست مسئولة عن علاج الشاه علي أراضيها، الادارة الأمريكية مثل ملاك بريء أو بطل أسطوري يسعي كالعادة لانقاذ رعاياه حول العالم وهو نموذج متكرر في كثير من افلام هوليوود ولكن المختلف هذه المرة هو وضوح العلاقة بين السي أي ايه وصناع السينما في امريكا حيث تمت العملية تحت غطاء منتج يسافر الي ايران لتصوير فيلم هناك اسمه "أرجو" ويخرج بعدها من الاراضي الايرانية ومعه الستة موظفين بجوازات سفر مزورة تحت مسمي فنيين ومخرجين وقبلها تم حبك القصة بعقد مؤتمر صحفي عالمي ضخم في امريكا حول الفيلم. عناصر التشويق والاثارة التي تغلف مشاهد المغامرة هي أحد مقومات النجاح في السينما الامريكية ولهذا كان حضورها مخيما علي حقائق كثيرة احتوتها القصة الأصلية.. حقائق بعيدة عن المثالية التي تصدرها هوليوود لجمهورها الضحل ثقافيا ومعلوماتيا ولكن تبقي العلاقة بين ترشيح الفيلم لسبعة جوائز اوسكار ومن قبلها فوزة بجائزة الجولدن جلوب وبين تقديمة صورة بطولية للمخابرات الامريكية أمراً مثيرا للريبة.. "أرجو" أن يفهمه الجميع بنية غلط.