د. هاله حماد - د. يسرى حسن في ظل الأحداث المضطربة التي يعيشها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة، أصبح القلق سمة غالبة تعكس مخاوف المصريين من المستقبل مما يؤثر علي صحتهم العقلية والنفسية ويصيبهم بالأمراض . وحرصا علي صحتك، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة لتخفيف حدة توترك سريعا عندما تكون أعصابك مشدودة ونبضك متزايدا.. تناول فنجانا من الكاموميل وابتعد عن القهوة فهي تزيد من سرعة ضربات القلب وبالتالي تضاعف القلق.. امسح وجهك بماء الورد .. تنفس بعمق لمدة خمس دقائق.. اتصل بصديق وفضفض معه ..فسماع صوت محبب له تأثير السحر عليك .. تناول كوبا كبيرا من الماء، فعملية الارتواء تهديء من التوتر.. امش في الهواء الطلق.. امضغ بذور الحبهان تناول كوبا من الشوفان، فهو يطلق "السيروتونين" لتحسين الحالة المزاجية.. تجنب الحلوي عندما تكون عصبيا أو محبطا لأنها تزيد من مستوي هرمون التوتر (الكورتيزون ).. مارس بعض تمارين اليوجا واخفض رأسك لأسفل لأنه مع تدفق الدم في المخ يبدد القلق. وتؤكد د. هالة حماد استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية أن بداخل كل منا أفكارا سلبية تغذي احساسنا بالقلق كما أن بعض الأشخاص لديهم استعداد فطري للقلق أكثر من غيرهم . وفي ظل الظروف الأمنية المضطربة التي نعيشها، تسيطر أحيانا علي العقول فكرة عدم امكانية توفير الرزق للأبناء أو الخوف من البلطجية .. وأفضل وسيلة لمواجهة هذا القلق هي الرد عليه بأفكار ايجابية نستلهمها من الدين. . مثلما جاء في القرآن :"وفي السماء رزقكم وما توعدون" ولدينا جميعا كمصريين سواء مسلمين أو مسيحيين رصيد من التدين كفيل بأن نعبر به الأزمات .كما أن ايماننا بالله وبأن هناك رعاية الهية لمصر كما جاء في الكتب السماوية يمكن أن يحمينا من هواجس القلق وهو ما يمكن تلخيصه في "حسن الظن بالله". وعلي جانب آخر، فان اتخاذ خطوات عملية يخفف كثيرا من الشعور بالقلق كترشيد الانفاق تحسبا لأي ظروف طارئة والتكافل والتقارب بين فئات المجتمع لزيادة الاحساس بالطمأنينة مثلما حدث في الأيام الأولي للثورة.. فالعطاء يعالج الغضب والحقد في نفوس الآخرين ويمنح صاحبه الشعور بالرضا والسعادة. وتضيف د.هالة حماد زميل الكلية البريطانية للطب النفسي أن الفضفضة للشخص المناسب ممن لديه حكمة ووعي وايمان تخفف كثيرا من احساس القلق وهذا ما لاحظته من خلال تزايد حالات المترددين علي العيادة النفسية طوال العامين الماضيين فقد تعافي الكثيرون من مجرد جلستين وبدون دواء من آثار القلق البسيط الذي زاد في جميع الأعمار. وهنا أيضا يأتي دور رجال الدين في بث الطمأنينة في المجتمع. وتنصح د. هالة بعدم مناقشة الآباء والأمهات مخاوفهم أمام الأطفال لأن القلق والاكتئاب ينتقل اليهم كالعدوي.. وهو ما ظهر في الشهور الماضية من خوف كثير من الصغار ورفضهم المبيت وحدهم .كما يجب عدم مشاهدتهم لأحداث العنف في التلفزيون حتي لايصبح أمرا معتادا والتأكيد دائما لهم بأن العنف سلوك غير مقبول . ولأن التأمل له تأثير فعال علي تبديد حالة القلق التي نعيشها ينصح د. يسري حسن خبير اليوجا باللجوء لهذه الرياضة البسيطة والتي يمكن أن يمارسها أي شخص في منزله في مكان جيد التهوية . فهي تعلمنا فن اكتساب الصبر والهدوء والسيطرة والتركيز وحسن التفكير كما تساعدنا علي التغلب علي الألم الجسدي..وحتي يتحقق الاسترخاء ويهدأ كل من العقل والجسم يبدأ تمرين اليوجا بفرد الجسم علي بطانية سميكة علي الأرض وابعاد القدمين عن بعض واغماض العينين وعدم التفكير في أي شيء سوي في وضع الجسم ثم التنفس العميق خمس دقائق بالتركيز علي الشهيق والزفير ثم يجلس ويسرح بخياله في الايجابيات في حياته والنعم التي منحها الله له وبعد خمس دقائق سيشعر بالرضا والسعادة . ويقول د.يسري حسن أن أفضل تمارين اليوجا هو وضع السجود لأنه يشبه وضع الجنين في بطن أمه ويشعر الانسان بالأمان فاذا قام به صباحا قبل الافطار لمدة دقيقتين سيشعر بتحسن ملحوظ في حالته النفسية . ويمكن لليوجا أيضا أن تعالج الأرق عند النوم وذلك بفرد الجسم علي الفراش واغماض العينين والايحاء للنفس بأن كل أجزاء الجسم بدءا من القدم وحتي الرأس أصبحت ثقيلة، فهذا الاحساس يعجل بالنعاس.