لا يزال هاني قدري دميان مساعدا أول لوزير المالية رغم أنه كان بمثابة الذراع اليمني- هو والمرأة الحديدية بالوزارة سابقا منال حسين- لوزير المالية الأسبق الهارب يوسف بطرس غالي لدرجة أنه كان الرفيق الدائم لبطرس غالي في رحلاته الخارجية، ولم يكتف غالي بتصعيد دميان ليصبح أحد صانعي القرارات بالوزارة بل جعله مساعدا له في رئاسة اللجنة المالية بصندوق النقد الدولي عقب انتخابه رئيسا لها. ورحل غالي من وزارة المالية هاربا بعدما ارتكبه من مخالفات وإهدار للمال العام، وجاء بعده د. سمير رضوان، ثم د. حازم الببلاوي ، وأخيرا ممتاز السعيد، ليتغير أربعة وزراء للمالية بينما لا يزال قدري قابعا في مكانه، ينهل من البدلات والمكافآت، رغم أنه كان أبرز شركاء بطرس غالي في وضع السياسات المالية والضريبية التي جعلت الفقراء المصريين أكثر فقرا. وبدلا من أن يتواري دميان عن الأنظار، نجده يخرج للأنوار، منتقدا سياسات مالية كان مشاركا رئيسيا فيها، وربما متعشما أن يجلس علي كرسي وزير المالية، خاصة أن الأيام الحالية تشهد ولادة وزارة جديدة، ليخرج علينا قائلا: أن حكومة رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري كانت تري تحقيق الاستقرار في وقت قصير عند وضع الميزانية الحالية، لكن حكومة الدكتور هشام قنديل تفضل التدرج نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة، ونحاول أن نعتمد علي التمويل الخارجي بشكل أكثر، بدل الضغط علي البنوك المحلية والقطاع الخاص، ونسي دميان أنه كان مساعد أول وزير المالية الأسبق د. سمير رضوان، الذي رفض الاستمرار في إجراءات قرض صندوق النقد الدولي رغم اقترابها من النهاية، لنعود بعدها بأشهر ونطلب القرض من جديد، ويشارك دميان في المفاوضات رغم أنه كان أحد الرافضين للقرض قبلها بأشهر. . ثم يواصل دميان وعظه لنا" إنه كلما تأخرنا في علاج الاقتصاد كلما زادت كلفة الإصلاح، ولابد من مشاركة الجميع في تحمل أعباء الإصلاح عدا الفقراء" ونسي أيضا أنه كان الشريك الأساسي مع بطرس غالي في صنع القرارات .