ربما يكون الفنان هاني رمزي الوحيد بين أبناء جيله من الكوميديانات الذي يمتلك حساً سياسياً بما يدور حوله. وهذا الحس ليس وليد الثورة المصرية بل ظهر واضحا منذ بداياته الاولي في ظل النظام السابق الذي فرض قيوداً صارمة علي حرية الابداع والمبدعين وخاض القليل منهم حروبا من اجل انتزاع حريته، وهاني واحد من هؤلاء الذين اختاروا الكوميديا السياسية لتكون خطه الابداعي في السينما ولم يستسلم للقيود ودخل في صراعات وواجه صعوبات كثيرة لخروج أعماله السينمائية للنور.. بداية من فيلمه"جواز بقرار جمهوري" والذي شهد رفضا رقابيا متعنتا لولا تدخل الكاتب الكبير إبراهيم سعده خلال رئاسته لمجلس ادارة مؤسسة اخبار اليوم لدي مؤسسة الرئاسة ما خرج هذا العمل للنور ؛ ثم واجه هاني رمزي حروبا شديدة عندما اراد تقديم فيلم"عايز حقي" ولكنه انتصر في النهاية. ومع كل فيلم جديد يجد نفسه في مواجهة مع الرقابة والنظام كان آخرها في فيلمه "ظاظا رئيس جمهورية" الذي تم رفضه في البداية وعندما تظلم وهدد باللجوء للقضاء تمت الموافقة بشرط ان يتم "تجهيل" الدولة التي تدور فيها الأحداث وحذف كلمة "رئيس جمهورية".. ولأنني أعرف هاني رمزي منذ سنوات طويلة كفنان مثقف وله رؤية للمستقبل ومؤمن برسالته الفنية كنت انتظر ان تكون تجربته الاولي في مجال تقديم البرامج التليفزيونية ترجمة حقيقية لهذه الرؤية وتأكيدا لرسالته الفنية بأن أري برنامجا بما يعرف ببرامج ال»استاند أب« ولكن بطعم السياسة ،ولكن جاء برنامجه "الليلة مع هاني" الذي تبثه قناة إم بي سي مصر ليس كما تمنيت بل جاء برنامجا خفيفا كوميديا صرفا وأنا لست ضد هذه النوعية من البرامج التي اصبح المشاهد في حاجه شديدة لها، ولكن جمهور هاني رمزي وأنا واحد منهم كنا ننتظر رؤية أكثر عمقا وتناولا اكثر جدية للقضايا التي تهم المواطن وهو قادر علي تحقيق ذلك اذا توافر له اسكريبت جيد من خلال كاتب يمتلك القدرة علي كتابة ديالوج سياسي اجتماعي ساخر يناقش من خلاله قضايا الوطن بأسلوبه المحبوب. هاني رمزي: مطلوب منك اعادة النظر في فقرات برنامجك المتعددة والتي ربما يكون بعضها نقاط ضعف لا قوة ؛كما يجب عليك الاستفادة بشكل اكبر من ضيوفك والذين ظهر واضحا ان استضافتهم بلا معني حقيقي رغم نجوميتهم.