بداية.. ما تقييمك لوضع مصر علي خريطة البحث الدوائي ؟ مصر ليست علي خريطة البحث الدوائي، كما لا يوجد لديها صناعة دواء قائمة علي الابحاث والابتكار، ويقتصر دورها طوال الاعوام الماضية علي صناعة الادوية المثيلة التي لا تحتاج الي ابحاث جديدة، فعلي سبيل المثال تصل نسبة مرض الالتهاب الكبدي " سي " الي 20٪ في مصر وهورقم ضخم ومع ذلك لا تقوم شركات الدواء المصرية باجراء ابحاث علي النوع الرابع المنتشر في مصر وهوامر لابد من تغييره فورا نظرا لان هناك 47 دواء جديدا تحت التجارب لفيروس سي من النوع الثاني المنتشر في اوروبا وسيتم انتاجهما، ويكفي أن نجرب تلك الادوية لكشف فاعليتها علي النوع الرابع المنتشر في مصر، كما ان السكر منتشر في مصر ولابد من اجراء ابحاث علي المرض للتعامل معه والحد من انتشاره.. وبم تفسر تراجع الابحاث الدوائية في مصر ؟ تراجع الابحاث الدوائية في مصر يعود الي المقولة الشهيرة هما المصريين فئران تجارب " فالهند تجري تجارب اكلينيكية بشكل دائم علي مواطنيها حيث انه يوجد اخلاقيات للبحث العلمي متبعه عالميا، وبدون التجارب والمرضي لا يمكن انتاج دواء لعلاج الامراض، فلا يمكن لاي دواء ان ينجح في القضاء علي فيروس سي من النوع الرابع المنتشر في مصر بدون تجربته علي المصريين، وفي دولة الصين عندما يعتمد دواء ويتم تداوله لابد وان يكون تمت تجربته اكلينيكيا علي الصينيين. وما رؤيتك لانقاذ البحث الدوائي في مصر ؟ تقدم البحث الدوائي في مصر يبدأ من ترسيخ الثقة في قدرتنا علي اجراء تلك الابحاث خاصة ان لدينا كوادر وعقولا تستطيع ان تقوم بذلك وعلي اعلي مستوي ولكن المناخ المصري لا يدعم ولايشجع العلماء في جميع المجالات مما يتطلب ضرورة تغيير تلك السياسة فورا، كما يجب توفير الموارد اللازمة عن طريق القطاع الخاص وليس الحكومي، كما لا يجب استعجال الربح حيث ان الابحاث تستمر من 10 الي 15 سنة، حيث أن تكلفة الدواء الواحد تتراوح ما بين مليار الي مليار ونصف دولار، ويمكن اجراء الابحاث علي مراحل، كما يمكن ان يتم التفكير في ابحاث الدواء التي تدر ربحا علي المدي البعيد، مع العلم ان مجموع الادوية التي تم انتاجها للامراض المختلفة من بداية اكتشافها لم يتعد 1600 دواء. الغش الدوائي من المشاكل التي تعصف بالمريض وبصناعة الدواء.. كيف تري هذه المشكلة وعلاجها ؟ الغش الدوائي منتشر بطريقة كبيرة في جميع الدول وهذه الظاهرة تختلف من دولة الي اخري ففي الولاياتالمتحدةالامريكية أدي غش الدواء الي حالات وفاة، وهناك فرق كبير بين الادوية المماثلة والادوية المغشوشة، وشركات الدواء العالمية ليست ضد الادوية المماثلة التي يطلق عليها (الجينيرك) طالما هذه الادوية مطابقة لمواصفات هيئة الغذاء والدواء الامريكية،ففي امريكا الان كل عشر روشتات ثمان منهم تصرف من الادوية المثيلة، بينما غش الدواء يضر المريض فهويوضع به مواد غير مطابقة للمواصفات ومن الممكن ان يحدث للمريض مضاعفات منه ولا يعالج المرض الذي اخذ من اجله الدواء . وما رأيك في اتجاه المرضي مؤخرا للعلاج بالاعشاب ؟ كثير من الناس يطمئن لتناول الاعشاب بسبب انها طبيعية ولا يعلم ان تناول مثل هذه الاعشاب لا يفيد في علاج الامراض فهناك امراض كثيرة تحتاج اكثر من دواء للسيطرة عليها مثل السكر والضغط وامراض الكبد..الخ،ومع ذلك شركات الادوية اتجهت الي بحث الاعشاب الطبيعية لتري ما هي المادة التي تفيد في مرض معين وتفصلها وتسوقها كدواء للمرضي.