معابد جزيرة فيلة وسط نيل أسوان الكثير من المصريين عرفوا اسمها دون ان يحظوا بفرصة رؤيتها ونجحت جزيرة فيلة في جذب اهتمام الملايين في عصور تاريخية متعاقبة فهي حبيبة الاغريق وانس الوجود عند العرب وبالاضافة الي مكانتها التاريخية وحظيت الجزيرة بصبغة اسطورية منحتها قيمة استثنائية حيث كانت محورا لاحدي حكايات الف ليلة وليلة. كانت جزيرة فيلة أقوي الحصون المصرية علي حدودها الجنوبية ، واعتمد عليها المصريون في حماية بلادهم من مخاطر الحملات الجنوبية ، وقد ساعد موقعها علي ذلك حيث كانت تفصل النيل إلي قناتين معاكستين في أسوان، وضمت الجزيرة عددا من المعابد منها معبد الإله إيزيس ، ومعابد حتحور وامنحتب ، إلا انها جميعا اشتهرت باسم «فيلة « أو «فيلاي» والتي تعني باللغة الاغريقية «الحبيبة او الحبيبات» نظرا للأهمية الدينية لهذه المعابد. أما بالنسبة لعرب شبه الجزيرة العربية فقد عرفوا الجزيرة باسم «أنس الوجود» نسبة إلي الاسطورة الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة تدور أحداثها بالجزيرة ، وكان الاسم المصري القبطي القديم لهذه الجزيرة هو « بيلاك» ويعني «النهاية أو الحد» نظرا لوقوعها في آخر الحدود المصرية . وبالرغم من نقل كافة معابد جزيرة فيلة من موقعها الأصلي إلي جزيرة «أنجيلكا» عقب بناء السد وارتفاع المياه التي هددت المعابد بالغرق ، إلا إن اسم «فيلة» ظل ملازما لها خاصة أنه اطلق علي معبد الإله «ايزيس» والذي يمثل المساحة الأكبر مقارنة ببقية المعابد ، وشُيدت جميعها في الأصل لعبادة الإلهة «إيزيس»واستطاعت في كل القرون اكتساب مكانة خاصة في العبادات، ولشدة سيطرة عبادة إيزيس علي جزيرة فيلة فقد امتدت علي مدي قرون عديدة لتتحدي بذلك مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس الأول الذي أصدره عام 391 ميلادية والذي يفرض فيه الديانة المسيحية علي جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وفي عام 550 بعد الميلاد وصلت المسيحية إلي جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها. وتكون مجتمع جديد مسيحي في جزيرة فيلة وتحولت قاعة الأعمدة لتناسب ممارسة الديانة الجديدة وعندما جاء الإسلام اعتبرت فيلة حصنا أسطوريا ممثلا في إحدي قصص ألف ليلة وليلة واكتسبت اسم أنس الوجود. وحتي يومنا هذا تعد معابد فيلة واحدة من اهم المزارات السياحية بأسوان لإحتوائها علي نقوش وجداريات تؤرخ لعصور تاريخية قديمة ذات اهمية دينية تجذب كل سائح وكل مهتم بالتاريخ المصري القديم.