أنهي رئيس الوزراء الإسرائيلي جولته الافريقية بزيارة لإثيوبيا وسط تهليل الصحافة المحلية في البلدين لأهمية الزيارة التي يعلق عليها الكثير من الآمال. فمن المعروف ان لكلا الطرفين أهدافا وطموحات معلنة وأخري خفية في التعاون مع الآخر. ثمة أهداف سياسية ترجوها إسرائيل من الانخراط في القارة الافريقية واقتحامها وهي كسر العزلة السياسية التي تعاني منها في المحافل الدولية وذلك عن طريق تفكيك الكتلة العربية الموجودة في أي تجمع افريقي وتغليب التصويت الافريقي علي التصويت العربي. الغرض النهائي هو الفوز بتأييد الدول الافريقية في أي تصويت بالأمم المتحدة قد يناهض إسرائيل وإحباط الخطط الفلسطينية بالتسلل الي المنظمات الدولية تباعاً وإدانة إسرائيل ويأتي التصريح الذي أدلي به مندوب السودان بالاتحاد الافريقي عن رفض الاتحاد استقبال نتانياهو بمثابة لطمة قوية للجهود الإسرائيلية الرامية لكسر السياج الذي أحاط الاتحاد الأفريقي نفسه به، كما ينظر اليه علي انه مؤشر فشل لزيارة نتانياهو التي كان يعول فيها علي العودة بصفة مراقب الي الاتحاد الافريقي وهي العضوية التي فقدتها إسرائيل عام2002 بفضل الجهود الفلسطينية وبدعم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. علي انه من السابق لأوانه الارتكان للتصريح السوداني بشأن وقف التوجه لمنح إسرائيل عضوية الاتحاد الافريقي بصفة مراقب واعتباره معامل نجاح للدبلوماسية العربية في تفكيك العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، علي العكس يمكن النظر لهذا التصريح باعتباره نوعاً من الإرجاء الدبلوماسي للقرار الافريقي حتي تستكمل المشاورات الافريقية البينية. أما المؤشر الحقيقي لمدي نجاح او فشل جولة نتانياهو فسيتضح في التصويت الذي يقوم به الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة حول القرارات المنددة بإسرائيل أو الداعمة للقضية الفلسطينية. أما علي الجانب الاقتصادي فإن الأهداف المتبادلة والطموح الإسرائيلي في فتح أسواق افريقيا علي مصراعيها للمنتجات الإسرائيلية، مما دفع أحد المعلقين الإسرائيليين للقول ان نتانياهو اتجه لافريقيا بعد ما افتقرت أوروبا، يقابله طموح افريقي في الحصول علي المساعدات الإسرائيلية في مجالات التكنولوجيا والهندسة الزراعية والانترنت.