هو عميد المحررين العسكريين، ورئيس تحرير أول جريدة معارضة بعد حرب أكتوبر المجيدة. وأستاذ الصحافة في جامعات مصر والسعودية. لن أتحدث عن صلاح قبضايا الصحفي، فأساتذته وزملاؤه وأبناء المهنة يعرفون قدره، ولن أتحدث عن الدكتور صلاح قبضايا أستاذ الصحافة، فهناك من طلبته ومن تخرجوا وامتهنوا الصحافة علي يديه من يقدر علمه.. اسمحوا لي أن أتحدث عن صلاح قبضايا الانسان في الذكري الثانية لرحيله. الزوج الذي ارتبطت به نصف قرن ويزيد. بعض الاحداث التي لا يعرفها إلا أنا وكثير من صفات النبلاء التي لم يكتشفها فيه سوي قلة ممن عاشروه.. هذا هو أنت.. الدنيا لم تكن تعني لك شيئا. وهذا قولك.. أنا أغني أغنياء العالم لاني لا أريد أي شيء. زهدت الشهرة وهربت منها عندما كان مثلك يسعي إليها ويجري خلفها. . لم تنهزم حين أغلقت الجريدة التي كنت ترأس تحريرها.. ولم تيأس حين منعت من الكتابة التي كانت حياتك منذ كنت طالبا في قسم الصحافة بكلية الآداب. حولت الهزيمة واليأس إلي عمل خلاق، فأنهيت رسالة الدكتوراة التي حصلت عليها بامتياز مع مرتبه الشرف الاولي. وكان التدريس هو البديل عندما أجبر قلمك علي التوقف عن الكتابة، ثم تسامحت ورضيت ولم تستنكف ان يرأسك تلميذك عندما إضطررت إلي العمل خارج وطنك.. كنت صاحب مدرسة جمعت فيها كل القيم والمثل والاخلاق، نهلت أنا منها الكثير طوال نصف قرن عشتها معك. ولن أنسي يوم عرض علينا شراء الشقة التي استأجرناها عند زواجنا في الستينات من القرن الماضي، وكان قرارك ان نقسم حيازتها سويا لاننا تشاركنا فيها منذ البداية.. كان قرار الفرسان.. قلبي وعقلي يحملان لك الكثير.. قلبي يحمل لك كل الحب وعقلي يحمل لك كل الامتنان علي ما علمتني إياه.. واذا كنت لم تنل ما تستحقه من تكريم في حياتك فاني علي يقين ان الله هو من ارجو منه التكريم.. ولا أملك الا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة إلي ان ألقاك. نبيلة بدران