في اكتوبر 1973 كانت الضربة الموجعة والمؤلمة والخانقة من زايد بن سلطان رئيس الامارات العربية و الذي أعطي دروسا للتاريخ وهي أن البترول العربي ليس أغلي من الدم العربي فقد أعلنها رجل المبادئ والعروبة الأصيل في قلب لندن وعندها رفع من وتيرة المواقف العربية التي قرر وزراء البترول حينها تخفيض الانتاج بنسبة 5٪ شهريا إلا أن أعلنها زايد وعلي مسمع ومرأي من الجميع بمنع تصدير البترول. ومنذ اللحظة الأولي التي اندلع فيها القتال في سيناء والجولان أعلن زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف من أجل استعادة الأرض المغتصبة ولم يسمح لنفسه بأن يدخل في حساب طويل معقد حول إمكانات بلده وقدرتها لكن الشيء الوحيد الذي كان في اعتباره هو أن لحظة المصير التي يمر بها النضال العربي تتطلب عطاء بلا حساب. وقد طلب زايد من مستشاريه العمل علي حجز جميع غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة المعروضة للبيع في جميع أنحاء أوروبا وشراءها فورا وإرسالها جوا وفي الحال إلي دمشق والقاهرة مع كميات من المواد الطبية والتموينية. وفي ثالث أيام المعركة كان زايد أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ مائة مليون جنيه إسترليني للمعارك الدائرة علي الجبهتين وعندما دمرت الطائرات الإسرائيلية محطات القوي الكهربائية في دمشق. أمر زايد رجاله بإرسال مولدات جديدة إلي العاصمة السورية بطريق الجو. ولم يكن موقفه من قطع النفط كسلاح في المعركة أقل روعة من موقفه في الأيام الأولي للمعركة بل انه كان أول من استخدم هذا السلاح فعندما تدفق السلاح علي الجسر الجوي إلي إسرائيل في محاولة لتغيير سير المعركة ودفع الموقف لصالحها أوفد زايد وزير البترول الإماراتي إلي مؤتمر وزراء البترول العرب لبحث استخدام البترول في المعركة وأصدر الوزراء قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5٪ كل شهر وإذا بزايد يأمر وزير البترول بأن يعلن فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التي تساند إسرائيل.