ربما تكون هذه هي المرة الأولي التي يسمع فيها البعض،عن مسجد السيدة حورية حفيدة الرسول عليه الصلاة والسلام في بني سويف،ولكنه من المساجد التي يعرفها جيدا محبو آل البيت في كل مكان،كما يعرفون الأجواء الفريدة والروحانية لذلك المسجد،فبمجرد أن تطأ قدمك أرضه،سوف تشعر بنسمات إيمانية ونفحات رضا تحلق بقلبك،وتسمو بالنفس،ويعد مسجد السيدة حورية،أكبر وأشهر مساجد بني سويف وفيه مقام السيدة حورية الذي اعتاد الالاف من المحبين والزوار القدوم اليه في شهر رمضان تقربا إلي الله من خلال حب آل البيت، لتجد أصوات الابتهالات وحلقات الذكر تلاحقك في محيط المسجد وتشهد شوارع وجنبات المسجد نفس الضجيج الجميل الذي يتكرر في كل عام. والسيدة حورية هي زينب بنت أبي عبد الله شرف الدين الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه ونسبها من جهة الأم يعود لكسري ملك الفرس وسميت زينب نسبة إلي عمتها السيدة زينب الكبري بنت علي و لقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقاها، وتعود قصة بناء المسجد إلي رؤيا لأحد اعيان المحافظة وهو اسلام بك فبعدما دُفنت السيدة حورية في مقامها، والذي قيل أنه كان عبارة عن مقابر لأولياء الله الصالحين، أتته السيدة حورية في المنام تدعوه إلي بناء مسجد حول مقامها، وبالفعل قام إسلام بك بإنشاء المسجد في عام 1323ه ، والذي استغرق تشييده خمسة أعوام، حيث جلب إسلام بك له خبراء من ألمانيا ليشرفوا علي بنائه، وتوفي إسلام بك واستكمل ابنه محمد بك البناء.واحتفظ المسجد بروحه وريحانه المتفرد،وهكذا ما يشعر به زواره، فيحرص محمد علي «مدرس « علي أداء صلاة التراويح يومياً في مسجد السيدة حورية نظراً لحالة الهدوء التي يشعر بها في الصلاة، بعدها يخرج لميدان المسجد لقضاء سهرة رمضانية مع اصدقائه ويقول: «لما باجي هنا باحس إن فيه رمضان بجد »ولا يختلف الأمر كثيراً عند احمد جمال موظف»،فيما يشير احمد جمال محامي إلي أن اجواء المسجد مفعمة بالأمن الأمان، وهو مايدفع الكثيرين من ابناء المحافظة للقدوم بصفة يومية للمسجد للصلاة والتبرك بالمقام.. حمدي علي