يبحث أبطال المجموعة القصصية الثانية لمصطفي زكي " تأكل الطير من رأسه" - الصادرة عن دار العين للنشر والحائزةعلي جائزة ساويرس عن الحرية المختبئة داخل متاهة الحياة اليومية، ويحاولون أن يخرجوا من حياتهم الافتراضية ليواجهوا الحياة الواقعية الصعبة.؛ ويحدثنا مصطفي عن شخصيات مجموعته عبر هذا الحوار:؛ نجد شخصيات قصصك منعزلين، هل السبب أن الحياة الواقعية أصبحت صعبة؟ الإنعزال شعور موجود ودائم ولكن بدرجات متفاوتة. ربما لأن الحياة الواقعية صعبة علي الدوام وتزداد صعوبة، وربما لأنها سجن فعلا علينا أن نتعامل معها. علينا أن نصنع عالما موازيا نهرب إليه. ربما ننجح وربما نفشل، لكن تظل المحاولة هي الأساس. شخصيات وأبطال قصصي تحاول علي الدوام أن تصنع ذلك العالم الموازي لتهرب إليه. ربما يكون الهروب ناجحا كما في (إختفاء رجل وحيد) بالإختفاء. أو في قصة (أحمد مبروك) بالطيران. أو في قصة (فراشات) بالتحول. وربما المحاولة تفشل كما في قصة (تقمص أخير) والذي فشل فيها البطل في الخروج من أسر الشخصية التي يتقمصها.؛ تظهر الفراشة في عدد كبير من القصص، هل كانت تعتبر رمزا للحرية؟ هي بالطبع كذلك. كما أنها بالنسبة إلي رمز للتحدي والمعرفة. علي الرغم من رقتها وهشاشتها، إلا أن الحكاية القديمة تقول بأن الفراشة ظلت تدور حول اللهب، وتقترب إلي أن احترقت، دفعت حياتها ثمنا للمعرفة، والحرية التي تبتغيها. الفراشة في التراث والمعتقد الصوفي هي رمز للفناء والتوحد. وفي كل تراث وميثولوجيا نجد أن لها دلالة معينة مختلفة. بدءا من الضعف والحماقة في الإنجذاب إلي اللهب، حتي فكرة تغيير العالم كله كما في النظرية الشهيرة (أثر الفراشة)، لذا تعجبني حماقة الفراشة.؛ نجد أبطال قصصك تتنكر أو تتقمص شخصيات مثل الإسكندر الاكبر و ميكي ويحاولون العودة إلي شخصيتهم الحقيقية فيعجزون، لماذا يصعب الخروج من الشخصية المتخيلة؟ ربما هي ليست شخصيات متخيلة، ولكنهم متسترون تحت العديد من المظاهر الأخري. الشكل الاجتماعي اللائق والمقبول للأوساط الذي يعيشون فيها. المجاز المُتخيل الذي يحل محل الواقع المُعاش. ربما كان هذا هو واقعهم الحقيقي. وربما لم يكونوا كذلك ولكن تم مسخهم ليصبحوا هكذا. أن تظل تؤدي دورا لا ترغب به، ولا تحبه إلي أن تتحول فعلا لتلك الشخصية. كما في قصة ميكي، والتي تتماهي مع البطل ليصبحا في النهاية شخصا واحدا، لا فارق بينهما. الفكرة هي أن تموت روحك فتتحول دون إرادتك الي شيء آخر.؛ لماذا اخترت قصة "حفل تنكري" لتكون معالجة لقصة فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي"؟ هي تناص مع قصة دمي ودموعي وإبتسامتي. إعادة حكي بمنظور مختلف تلك المرة. في بعض الأحيان تجد أنك متعلق برواية معينة أو فيلم دون سبب مقنع لذلك. أقول متعلقا ولست معجبا. هي في الأساس ذائقة فردية. إعادة طرح الحكاية من جديد، ولكن بمنظور بعيد ومختلف تماما عن الحكاية الأصلية. الكتابة هي لعبة في الأساس، بين الكاتب ونفسه، قبل أن تكون بين الكاتب والقارئ.؛