أخبار إيجابية كثيرة توالت مؤخرا علي الاقتصاد، فزيارة الرئيس محمد مرسي للصين فقط كانت نتيجتها اتفقيات ب4.9 مليار دولار، تلاها عزم شركة بريتش بتروليوم ضخ استثمارات جديدة في مصر، بخلاف عروض البنك و صندوق النقد الدوليين، كل ذلك انعكس بسرعة وبقوة علي أداء البورصة، فانتعشت وحققت ارتفاعات كبيرة لم تحدث منذ اندلاع الثورة،و صب جانب من الايجابيات في صالح الاحتياطيات لدي البنك المركزي، فارتفع احتياطي الذهب إلي 3.3 مليار دولار نتيجة ارتفاع اسعار الذهب عالميا، و ارتفع احتياطي النقد الاجنبي الي 15.127 مليار دولار، نتيجة ما أودعته كل من السعودية وقطر من دولارات لدي البنك المركزي.... رغم تحفظي علي الزيادة في احتياطي النقد الاجنبي لانها زيادة شكلية نتجت من قروض-ودائع لدول اخري لدينا- إلا أنه من المفترض أن لا يعاني السوق نقصا في المعروض من النقد الاجنبي... لماذا ينخفض الجنيه الآن؟ ألم يكن مستقرا في وقت توقفت فيه الاستثمارات الاجنبية تماما وكان الاحتياطي يتراجع باستمرار؟ أعتقد أنني من سعداء الحظ فانا استطيع أن أناقش مثل هذه الأفكار مع أهل الخبرة والعلم من المصرفيين وأساتذة الاقتصاد... و كان رأيهم أن ما حدث في سوق الصرف قد يكون سببه توقف البنك المركزي عن بيع دولارات للبنوك - كما كان يفعل في الشهور الماضية- نتيجة انخفاض الاحتياطي أو لأن صندوق النقد اتهمه بالتدخل في السوق، ويمكن أن يرجع السبب في جزء منه الي بدء انتعاش الاقتصاد وتحرك السوق - في كل الاحوال المهم هو ان الانخفاض في قيمة الجنيه يعتبر بسيطا جدا لم يصل الي نصف نقطة في المائة، هذا في حد ذاته روفقا لاراء الخبراء - مؤشر بأننا لن نواجه انخفاض شديدا في قيمة الجنيه.. بقدر ما طمأنني كلامهم بقدر ما تمنيت لو أن البنك المركزي يغير اسلوبه في التعامل معنا و يكون اكثر شفافية ووضوح، فلا يعقل ان ينخفض الجنيه في نفس الأسبوع الذي وعد فيه رئيس الجمهورية بأنه لن يسمح بتخفيضه.