قبل الإعلان عنها عملياتياً، وانطلاقها في مهام قبالة سواحل أفريقيا أو إيران، انضم مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت لطاقم الغواصة الإسرائيلية الأغلي ثمناً في العالم «رهاف»، وهي الغواصة الخامسة في أسطول البحرية الإسرائيلية، ويبلغ ثمنها نصف مليار دولار؛ وفي محاولة للوقوف علي حجم الغواصة، قال تقرير الصحيفة العبرية أن طولها يبلغ 68 متراً، ما يعني أنها أطول من طراز الغواصات «دولفين»، ويكمن سر قوتها أنها تستطيع القيام بمهام عسكرية طويلة المدي، تزيدعلي عشرة أضعاف الغواصات الأخري. ووفقاً لوصف يديعوت أحرونوت، فإن العمل السري الذي تقوم به تلك الغواصة، ونظيرتها المعروفة ب»التنين»، تمكنهما من البقاء الهادئ تحت سطح الماء، وتنفيذ عمليات عسكرية في غاية التعقيد، نظراً لاعتمادها علي محركات كهربائية، تجعل أداءها أكثر نجاعة من الغواصات الأخري. ونقلت الصحيفة العبرية عن قائد الغواصات الإسرائيلية، الذي رمزت له بالحرف «د» قوله: «أنهت الغواصة الإسرائيلية «التنين» عدداً كبيراً من المهام العسكرية المتنوعة، وأثبتت أن أداءها أعلي من كل ما هو متوقع، ووصلت قيادة القوات البحرية في تل أبيب إلي قناعة بأنه يمكن الاعتماد علي عمل الغواصة «التنين» في كثير من الظروف المتباينة، لكن الغواصة الجديدة «رهاف، ستخوض عمليات عسكرية مماثلة خلال الأيام القليلة المقبلة في ألمانيا، لتقليص فترة إجراء التجارب عليها في إسرائيل، ودخولها الخدمة العسكرية في أقرب وقت ممكن. وفيما يتعلق بتفاصيل حجم الغواصة «رهاف»، ومجالها العسكري الذي يزيد علي طرازات الغواصات القديمة، أشار العقيد الإسرائيلي «د» إلي أنه توجد إمكانات وأهمية لعمليات غوص الآلية العسكرية الجديدة، ما يجعلها أكثر فاعلية؛ فمجمعات عملية التشغيل في الغواصة أصغر بكثير من المعدات، التي تحتوي عليها الغواصات الأخري، كما أن إضاءة الغواصة الجديدة أقوي وأقل استهلاكاً للوقود من الغواصة «دولفين». ويتحدث العقيد «د» عن تنسيق وتعاون عملياتي بين سرب الغواصات والقوات البرية الإسرائيلية، مشيراً إلي أنه جرت تدريبات نوعية علي ذلك في مناطق الجنوب الإسرائيلي، وأضاف: «إننا نجري تلك التدريبات، لنقف علي ما يمكننا تقديمه لسلاح المدرعات وما يحتاجه؛ ولعل الحصول علي تلك المعلومات، وما تخلله من زيارات قام بها عدد من ضباط سلاح البرية للغواصة «رهاف»، يخلق حالة من الانصهار والدمج العملياتي، وهو ما يزيد من قوة عمل الغواصة». ورغم تباهي الجيش الإسرائيلي بأن 90% من المهام العسكرية مفتوحة أمام العناصر النسائية في المؤسسة العسكرية، لاسيما الخدمة في سلاح المشاة، والمدفعية والجوية، وكذلك سلاح البحرية، إذ تم تكليف سيدة للمرة الأولي بقيادة السفينة الحربية الإسرائيلية «دبورا»، إلا العقيد «د»، يعترف بأنه من المستحيل أن يخدم أي عنصر نسائي ضمن طاقم الغواصة «رهاف»؛ وأرجع القائد الإسرائيلي ذلك إلي صعوبة العمل النسائي داخل الآلية البحرية الجديدة، تفادياً للاحتكاكات بين الجنسين (الرجل والنساء)، نظراً للزحام والمساحات الضيقة، التي يتحرك في إطارها العنصر البشري داخل الغواصة. وفي هذا الصدد يقول القائد العسكري الإسرائيلي، إن قضية القوي البشرية داخل الغواصات تنطوي علي مفارقات متباينة، فالجيش الامريكي علي سبيل المثال يحظر علي النساء الخدمة داخل الغواصات، لكن هذا الحظر بدأ في التلاشي، لاسيما في ظل النقص الحاد في القوي البشرية، كما أن معظم دول العالم لا تستطيع تشغيل كامل غواصاتها بسبب نقص القوي البشرية، خاصة الأسطول الألماني، الذي اكتفي بتشغيل 6 غواصات بثلاثة طواقم فقط من 18 غواصة دخلت الخدمة فعلياً في الجيش.