فاجأنا الرئيس الروسي قبل أيام بتصريحات محبطة للعاملين بالسياحة.. أعلن أن مصر لاتزال خطرا علي السائحين وأنها تحارب الإرهاب لكنها لا تنجح في ذلك دائما.. وأضاف أن الخبراء من الدولتين يتواصلون حول تأمين المطارات لكن دون جديد ولا يمكننا إلا أن نقول لمواطنينا ∩مصر مقصد سياحي خطر∪ هكذا قضت تلك التصريحات علي أي أمل في عودة قريبة للسياحة الروسية.. كما أنها تثير مخاوف دول عديدة من السفر لمصر.. وهنا يبدو الأمر غامضا حول موقف الحكومة الروسية عامة من مصر سياسيا قبل أن يكون سياحيا.. وبمناسبة السياسة أعتقد أنه تأكد للجميع أن أزمة السياحة الحالية سياسية قبل أي شيء.. وإذا كنا نتحدث عن السياسة. وإذا كانت تصريحات بوتين أبعد ما تكون عن الكياسة السياسية وكأنه يتعمد الإضرار بمصر.. لماذا لا نمارس لعبة السياسة مع الروس.. فهناك عقود الضبعة النووية.. والأسلحة الروسية المعلنة لمصر ومشروعات أخري عديدة.. بجانب موقفنا السياسي وقربنا من موسكو الذي يصب في مصلحتهم بقدر مصلحتنا؟.. لماذا لا نرهن تنفيذ هذه الاتفاقيات بعودة السياحة الروسية باعتبارها الشئ الوحيد الذي نستفيده منهم؟.. وحتي لا يكون لهم حجة فلابد أن نقوم بعملنا علي أكمل وجه في منظومة تأمين مطاراتنا.. ونكررها للمرة المليون.. لن تكتمل تلك المنظومة إلا بإنشاء شركة تأمين.. ولا ندري لماذا تأخر إنشاء هذه الشركة رغم أن الحكومة أعلنت مرارا قرب إنشائها.. بل إن هناك خبراء مصريين سافروا للتدريب بالخارج استعدادا لقيادة تلك الشركة.. بجانب أن كل يوم تأخير في إنشائها يؤجل عودة السياحة شهورا.. ثم ان أي كلام عن إنشاء الشركة واستعانتها بخبراء أجانب يمس أمننا القومي غريب .. وإلا فماذا عن الوفود الأمنية التي تصل أسبوعيا لفحص مطاراتنا هل علي أساس أن تلك الوفود تفحص المطارات من وراء حجاب ؟! وقبل أن نغادر الحديث عن بوتين فهناك ملاحظتان.. أولاهما توقيت تصريحاته واستباقها لوفد أمني من بلاده يعمل حاليا في فحص مطاراتنا ودون انتظار تقرير الوفد.. وثانيتهما وهي معلومة فأن روسيا تسعي جاهدة لتشجيع السياحة الداخلية لديها واشترطت علي الشركات عدد رحلات داخليا قبل السماح بالرحلات الدولية.. ورغم أن هذا حقها لكن يجب ألا يكون علي حساب مصر ومصلحتها. وفي إطار السياحة والسياسة.. ننتقل من موسكو إلي ميدان العباسية أو شارع مراد بالجيزة حيث يقع مكتبا وزير السياحة يحيي راشد وهيئاته.. وأسأل الوزير وكبار مساعديه ماذا فعلتم أو خططتم لاستغلال الزخم السياسي الكبير الذي شهدته القاهرة مؤخرا والاستفادة من السياسة وأحداثها المتأججة لبث الروح في جسد السياحة المنهك.. زيارة الرئيس الفرنسي والاحتفاء الكبير به بل وتصريحات أولاند في مؤتمره الصحفي مع الرئيس السيسي حول دعمه للسياحة المصرية وتشجيع السائحين علي الحضور والاستمتاع بروعة مقاصدها.. هل نفشل في استغلال تلك التصريحات في إعادة الفرنسيين المولعين بآثارنا وتوقفت رحلاتهم قبل 5 سنوات خاصة وأن الوزير عمل لسنوات بفرنسا.. وهناك أكبر وفد استثماري ألماني برئاسة نائب ميركل وزيارتهم للأهرامات وتصريحاتهم عن روعة مصر وحضارتها وسياحتها وهي رسالة قوية للألمان وكل الأوربيين.. فمن يوصلها؟!..هل يعقل أن يرافق وزير السياحة الوفد في الزيارة ثم تصدر الوزارة عنها بيانا مقتضبا وبدون اي صورة أو تصريح من مسئول الماني وكأن الوزارة∩مكسوفة∪ من الزيارة باعتبارها ∩حاجة عيب∪! أين دور وزارة السياحة في استغلال كل هذا في حملة تحسين صورة مصر وتنشيط سياحتها إذا كانت هذه الحملات موجودة أصلا؟.. أين الشركة الدولية المتعاقد معها لبث تلك الحملات؟.. لقد طالبت وزير السياحة الأسبوع الماضي إذا لم تستغل الشركة إعلان ألمانيا إعادة رحلاتها لشرم وزيادتها بالغردقة في حملة الترويج أن يفسخ التعاقد مع الشركة فورا.. لكن الشركة لم تحرك ساكنا ولازال عقدها مستمرا.. إذن من يحاسب تلك الشركة ومن يتابع عملها وخطتها حفاظا علي 23 مليون دولار تحصل عليها الشركة سنويا ولم تظهر أيه كرامات حتي الآن؟. يذهب وزراء ويأتي آخرون والفرص الذهبية تتوالي علينا وتضيع منا.. إذن العيب في مين؟.. الله أعلم.