رئيس الوزراء يتابع مستجدات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وجهود جذب الاستثمارات بمليارات الدولارات وفرص عمل واسعة    أبو الغيط يدين الهجوم على قاعدة لقوات الأمم المتحدة بجنوب كردفان    احتفاء "الإعلاميين" ووزارة الشباب والرياضة تُحتفي بتولّي أشرف صبحي رئاسة اللجنة الدولية للتربية البدنية باليونسكو    مصرع شخصين إثر سقوط سيارة نصف نقل بترعة غرب الإسكندرية    سعر الين الياباني أمام الجنيه في البنوك المصرية    مباحثات مصرية - كويتية لتعزيز التعاون في مجالات البترول والغاز والتعدين    البنك التجارى الدولى يعزز ريادته في دعم رائدات الأعمال بإطلاق برنامج تمكين المرأة في قطاع الأعمال بالتعاون مع EBRD    البورصة تختنم تعاملات اليوم بارتفاع جماعي وربح 7 مليارات جنيه    محافظة القليوبية تنتهي من تجهيزات اللجان وترفع درجة الاستعداد    بعد هجوم سيدني الإرهابي، فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية على المنشآت اليهودية    نابولى يسقط أمام أودينيزى ويُهدر فرصة اعتلاء صدارة الدورى الإيطالى    باحث سياسي: حادث سيدني هزَّ المجتمع الأسترالي بأسره    رئيس الهيئة العامة للاستثمار يشارك في المنتدى المصري القطري بالقاهرة    المفاوضات تشتعل على ضم حامد حمدان بعد عرض بيراميدز المُغري    الداخلية تعلن نتيجة قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة 2026.. رسائل SMS للمقبولين.. رئيس الأكاديمية: النجاح فى الاختبارات ليس معيار القبول    أجواء شتوية باردة وسحب ممطرة تضرب الوجه البحري وشمال سيناء    الأرصاد تحذر من تكاثر للسحب الممطرة على هذه المناطق    نسمة محجوب تكشف أسرار مشاركتها في فيلم «الست»    معرض جدة للكتاب يستضيف فيلم كورة ضمن فعالياته الثقافية    رئيس الاعتماد والرقابة يبحث مع وفد وزارة الصحة بناميبيا تعزيز التعاون    وكيل صحة سوهاج يلتقى مدير مستشفى جهينة المركزي لمناقشة تطوير الخدمات    «عبد الهادي» يتفقد الخدمات الطبية بمستشفى أسوان التخصصي    الفيوم تتميز وتتألق في مسابقتي الطفولة والإلقاء على مستوى الجمهورية.. صور    إحالة المتهم بقتل موظف بالمعاش بالمنصورة لفضيلة المفتى    إزاحة الستار عن تمثالي الملك أمنحتب الثالث بعد الترميم بالأقصر    الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيًا بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن قرب الخليل    افتتاح المعرض السنوي الخيري للملابس بكلية التربية جامعة بني سويف    وكيل تموين كفر الشيخ: صرف 75% من المقررات التموينية للمواطنين    جريدة مسرحنا تصدر ملف «ملتقى الأراجوز والعرائس» إحياءً للتراث في عددها الجديد    معاك يا فخر العرب.. دعم جماهيري واسع لمحمد صلاح في كاريكاتير اليوم السابع    حكم زكاة المال على ودائع البنوك وفوائدها.. الإفتاء توضح    رافينيا: وضعي يتحسن مع لعب المباريات.. وعلينا الاستمرار في جمع النقاط    جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده    محافظ كفر الشيخ: شلاتر إيواء وتدريب متخصص لمواجهة ظاهرة الكلاب الحرة    غلق 156 منشأة وتحرير 944 محضرا متنوعا والتحفظ على 6298 حالة إشغال بالإسكندرية    نادين سلعاوي: نسعى لإسعاد جماهير الأهلي وتحقيق لقب بطولة أفريقيا للسلة    وصلة هزار بين هشام ماجد وأسماء جلال و مصطفى غريب.. اعرف الحكاية    رئيس الوزراء الأسترالي: حادث إطلاق النار في سيدني عمل إرهابي    جون سينا يعلن اعتزال المصارعة الحرة WWE بعد مسيرة استمرت 23 عامًا .. فيديو    فيلم «اصحى يا نايم» ينافس بقوة في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    موعد مباراة بايرن ميونخ وماينز في الدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    "القومي لحقوق الإنسان" يطلق مؤتمره الصحفي للإعلان عن تقريره السنوي الثامن عشر    هناك تكتم شديد| شوبير يكشف تطورات مفاوضات الأهلي لتجديد عقد ديانج والشحات    الناشرة فاطمة البودي ضيفة برنامج كلام في الثقافة على قناة الوثائقية.. اليوم    الصحة: لا توصيات بإغلاق المدارس.. و3 أسباب وراء الشعور بشدة أعراض الإنفلونزا هذا العام    امين الفتوى يجيب أبونا مقاطعنا واحتا مقاطعينه.. ما حكم الشرع؟    "الغرف التجارية": الشراكة المصرية القطرية نموذج للتكامل الاقتصادي    أرتيتا: إصابة وايت غير مطمئنة.. وخاطرنا بمشاركة ساليبا    مصر تطرح 5 مبادرات جديدة لتعزيز التعاون العربي في تأمين الطاقة    حكم الوضوء بماء المطر وفضيلته.. الإفتاء تجيب    مصطفى مدبولي: صحة المواطن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة    سوريا تكشف ملابسات هجوم تدمر: المنفذ غير مرتبط بالأمن الداخلي والتحقيقات تلاحق صلته بداعش    نظر محاكمة 86 متهما بقضية خلية النزهة اليوم    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 14ديسمبر 2025 فى المنيا    وزيرا خارجية مصر ومالي يبحثان تطورات الأوضاع في منطقة الساحل    الحكومة: مشروع لتعديل قانون العقوبات يشدد غرامة جرائم الشائعات    اليوم..«الداخلية» تعلن نتيجة دفعة جديدة لكلية الشرطة    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
ومن يتحدث باسم مصر
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 04 - 2016

عيب علي الحكومة ان تترك الفضائيات وحدها تمارس هوايتها في إحراج مصر والتحدث باسمها سألني جاري الجالس بجواري في المسجد بعد ان فرغنا من صلاة العشاء ظناً منه انني بحكم عملي عليم ببواطن الامور.. من يتحدث باسم مصر؟ فاجأني السؤال وبدأت ابحث في ذاكرتي عن اجابات قد تقودنا ان نعرف من يتكلم باسم مصر ولا أدري لماذا طفا علي سطح تفكيري تلك اللقطة التاريخية التي جسدها فيلم وا إسلاماه بأبطاله أحمد مظهر ولبني عبد العزيز وحسين رياض − قصة جهاد ومحمود − وكان التتار علي ابواب مصر التي كانت بلا قائد بعد ان ماتت شجرة الدر وأقطاي وتجمع ابناؤها داخل المسجد الكبير في مشهد وطني يتدارسون ماذا سيفعلون وهم يرون الخطر حادقاً ببلدهم.
وتقدم مبعوث التتار ليعرض شروطهم ووقف الجميع يسمع فإذا به يقول أكلم مين لما أحب اتكلم مع شعب مصر ونظر الجميع لبعضهم حتي تقدم محمود (أحمد مظهر) ليقول يمكنك ان تتحدث معي وسأله رسول التتار ومن تكون وأجابه انا مواطن من شعب مصر أقول ذلك وأنا لا أعرف من معي ومن ضدي وبدون تردد تجمع كل المصريين خلفه وجاء رده علي طلب التتار وقائدهم ان تدفع مصر الجزية وجزءا من أرضها نظير عدم تدميرها حازما حاسما بأن القي برسالة هولاكو في الهواء ثم ضربها بسيفه وهو يقول هذا ردي عليكم إذا فكرتم في غزو شبر من أرض مصر سندفنكم فيها.
وتمر الأيام ويتكرر السؤال في جلسة جمعتني بصديقي المؤرخ والصحفي القدير توحيد مجدي والزميل الصديق محمد درويش مدير تحرير الأخبار بمكتبه وسألني توحيد ووجه نفس السؤال لدرويش.. من يتحدث باسم مصر؟ هل تتذكرون اللقطة التاريخية في فيلم وا إسلاماه عندما سأل مبعوث التتار مع من اتكلم عندما أريد مخاطبة المصريين ومصر؟ هنا أقول السؤال من وجهة النظر الأخري من يتحدث باسم مصر؟ ومن له الحق في ذلك؟
للحقيقة آثار توحيد في نفسي عشرات الاسئلة الحائرة في ظل تلك الفوضي العارمة التي تشهدها وتلعب فيها الفضائيات وضيوفها. المأجورون في اغلب الأحيان دور المتحدث باسم مصر وشعبها وبأمانة يتم ذلك في ظل غياب أو تغييب كامل لدور مؤثر للحكومة الموكل لها حق الحديث باسم المصريين.
ما تبثه الفضائيات 99٪ منه موجه البوصلة ناحية أغراض ثبت انها تضر هذا الوطن اكثر مما تفيد فهي لا تستهدف إلا مصالح اصحابها، ليس من حق اي فضائية ولا حق أي من ضيوفها مهما علا قدره وشأنه أن يتحدث باسم مصر كما يفعلون وللاسف يصل صوتهم ويصدقهم العالم، صحيح ان لكل انسان الحق في ابداء رأيه من خلال القنوات الشرعية ولكن هذا ليس باسم مصر التي لها من يتحدث باسمها بعد ان استكملت كل معالم الطريق بعد ثورة 30 يونيه.
لقد نصب اصحاب الفضائيات ومقدمو برامجها انفسهم متحدثا رسمياً وشعبياً باسم هذا الوطن بل وادعوا لأنفسهم حقا في نقد الرئيس وأجهزة الدولة ومؤسساتها وكأنهم اصحاب السلطان عليها مع ان ذلك من حق الأجهزة الرسمية.
مصر لها قيادة وطنية لها وحدها حق التحدث باسمها ولها مؤسساتها التي تعبر عنها ومعه الحق الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقاءه منذ ايام مع ممثلي الأسرة المصرية عندما قال ان ما بثته الفضائيات وتلك التدخلات التي تسببت فيها باستضافة غير المتخصصين اضعفت موقفنا في مشكلة سد النهضة وفي قضية ريجيني الشاب الإيطالي القتيل.. هذه الفضائيات لا تمثل الرأي المصري رسمياً ولا شعبياً ولكنها تمثل آراء اصحابها فقط.
ولكن إذا كنا نقول ذلك فإن الحقيقة تؤكد اننا يجب ان نبحث عن اسباب تقصير الحكومة في التقرب للرأي العام وشرح الحقائق وعيبا عليها أن تترك الساحة للفضائيات لتلعب فيها وحدها لتضر مصر وشعبها. للبلد رئيس ومعه الحق عندما قال لا تصدقوا احدا غيري فنحن اخترناه وهو وحده المعبر عن مصر ولنا مؤسساتنا التي نحترمها وهي صاحبة حق الرقابة دون غيرها، في ظل ذلك الكذب المتعمد الذي تمارسه الفضائيات المأجورة.
وأنا علي الربابة بأغني
منذ زمن وانا اهوي الاستماع الي عزفه الشجي ولكني كنت اشاهده من بعد وكان يؤسرني بما تخرجه اصابعه من نغمات علي آلته الموسيقية التي تشبه الربابة في ريفنا، عندما يمر في شارعنا بالحي الهاديء بالمعادي يجعل المكان الذي تكسوه الخضرة والزهور تكتمل صورته الجميلة بالألحان الشجية.
دفعني فضولي للانتظار في حديقة المنزل لأري اي آلة وأي عازف تخرج منهما تلك النغمات وهو قد تعود ان يمر ما بين صلاتي الجمعة والعصر في كل اسبوع، عن بعد تأتي النغمات لأغنية ست الحبايب رائعة عبدالوهاب وفايزة أحمد فقد كنا علي بعد ايام من احتفالنا بعيد الام جلس بعد أن دعوته لاحتساء الشاي معي. نحي ∩المخلة∪ التي كان يضعها علي كتفه واحتوت علي مجموعة من ∩الربابات∪ تشبه تماماً التي كان يمسك بها والتي اخرجت احلي الجمل ∩الموسيقية∪.
اختراع بسيط قطعة خشب لا يزيد طولها علي 40 سم وفارغ لعلبة ∩التونة∪ بعد تنظيفها ووتر سلك ومفتاح لضبط الإيقاع ∩يتم تجميع∪ كل تلك الاجزاء علي هيئة ربابة صغيرة لا يبهرك شكلها ولكن يبهرك كيف لتلك المخلوقة البدائية الصغيرة ان تخرج احلي الالحان. امسكت بالربابة التي كانت بيده واخرجت مجموعة من التي كانت ∩بالمخلة∪ نفس التركيب ونفس الشكل وسألني شاكك في حاجة؟ قلت : لا.. ولكني اعتقدت ان التي تعزف عليها شيء آخر تستخدمه لجذب الزبائن واجابني هي هي نفسها انما ∩شطارة عزف وحياتك∪.
عرفني بنفسه صلاح.. ∩أبو نغم∪ وقلت له اخترت اسمها من حبك للموسيقي وأجابني وراثة عن ابي وجدي فقد عملا في نفس هذه المهنة بيع الربابة الشعبية البسيطة ولكي نعرف ثمن الربابة البدائية من 5 إلي عشر جنيهات حسب ∩الوهبة∪ كما يقول ابو نغم وهو بالمناسبة غير متعلم ولكنه يحفظ الاغاني سماعي وتدربت يده علي العزف علي آلته ∩بالخبرة∪ والزمن فأتقن اخراج اللحن وكأنه عازف في فرقة موسيقية ∩كبري∪.
وسألته كنت تعزف لحن ست الحبايب واجابني انا اختار الوقت الصح وعارف ان فيه عيد الام علشان كده بأعزفها وامسك بالربابة وبدأ في العزف وأنا انصت فقد كان شجيا في اخراج النغمات الحالمة.
قلت له: وهل يمكنك عزف وطنيات؟ واجابني استاذ والله وسارع بالقول تحب تسمع إيه قلت الذي تجيده وعاد ليقول كتير بس انا بأحب ∩أضرب∪ علي الربابة بتفكرني بأخويا الشهيد محمود مات في العبور. قلت ماشي وامسك بالربابة وجاءت النغمات وكأنها تعزف لأول مرة ورأيت الدموع في عينه تذكره بشقيقه وعرفت من اين جاءت النغمات الجميلة.. من نفس صافية بسيطة متنوعة ما أحوجنا الي امثالها في ظل تلك الضوضاء التي نعيشها.
وتركني ابو نغم بعد ان امضي معي الساعة الكاملة ليعاود العزف بحثا عن لقمة العيش من بيع ربابته.
الخال الأبنودي وذكراه
هكذا تمر الايام لتحل الذكري الأولي لرحيل الخال عبدالرحمن الابنودي يوم 21 ابريل. الخال رحل بجسده الواهي ولكنه ابدا ما رحل بأشعاره التي تملأ الدنيا.. من عامين وبالتحديد في 11 ابريل دعاني الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي لحفل عيد ميلاده ال 76 الذي أقامته له الشقيقة الاهرام بمناسبة توقيعه لكتابه المربعات ورغم المرض الشديد وتحذير الاطباء أصر علي الحضور فقد كان حب الناس وإحساسه بوجوده بينهم اهم اكسير حياة له، وجه الخال الدعوة لكل الاصدقاء والمحبين والمعارف وللمصادفة حضره معه الاستاذ محمد حسنين هيكل والأديب الكبير جمال الغيطاني ومن المفارقات ان الثلاثة رحلوا في اقل من عام واحد وكأنهم كانوا علي موعد في الحفل ثم في الرحيل.
ذهبت بصحبة استاذي جمال الغيطاني وزميلي محمد حسن البنا وجلسنا في الصفوف الأولي وحضر الخال وسط تصفيق الحاضرين قبل ان يصعد للمنصة يدعو الاستاذ هيكل وجمال الغيطاني وزوجته الاعلامية اللامعة نهال كمال.
كانت احتفالية كبري وجميلة ، كان الخال مبتسماً سعيداً لأقصي درجة من الفرحة فقد كانت المربعات بالنسبة له وهي التي كان ينشرها في صحيفة يومية متنفسا كبيراً يفخر بها لانها كانت سلاحه كما يقول في محاربة الإخوان الذين كان يكرههم بشدة ولانه التقي كل الأحباء ولانها مناسبة عيد ميلاده.
مصادفة غريبة عندما بدأت ابنته آية في الحديث جاء علي لسانها الأبنودي رحمه الله وهي لا تقصد وقابلها الخال بدعابة عندما قال ∩معلش∪ ما تقصدش انا لسة عايش قدامكم اهه.
وانتهي الحفل وهم الخال بالانصراف وكأنه يخفي سراً عن الجميع ولكنه قال لي عاوز اروح قلت له − وكان الوقت تجاوز التاسعة مساء − السفر بالليل صعب وكنت أظنه في طرييقه للاسماعيلية حيث يقيم، وقال أنا حأبيت هنا في القاهرة عندي ميعاد مع السيد عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي ووقفنا في احد صالات مبني الأهرام ليلتقط الصور التذكارية وامسكت بيده وقلت له كل سنة وانت طيب يا خال عقبال مائة سنة ونظر إلي بشدة وهو يمسك بيدي ليقول لي بما فاجأني.. الأخيرة يا وِلد(بالصعيدي) قلت له أي أخيرة واجابني مش هتعدي انا حاسس وقلت له الاعمار بأيد ربنا سيبها لله.
في تلك الفترة نشطت عبر الفيس بوك انباء كثيرة كاذبة تؤكد رحيل الخال عددتها أنا وهو ووصلت ل 15 مرة وكنت في كل مرة اسارع بالتحدث اليه فقد كنت الامين علي يومياته التي يرسلها لي كل اربعاء لمراجعتها واعدادها مع زميلي محمد درويش للنشر ليتولي عم عودة وضعها علي الصفحة الخاصة بها صباح كل أحد. وكنت عندما أتصل به يسارع بالقول لسة عايش مامتش لكني انا عارف مين النكرة ده اللي بيطلع علي الاشاعات بموتي.
وقبل الرحيل بأيام سرت شائعة وفاته وسارعت بالاتصال به كالعادة ولكنه كان منفعلاً وهو يقول مش عارف عاوزين مني ايه ولاد ال.... قول علي لساني لما هاموت حا ابقي اقول لهم ان لسة مامتش.. وبالتأكيد كان يقصد ان الدنيا كلها ستعرف لو مات ولكنه غلفها بخفة دمه بعدها احتفل بعيد ميلاده ال 77 وكان سعيدا للغاية بخطوبة ابنته آية ثم احتفل بشم النسيم ثم جاءته حالة النزيف المفاجئة التي ادت بعد ذلك للوفاة بعد عيد ميلاده ب 10 ايام فقط. وتحققت نبوءته .. أنها الأخيرة يا وِلد.
الابنودي ترك لنا الذكريات وترك لنا الاشعار وكم اتمني ان يكون الاحتفال الاول بذكري رحيله علي المستوي وسعدت بما عرفته من اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية في ان احتفالية كبري ستتم في ذكري رحيله ∩21 أبريل∪ أنه تم تحديد الميدان امام هيئة الارشاد لوضع التمثال الذي يجري تصنيعه له ليصبح ميدان عبدالرحمن الابنودي الذي أحب الاسماعيلية واحبته.. وعاش ودفن بها.
وعود نصب آجلة
أحلم أنا وابنائي ان نتملك شاليها علي ∩قدنا∪ في اسكندرية أو الساحل الشمالي، وحتي العين السخنة يجمعنا في بعض اوقات الاجازات القليلة التي يمكننا ان نختلسها من وسط زحمة العمل وامام الحاح زوجتي شرعت في محاولات لقياس السوق كم سندفع ومتي نستلم وهل يمكننا تقسيط المبلغ وعلي كام سنة الشرط الوحيد الذي كنت لا اتنازل عنه في عمليات البحث هو الا يشاركنا فيه أحد.
هدانا طريقنا الي الساحل الشمالي مبدئيا قرية علي بعد 190 كيلو علي طريق مطروح ذهبنا وقمنا بشراء كراسة الشروط ب 200 جنيه، الآلاف غيري قاموا بذلك واخترنا شالية بحديقة دور ارضي فوقه 4 ادوار اخري. تم التحديد وعند الإدارة كانت المفاجآت متي التسليم !؟. آخر 2017 وكيفية السداد؟ تدفع 45 الفا عند التعاقد و 45 الفا بعد 3 شهور و 45 الف ثالثة دفعة نصف سنوية واخري سنوية بمبلغ 50 الفا حتي 6 سنوات ثم دفعة تسليم قبل استلام المفتاح.
شروط غريبة مع ان ما شاهدناه كان عبارة عن هيكل خرساني وباقي العمارات كانت مازالت ارض رمال تبعد عن الشط حوالي 2 كيلو تقريباً أو أزيد.. الشروط الغريبة تجعلك تسدد ما يقارب ال نصف مليون جنيه او أكثر قبل ان تحصل علي المفتاح بشاليه مساحته 90 متراً تتسلم والله اعلم في موعده ام يتأخر التسليم كواقع الحال في المراحل السابقة التي تأخر تسليمها لعام أو يزيد بحجة الثورة السبب.
ولما كانت الشروط مجحفة واننا نريد الشيء ∩الجاهز فلم نجده∪ ادرنا الدفة ناحية العين السخنة الواعدة كالاعلانات التي تخرج علينا عبر الفضائيات كل يوم قرية اثنين نفس الشروط التسليم فقط الموعد.. 2018 الغريب انك لا تعرف هل الشركة التي تقوم بالبناء حصلت علي تراخيص الارض هل سيتملكها المالك الذي يدفع دم قلبه لشراء الشاليه وغير ذلك من الاسئلة الحائرة التي تبحث عن اجابات بلا رد.
كيف تسمح الدولة بذلك واي مسمي يمكن ان نطلقه علي ما تقوم به تلك الشركات التي تكسب الملايين وتبيع وعودا آجلة بإقامة منتجعات من خلال التجارب تتحول لخرابات بعد ان يتم تسليمها؟.
الإذاعة والذوق العام
في رأيي ان الإذاعة والتليفزيون مسئولان عن تدهور الذوق العام، ما يذاع علي اثير المحطات شيء لا يصدقه عقل، اتحدث عن اغان تأتيني عبر الهواء عبر راديو السيارة كانت لا تلتقطها اسماعنا الا صدفة في ميكروباص او عبر سماعات توك توك وكارثة ان تصبح مادة تذيعها برامجنا حتي ولو كانت في محطات خاصة حاصلة علي ترخيص من الإذاعة المصرية.
في سيارتي كنت في طريقي للاسماعيلية ولا أعرف الموجة 9090 ادرت المؤشر فاستقر عندها وللاسف حاولت البحث عن غيرها فأنا من هواة محطة الاغاني والبرنامج العام ولكنهما لا يصلان ابعد من مدينة العاشر مع الاسف.
جاء صوته.. مطرب بلا معالم موسيقية حنجرة جهورية عالية المقامات السوقية وكلمات ساقطة ولحن اشبه بالزار الكلمات بمعناها فضيحة فما بالكم وانسان اطلق علي نفسه اسم مطرب يقذفنا بها، في معناها واسف لم استطع تجميعها بسهولة نقول اللي يقرب حيضيع حاقطعه بسناني وامرمطة واشق بطنه وغيرها من الكلمات التي لا أعرف كيف تم رصها بجوار بعضها واطلقوا عليها اغنية ومطرب ولحن.
صحيح يمكنني ان ادير مؤشر الراديو أو أغلقه ولكن تلك الاغاني مع الاسف صارت موضة يرددها الشباب مغيب العقل ولا يقول لي أحد ان الإذاعة غير مسئولة لانها ببساطة حتي ولو كانت الاغنية تأتي في إذاعة خاصة. صاحبة الاثير ولها حق التأجير ولكن ذلك له حدود علي رأسها الادب والذوق العام والحفاظ علي المجتمع اين لجان الاذاعة التي كانت تختار الكلمات والالحان والمطربين حتي لا يدخل بيوتنا اي نشاز او كلمات ساقطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.