اقتصرت دبلجة المسلسلات التركية والمكسيكية والهندية والإيرانية علي اللهجة الشامية ∩السورية واللبنانية ∩وتوارت اللهجة المصرية رغم عراقتها في المنطقة العربية بأسرها.. وكانت التجربة الوحيدة في هذا المجال من خلال الفيلم الهندي الكبير ∩من أجل ابنائي∪ في الستينيات من القرن الماضي وتم فيها الاستعانة بأصوات الفنانين فؤاد المهندس وسميحة أيوب.. وفي هذا التحقيق نستطلع اراء الخبراء حول هذه الظاهرة ولماذا لم تتم الدبلجة باللهجة المصرية ؟.. عملية تجارية في البداية يري السيناريست بشير الديك ان احتكار اللهجة الشامية لدبلجة المسلسلات التركية بالتحديد يعود إلي وجود رجال أعمال لديهم خبرة كبيرة ويعرفون كيف يختارون المسلسلات للدبلجة وكيف يتم تسويقها لتجذب عددا كبيرا من المشاهدين في الوطن العربي وفي مصر فقد حدث خلل في عهد الرئيس الاسبق مبارك ووصلنا إلي اقصي درجات الانهيار في كل شيء السياسة والاقتصاد واللغة والدراما بالطبع كما أن هذا أيضا أحد اسباب عدم ترجمة المسلسلات المصرية بلغات اجنبية اخري بجانب ان الدراما المصرية هي محاكاة للواقع المصري وتتحدث عن هموم الشعب وسلبياته وايجابياته بعكس الدراما التركية التي تعتمد علي نساء جميلات وفتيان بمظهر شيك ووسامتهم عالية ومناطق ساحرة وجبال وسيارات فاخرة ومساكن كبيرة وجميلة وهذا احد اهم اسباب عدم دبلجة مسلسلاتنا إلي لغات اكثر ولكن اللهجة المصرية ستظل سيدة الوطن العربي كما هي عن طريق اعمالنا التي تحكي عن واقعنا العربي وليس بمسلسلات لا تحكي حتي عن واقع بلادها وفي النهاية عملية الدبلجة هي عملية تجارية بحتة وهم لديهم تجار اشطر منا وفي النهاية اقول اننا قادرون علي القيام بعملية الدبلجة بمستوي عال وراق بدليل نجاح دبلجة فيلم ∩عمر المختار∪ بشكل كبير. ضد الهوية المصرية وقال المخرج محمد فاضل ان قضية الدبلجة هي قضية الهوية المصرية وان السبب الاساسي في فشل اللهجة المصرية في الدوبلاج هو انسحاب الدولة من المشهد بشكل تام فلا وجود لاي استراتيجية خاصة بالثقافة والفنون وعلي القيادة السياسية الاهتمام باللهجة المصرية بشكل افضل من ذلك ومعرفة ان اللهجة واللغة هي احدي السمات المميزة لاي دولة مثلها وعليهم ان ينظروا إلي بلاد الاتحاد الاوربي فبرغم توحدهم اقتصاديا وامنيا فلم تتخل اي دولة منها عن ثقافتها او لغتها بل علي العكس ففي فرنسا مثلا لا يعرض اي فيلم اجنبي في دور العرض او مسلسل درامي علي شاشات التيلفزيون الا باللغة الفرنسية او مدبلجا بها فقد توحدوا في كل شيء الا في الثقافة والفنون، اما في مصر فكما قال الكاتب الراحل احمد بهاء الدين ∩الانفتاح السداح مداح∪ فما نحن فيه من انفتاح وسماح بعرض اي عمل وان تصبح كل اوراق اللعبة في ايدي اصحاب القنوات ليس انفتاحا وانما هو ضياع للهوية فالانفتاح بدون الاسس علي ثقافات اخري وبلهجات اخري سيضر الدولة وسيؤدي إلي ضياع اللغة نفسها وليس الهوية وعلي القيادة السياسية ان تلقي نظره علي مواقع التواصل الاجتماعي لتري باعينها ان اللغة مهددة بالانقراض فالشباب يتحدثون الان بلغة عربية مكتوبة بالانجليزية تسمي ∩الفرانكو عربي∪ فمن الواضح انها خطة دولية للقضاء علي الهوية المصرية واقترح علي الدولة السعي للبدء في اسرع وقت في دبلجة الدراما المصرية. تدني الدراما وأضاف الخبير الاعلامي ياسر عبد العزيز ان هناك ثلاثة اسباب لعدم نجاح الدبلجة باللهجة المصرية اولها ان الاعمال المدبلجة هي دراما وافدة اي اجنبية سواء تركية او هندية او صينية وطبيعة المشاهد المصري انه يرغب في الشعور بالاختلاف فحتي ان كانت دراما اجنبية ولكنها مدبلجة باللهجة المصرية لن يكون مقتنعا او مستمتعا ولكن اللهجة الشامية هي غريبة عن المواطن المصري فدبلجة مسلسل تركي او هندي بها مقبولة له علي عكس اللهجة المصرية اما السبب الثاني فهو ان المستوي التقني للدبلجة في مصر ضعيف جدا فتخرج أعمالنا بشكل متدن وضعيف اما السبب الثالث فهو ان الجمهور المصري بشكل عام يشعر بالملل من الدراما المصرية وخصوصا في اخر عقدين فقد سجنت الدراما في العامين الماضيين في بعض الموضوعات المحدودة دون المستوي فأصبح لا وجود لاشراقات مثل ∩ليالي الحلمية∪ او ∩الشهد والدموع∪ فيلجأ المشاهد للدراما المغايرة، وايضا اذا فكر احد المنتجين في دبلجة مسلسلات مصرية بلغة اجنبية تمهيدا لعرضها علي قنوات اجنبية فلن يجد فالدراما المصرية حاليا في حالة تدن في المستوي ولا يوجد من يغامر بدبلجة عمل مثل ∩ليالي الحلمية∪ مر علي انتاجه خمسة وعشرون عاما فالدراما المصرية حاليا تفقد عناصر الجذب، والتسويق ايضا سييء لها للغاية علي عكس الدراما التركية والهندية فهم يعتمدون علي مناظر طبيعية وخلابة وجذابة ويستمتع المشاهد حتي بشكل الديكور والاساس المكتبي وهم متميزون في ذلك ويعرفون كيف يصنعون رواجا، بجانب ان صناعة الدراما والسينما هناك اقوي من مصر فمثلا مصر تنتج 30 فيلما سينمائيا في العام الواحد اما الهند فتنتج 1000 فيلم سينمائي فحجم الصناعة هناك اكبر وليس لدينا قدرة علي المنافسة ولدينا قصر في الانتاج وفقر فني وما يميزنا هو الاستسهال. اللهجة المصرية وأضاف السيناريست هشام هلال ان اللهجة المصرية محببة في كل البلاد العربية ولكن المشكلة انها لهجة شبابية فكل الشباب حتي سن الاربعين في كل بلاد العرب يرددون كلمات مثل ∩فكك وهري∪ ولا يمكن ان يتم الدبلجة لفئة معينة وايضا عنصر التسويق هو سبب رئيسي في فشل الترويج للدبلجة باللهجة المصرية فنحن ليس لدينا قدرة تسويقية كبيرة في هذا المجال وارفض فكرة انه لا يمكن دبلجة الاعمال المصرية للغات أخري وعرضها خارجيا لان الدراما المصرية تحاكي واقعا فلا يمكن تسويقها، وهنا نقول ان المشكلة ليست في اللهجة او الدراما المصرية فنحن مازلنا نمتلك اعمالا قوية ولهجتنا مازلت هي اللهجة الاولي والاكثر انتشارا بين اللهجات العربية، اما عن فكرة عدم تقبل المصريين لاعمال مدبلجة بلهجتهم فهي مسألة تعود