خاصة ان ايران تستضيف هذه القمة وهناك خلافات كبري مع العالم العربي وعددمن القوي الاقليمية الاخري بل وتتخذ طهران مواقف تخالف تماما المبادئ التي انشئت من اجلها حركة عدم الانحياز قبل 56عاما والتي صارت ثاني اكبر التجمعات الدولية بعد الاممالمتحدة وقامت الحركة علي عدة مبادئ تلتزم بها الدول الاعضاء.. منها احترام حقوق الإنسان الأساسية، واحترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها. وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري أو التعرض لها.. واحترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأممالمتحدة.. هناك خلافات ايرانية مع السعودية والامارات والبحرين ومصر التي تمتد خلافاتها مع ايران الي عقود من الزمان وتزايدت مع وقوف ايران خلف عمليات نشر المذهب الشيعي في مصر من خلال الحسينيات لذلك فهناك حالة من عدم التفاؤل لدي معظم الاوساط السياسية بأن ايران لن تستطيع قيادة الحركة في هذا التوقيت الحساس. السفير عبدالرؤوف الريدي سفير مصر الاسبق في امريكا والرئيس الفخري للمجلس المصري للعلاقات الخارجية يقول ان إيران سوف تكون أمام خيارات غاية في الصعوبة خلال رئاستها للحركة، فهي تتولي قيادة الحركة وسط ظروف وأجواء غير مستقرة تحيط بإيران داخليا وإقليميا ودوليا، ومن ثم يتوجب عليها التعامل مع تلك المستويات المختلفة من هذه الظروف بحكمة بالغة.. فنجد منطقة الشرق الأوسط تشهد صيفا سياسيا ساخنا هذه الأيام، زاد من التهابه الأزمة السورية التي مازالت تزداد تعقيدا يوما تلو الآخر. وهناك العلاقات السعودية الإيرانية تحديدا نجد ملفات الخلاف بين البلدين اصبحت كثيرة، والعلاقة تتجه الي مزيد من التعقيد بسبب الموقف السياسي المتباين في وجهات النظر بين الرياضوطهران تجاه المستجدات في المنطقة. فالسعودية تتهم ايران ذ وبشكل غير مباشر- بالوقوف خلف أعمال الشغب التي تشهدها المنطقة الشرقية من المملكة، كما ينطبق ذلك علي أعمال مشابهة تشهدها الساحة البحرينية أيضا. ينبغي لسياسة إيران الخارجية عدم التفريط في مثل هذه الفرصة مطلقاحتي تعود الي العالم العربي رغم ان الايرانيين راحوا يتهمون السعودية بانها تسعي لافشال القمة واستبعاد ملف الأزمة السورية من جدول أعمال قمة دول عدم الانحياز التي تستضيفها طهران أواخر الشهر الجاري، وذلك بدعوة السعودية لاستضافة قيادات العالم الإسلامي في مكة، والتي لا تفصلها عن قمة مكة سوي أيام قليلة. كما يزعم هؤلاء المحللون الإيرانيون أن السعودية ستشجع زعماء العالم الإسلامي، علي مقاطعة قمة طهران، أو المشاركة فيها بمستوي تمثيل متواضع علي أقل تقدير اما علي اكبر ولايتي وزير الخارجية الايراني ذكر لاخبار اليوم ان الحديث عن عدم قدرة ايران علي قيادة الحركة وتحقيق طموحات الاعضاء بها ادعاءات يريد مروجوها اضعاف القمة التي تعقد في طهران نهاية الشهر الجاري وان ايران مؤمنه بمبادئ الحركة وتسعي للتصالح مع الجميع وتتمني اقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية والخليجية لكن في دهليز السياسة لاتكفي مجرد النوايا الحسنة لادارة موقف ما وفي المقابل تري مصر ان علي ايران ان تتوقف عن التدخل في الشئون العربية خاصة دول الخليج وان تنسحب من جزر دولة الامارات وشددمحمد كامل عمرو وزير الخارجية علي ان امن الخليج هو جزء من الامن القومي المصري وهو نفس الامر الذي اكد عليه الرئيس محمد مرسي ان امن الخليج العربي خط احمر بالنسبة لمصر و يري البعض ان حضور مصر قمة الحركة أنها فرصة حقيقية لنقل مخاوف مصر إلي الجانب الإيراني فيما يتعلق بالأمن القومي المصري وأمن الخليج العربي.. سيكون هذا المؤتمر فرصة لكسر جبال الثلج ما بين مصر وإيران وربما يسهم في إعادة تطبيع علاقتها مع إيران.. ويري البعض انه فرصة لحل القضية السورية لأن كل أطراف الأزمة العربية أعضاء دائمون في المنظمة وتسوية كل الخلافات القائمة ما بين دول الخليج وإيران ويمكن أن تلعب مصر دورا هائلا في هذا لكن تصر ايران علي اسلوب المناورة دبلوماسياً لانها في موقف المحاصر لدعم حليفها السوري باستخدام ورقة عدم الانحياز واستثمار ترأس إيران لدورته لتمرير ما يمكن أن يسعف الموقف السوري خاصة أن السعودية الند الأكبر لإيران في المنطقة قد حشدت لمؤتمر كبير تحت مظلة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة الاسبوع الماضي وتري طهران ان عقد السعودية لهذه القمة في هذا التوقيت هدفه اضعاف قمة طهران.. لكن هل تستوعب ايران الدرس هذه المرة وتقوم بدورها كرئيس لحركة عدم الانحياز وهل ستنجح في قيادتها حتي تثبت للعالم أنها جديرة بلعب دور إقليمي ودولي فاعل، وأن عزلتها خسارة للعالم الاسلامي والمنطقة؟