د. علاء الحداد أصبح شفاء الأطفال من مرض السرطان من الأمور الممكنة الآن اكثر من اي وقت مضي بفضل التطور في مجال الطب خلال السنوات ال 30 الماضية، فضلا عن وجود عقاقير طبية افضل من الناحية العلاجية واقل في آثارها الجانبية كما ان طرق التقليل من الآثار الجانية تنوعت وزادت فعاليتها مما ساهم في زيادة نسب نجاح العلاج. والسرطان يتطور بسرعة كبيرة عند الأطفال ، إلا أن نسبة تجاوبهم مع العلاج تفوق نسبتها لدي الكبار ، ومع ذلك مازال السرطان مرضا خطيراً، ومعاناة كبيرة تبحث عن حلول. يقول د. هاني حسين مدير مستشفي 57357: يصاب بالسرطان 120 طفلاً دون سن ال 15 بين كل مليون سنوياً في العالم العربي ولا تشكل هذه النسبة أكثر من 1 إلي 2 في المئة من إصابات الكبار، وفي مصر هناك اكثر من 10 الآف طفل داخل دائرة السرطان برغم ذلك فلابد أن نولي هذه الحالة أهمية كبري ونبذل المزيد من التعاطف مع الطفل الذي لا يجيد التعبير عن آلامه وعذاباته بالإضافة إلي وضعه الخاص الذي يشكل محنة بالنسبة إلي أهله الذين لا يملكون أن يفعلوا شيئاً إزاء آلامه وأشار د. حسين إلي أن نسبة حالات الشفاء عند الأطفال تتراوح من 65 إلي 70 في المئة ، ولا تتعدي نسبتها 10 في المئة عند الكبار .إلا أنه لابد من أن يكون العلاج مناسباً وصحيحاً لكي يتجاوب المريض معه بشكل أفضل، والأهم هو أن يتم التشخيص بأسرع وقت ممكن نظراً لسرعة انتشار المرض عند الأطفال حيث تشتد حدة المرض بين أسبوع وآخر فيصبح وضع الطفل أكثر خطورة ، موضحا أن هناك نسبة قليلة من الأطفال الذين يولدون مصابين بالمرض ، وفي هذه الحالة يلاحظ لدي المولود الجديد تورم في البطن . ويضيف : يصاب الأطفال بسرطان الدم (لوكيميا) وسرطان العظام (ورم ايونفز) وسرطان المخ والجهاز العصبي وسرطان العقد اللمفية وسرطان الكلي (ورم ويلمز) وسرطان العين، وعندما ينتشر السرطان فهو غالباً ينتشر للغدد اللمفاوية القريبة او اعضاء اخري مثل الكبد والدماغ عن طريق الدم ، ويمكن أن يحمل الأطفال سرطانات مثل الكبار تماماً الا ان هناك بعض انواع السرطان أكثر شيوعاً بين الأطفال، ومن أكثر انواع السرطانات شيوعاً بين الأطفال سرطان اللوكيميا (سرطان الدم) وهو غالباً ما يتكون في نخاع العظم ، ومن السرطانات الأخري الشائعة اورام الدماغ، ومرض هودجكين . أما بالنسبة إلي أعراض السرطان ، فيوضح الدكتور هاني أنها تختلف بين نوع وآخر بحسب موقع السرطان ، ففي حالة سرطان الدماغ يعاني المريض تقيؤاً وخللاً في التوازن وآلاماً في الرأس ونوبات صرع ، وفي حالة سرطان الدم تكون الأعراض فقراً في الدم ونزفاً وآلاماً في العظام والتهابات متكررة ، وبالنسبة إلي سرطان الغدد اللمفاوية يلاحظ تورم في العنق . ويشير الدكتور هاني إلي أن الأهل يلاحظون الأعراض مباشرة عند الطفل ويستشيرون الطبيب في وقت مبكر .أما في حالة سرطان البطن، فنادراً ما يلاحظ الورم في بداية المرض ، وفي حالات كثيرة يصل الأطفال إلي المستشفي وهم في مرحلة متأخرة من المرض ، بحيث لا يعود العلاج مفيداً. اما عن العلاج فيقول د. علاء الحداد عميد المعهد القومي للاورام: علاج السرطان عند الأطفال لا يختلف عنه عند الكبار إلا أن طريقة التعاطي مع المريض تختلف إذ أن فريق العمل الذي يتعامل مع الطفل لابد أن يظهر تعاطفه وحنانه كونه أكثر حساسية وتأثراً بالمرض من الأكبر سناً ،أما أهم العلاجات فهي العلاج الكيميائي والجراحة والعلاج بالأشعة الذي لا يتم اللجوء إليه إلا نادراً لدي الأطفال كونه يؤثر علي نمو الأعضاء التي تعالج علماً أنه بقدر ما يكون الولد صغيراً تزداد نسبة الأضرار الناتجة عن العلاج ، لذلك يستحسن عدم اللجوء إليه، لكنه قد يكون ضرورياً في بعض الحالات كبعض حالات سرطان الدماغ والغدد اللمفاوية والكلي والأطراف ويشير د. علاء إلي أن المرحلة الأولي من العلاج تستدعي بقاء الطفل في المستشفي لتناول الدواء خصوصاً أنه يكون ضعيفاً بعد تناوله ، لذلك قد يصعب عليه خلال هذه الفترة الذهاب إلي المدرسة ومتابعة حياته الطبيعية. وينصح د. علاء باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية الضرورية والابتعاد عن الأشخاص المصابين بأمراض معدية والمحافظة علي النظافة العامة من غسل اليدين جيداً قبل الاهتمام بالطفل المصاب وغسل يديه وفمه وأسنانه بانتظام كونه عرضة للالتهابات والتقرحات في الفم خلال مرحلة العلاج ،واستشارة الطبيب مباشرة عند ارتفاع الحرارة ، خصوصاً أن مناعة الطفل المصاب بالسرطان تكون ضعيفة .