القوات الأمريكية بدأت فى التدفق على العراق مع ان الامر لم يكن يقتضي كل هذا التفكير وكل هذا الوقت للقضاء علي تنظيم داعش الارهابي الا ان مسئولي البنتاجون توصلوا مؤخرا إلي ان هناك حاجة لارسال المئات من المدربين والمستشارين والقوات الخاصة من امريكا وحلفائها إلي كل من سورياوالعراق في الشهور القادمة للاجهاز علي تنظيم داعش. فقد اطلع مسئولون بالبنتاجون بالبيت الابيض خلال اجتماع لفريق الامن القومي مع الرئيس اوباما مؤخرا انهم يعتقدون انهم حققوا تقدما كبيرا في حربهم ضد داعش في العراقوسوريا ولكن كي يقطعوا رقبته، هم في حاجة إلي قوات اضافية تعمل علي الارض مع المقاتلين العراقيين والمعارضة السورية والكردية في البلدين. كان اوباما يواجه من قبل طلبات البنتاجون بإرسال قوات اضافية للعراق وافغانستان بالشك وكان مساعدوه يقولون ان الرئيس مستاء مما يراه من ضغوط تمارس عليه من قبل البنتاجون.. ولكن صعود داعش غير المبرر اثار قلق البيت الأبيض وقال مسئول حكومي ان الرئيس مستعد لاعادة النظر في خياراته بشأن العراقوسوريا. وتضع امريكا حوالي 3700 جندي في العراق وما تطلق عليه بحفنة من القوات الخاصة علي الارض في سوريا.. وذكر احد المسئولين انه لم يتوقع ان يصل هذا الرقم إلي 4500 جندي بمرور الوقت وان هذه الزيادة قد تأتي تدريجيا خاصة ان نشر 3700 جندي في العراق تم علي مدي عام ونصف.. وخلال هذا الوقت تجنب كل من البيت الابيض والبنتاجون وصف هذه القوات بأنها قوات مقاتلة وفضلوا وصفها بالمدربين والمستشارين. وكان اشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي قد اكد لشبكة سي ان ان الاسبوع الماضي في دافوس علي الدور المحدود الذي يمكن ان تلعبه القوات الامريكية. وقال اننا نبحث عن فرصة لبذل المزيد من الجهد ولانسعي للعمل بديلا عن القوات المحلية في السيطرة علي المكان او حفظ النظام فيه. رغبة البنتاجون في توسيع الوجود العسكري الامريكي علي الارض تأتي في وقت مازال فيه الرأي العام الامريكي متشككا في ان بلاده تتورط بشكل اكبر في صراع آخر بالشرق الاوسط.. واوضحت استقصاءات الرأي العام الاخيرة ان الامريكيين غير مقتنعين بأن ادارة اوباما لديها خطة لهزيمة داعش الذي مازال يسيطر علي كل المدن الكبري تقريبا في العراق. ويري المسئولون الامريكيون ان الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات العراقية وجماعات المعارضة السورية بمساعدة الضربات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده امريكا جعلت مسئولي البنتاجون ومن بينهم كارتر وزير الدفاع والجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة القوات المشتركة اكثر تفاؤلا بقدرة القوات العراقية اذا تم تدريبهم بواسطة الامريكيين علي القضاء علي داعش. عملية تحرير مدينة الرمادي العراقية الشهر الماضي والتي تزامنت مع الانتصارات الاخيرة للمعارضة السورية في الشمال جعلت كبار العسكريين الامريكيين يرون ان الجهد المطلوب يجب ان يركز علي عزل داعش ثم تحرير مدينتي الموصل التي تسيطر عليها داعش في العراق والرقة في سوريا ويقول الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم القوات الامريكية في بغداد « نحتاج لمدربين اضافيين لان الخطوة القادمة هي تحضير قوة مقاتلة ضرورية لتحرير الموصل و نحن نعلم أننا سنحتاج المزيد من الالوية للتدريب وسوف نحتاج المزيد من القوات المدربة في الكثير من التخصصات». في الوقت نفسه يستعد البنتاجون لعملية عسكرية ضد تنظيم داعش بليبيا طبقا لصحيفة الجارديان البريطانية التي ذكرت أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس خيارات عسكرية لوقف تنظيم داعش عن تحقيق إنجازات علي الأرض في ليبيا فقد اكد بيتر كوك المتحدث باسم البنتاجون أن المسؤولين يعكفون حاليا علي النظر في الخيارات العسكرية كلها لوقف مقاتلي داعش من التقدم علي الأرض ويحاولون الآن تحديد الجماعات المحلية التي يمكنها التعاون معها لمواجهة حاسمة مع داعش. التحرك الاخير أدي إلي طرح أسئلة حول حكمة التدخل العسكري الأمريكي بعد اربع سنوات من الإطاحة بالقذافي والفراغ الامني المستمر حتي اليوم وعدم رضا الامريكيين عن هذه الخطوة والذي بدا واضحا في الحملات الانتخابية التي يخوضها الحزبان لاختيار مرشحين للحملة الرئاسية نهاية هذا العام ومنهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والسيناتور الجمهوري تيد كروز حيث وصفا التدخل في ليبيا بأنه لا معني له. ولكن يبدو ان البنتاجون يمضي قدما في خطته فقد اعترف المتحدث باسم البنتاجون بأن تمدد داعش خارج قاعدته الأساسية في العراقوسوريا، دفع به إلي العودة إلي موضوع الحرب في ليبيا واعترف كوك بقيام مجموعة صغيرة من الضباط الأمريكيين بالاتصال مع مليشيات ليبية لمعرفة طبيعة هذه الجماعات في ظل وضع أمني متشرذم وعدد كبير من الجماعات المتقاتلة. وكان وزير الدفاع الأمريكي قد اعلن مؤخرا أن الولاياتالمتحدة ستشن ردا سريعا وماهرا ضد داعش في معاقله في شمال إفريقيا، مشيرا إلي عملية قتل قيادي للتنظيم شنتها الطائرات الأمريكية علي ليبيا مؤخرا.. وكانت الصحيفة قد كشفت في ديسمبرالماضي عن وجود قوات أمريكية في ليبيا بعدما تم وضع الصور علي صفحة «فيسبوك تابعة لمليشيا عسكرية ليبية. معروف ان امريكا حققت نجاحا محدودا في اقناع الحلفاء بتقديم المزيد من القوات ولكن وزير الدفاع الامريكي والجنرال دنفورد لايريدان ان تكون امريكا هي المصدر الوحيد للمزيد من القوات..ولان داعش اصبحت مصدر تهديد للدول الاوربية، عادت امريكا تحاول اقناعهم مرة اخري..ولذلك اعلن اشتون كارتر في باريس الاسبوع الماضي انه تواصل شخصيا مع وزراء دفاع أكثر من 40دولة ليطلب منهم المساهمة في تعزيز مكافحة داعش بالمزيد من قوات العمليات الخاصة والمزيد من طائرات الهجوم والاستطلاع والأسلحة والذخائر. وكان كارتر قد ارسل في العام الماضي العديد من الرسائل لعدد من نظرائه أوضح فيها انه يمكنهم ان يفعلوا الكثير وقال ان بلاده تقدر التزام إيطاليا في هذه المعركة، واكد ان الايطاليين الذين قاموا بتدريب قوات الشرطة العراقية وكانوا يقومون بالسيطرة علي المدن التي يتم تحريرها من داعش يمكن أن يساعدوا التحالف عن طريق إرسال المزيد من المدربين للمساعدة والدعم. وسوف يعقد كارتر الشهر القادم اجتماعا في بروكسل مع 27 دولة شاركت في الجهود العسكرية لهزيمة داعش..ومن بين الدول التي دعيت لحضور الاجتماع العديد من الدول العربية التي شاركت في الحملة في بدايتها ولكن مساهمتها كانت قليلة. وقال أن الوقت قد حان لهذه الدول لتصبح أكثر انخراطا في قتال داعش.