حبة القمح ملكة الحبوب، ولا يضاهيها غذاء آخر في قيمتها الغذائية، حيث يعتبر القمح المصدر الأول للغذاء، لاحتواء الحبة الكاملة منه علي عشرات الفيتامينات منها فيتامين ب1 ، 2 ،6 وعلي الفسفور والحديد والكالسيوم، كما ان القمح حامل للطاقة ويؤثر بشكل واسع في الدماغ والغدة النخامية، لهذا فإن الذي لا ينتج رغيف خبزه يفقد كثيرا من قدراته ولا يستطيع أن يتحكم في مستقبله. ولأهمية القمح، أقام الدكتور محمد ثروت رئيس مجال إنتاج تراكيب وراثية متميزة من الحبوب بالمركز القومي للبحوث المصري، مشروع تطوير سلالات القمح، وضم المشروع نخبة من الأساتذة والطلبة تعمل في أبحاث القمح ونجحت في تقديم العديد من الأبحاث الهامة في هذا المجال، وللتعرف عن قرب علي فكرة هذا المشروع، وأهم المعوقات التي تواجه هذه الفكرة، كان معه هذا الحوار.. متي بدأت التفكير في هذا المشروع؟ - بدأت فكرة المشروع عام 2000 حيث بدأت الأبحاث بالتعاون مع نخبة من الأستاذة والطلبة من خلال المجموعة البيوتكنولوجي وهي مجموعة بحثية تابعة لقسم النبات شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث بعد أبحاث استمرت 7سنوات نجحنا في أواخر عام 2007 في الحصول علي سلالات القمح المتميزة كما نجحنا في إنتاج عشر سلالات من القمح الرباعي تفوق في إنتاجيتها الأصناف المحلية بنسبة تتراوح بين 20-30% في المحصول. ثم إنتاج سبع سلالات من القمح السداسي تفوق في إنتاجيتها الأصناف المحلية بنسبة تتراوح ما بين 30-40% . ما الأبحاث التي قمت بها حتي وصلت إلي هذه النتائج الهامة؟ - قمت بمعاونة فريقي البحثي بالعديد من الدراسات والأبحاث من خلال (وحدة إنتاج تراكيب وراثية متميزة من محاصيل الحبوب) وعدة مشروعات بحثية منها مشروع إمكانية استخدام تكنولوجيا زراعة الأنسجة في تحسين مقاومة نباتات القمح للإجهاد البيئي ومشروع انتخاب تراكيب وراثية متميزة من القمح بواسطة تجارب حقلية ومزارع الأنسجة تحت ظروف الأراضي المستصلحة حديثا ودراسات فسيولوجية ووراثية علي نباتات القمح النامية تحت ظروف الإجهاد الملحي من خلال التحليل الوراثي والانتخاب المعملي لتحمل الجفاف في القمح إلي جانب العديد من الدارسات والأبحاث الهامة في هذا المجال الاكتفاء الذاتي ما جملة ما يتم استهلاكه من القمح في مصر سنويا؟ وما نسبة الاكتفاء الذاتي منه؟ - يعتبر القمح محصول الحبوب الغذائي الأول الذي يعتمد عليه المواطن المصري في غذائه كما يستخدم مربو الحيوانات تبن القمح (السيقان) كغذاء أساسي لحيواناتهم. علي الرغم من زيادة المساحة المزروعة إلي ما يقرب من 3 ملايين فدان وارتفاع إنتاجية الفدان من 18إلي 20 إردباً وزيادة الإنتاج من حبوب القمح إلي 6,5 مليون طن سنويا في الثلاث سنوات الأخيرة إلا انه مازالت هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك حيث تقوم الدولة باستيراد حوالي 5-7 ملايين طن قمح سنويا لتلبية متطلبات السوق المحلي وعلي المدي الطويل ونتيجة للزيادة المضطردة في عدد السكان في مصر تتزايد الكميات المطلوب استيرادها من القمح مما يكلف الدولة أعباء جديدة في العملة الصعبة. ما الحدود الآمنة من الاكتفاء الذاتي من القمح وهل يمكن أن يتحقق الاكتفاء الذاتي منه؟ - الحدود الآمنة من الاكتفاء الذاتي من القمح هي إنتاج ما يعادل 60% من احتياجاتنا من قمح الخبز.ويمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح من خلال التوسع الرأسي لأنه يناسب مصر أكثر والتوسع الرأسي يعني زيادة الإنتاجية من وحدة المساحة وللوصول إلي ذلك لابد من تحقيق عاملين العامل الأول — هو استنباط الأصناف عالية الإنتاجية والجودة والمقاومة للأمراض والمتحملة للاجهادات البيئية المختلفة مثل الملوحة – الحرارة-الجفاف. وخلق تراكيب وراثية جديدة يمكن استخدامها في برامج التهجين العادية او تحديد وتعريف بعض العوامل الوراثية لبعض الصفات الهامة مثل عوامل المقاومة للأمراض عن طريق استخدام الهندسة الوراثية (المعلمات الجزيئية) وذلك لاستخدامها كآباء أو كمصادر للمقاومة يمكن الاستفادة منها في برامج التربية. وأيضا من خلال الأبحاث التي نقوم بها لرفع كفاءة إنتاجية الفدان إلي 40% ولدينا حاليا رسالتا ماجستير لطالبين ضمن فريقي البحثي قدما من خلالهما دراسة هامة لزيادة إنتاجية الفدان. رسالة ماجستير لإنتاج أصناف قمح متحملة للملوحة (سيتم مناقشتها خلال ال 3 شهور القادمة ورسالة ماجستير لإنتاج أصناف قمح متحملة للجفاف) سيتم مناقشتها نهاية شهر يناير الحالي ويمكن استخدام الأصناف الناتجة من الرسائل في زراعة الأراضي المستقلة حديثا. ما الهدف من هذا المشروع؟ - الهدف من المشروع هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة 80% خلال 3سنوات وإنتاج أصناف قمح جديدة لديها القدرة علي تحمل الملوحة في الأراضي المستصلحة وإنتاج أيضا أصناف قمح متحملة للجفاف. المعوقات ما المعوقات التي تواجهكم كفريق بحثي وتعوق وصول المنتج للمجال التطبيقي ؟ - انقطاع التمويل اللازم من المركز القومي للبحوث منذ 2009 حتي الآن مما يعرض السلالات المنتجة إلي التدهور و الضياع . ضياع المجهود المبذول لدي المجموعة البحثية . احتياج المشروع مبلغ 3 ملايين جنيه مصري حتي يتسني الوصول بالسلالات للفلاح علي نطاق اوسع بمساحات اكبر لتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. عمل برنامج متكامل للظروف المعاكسة تحت الظروف المصرية. ومن أهم المعوقات أيضا تسجيل السلالات كأصناف والتي تحتاج فترة 3 سنوات طويلة ومطلوب من الباحث مبلغ 20 ألف جنيه لكل سلالة حتي يتم إنتاجها. ولهذا يجب مناقشة تلك الإجراءات التي تعوق الباحثين والتي تجعلهم غير قادرين علي تسجيل أصناف جديدة متميزة في إنتاجيتها حيث إن المعروف في جميع دول العالم أنه يتم تسجيل الصنف في عام أو موسم واحد فقط.