مشهد من عرض «حلم نحات» العائد للمسرح الكبير بدار الأوبرا يرتفع الستار 27 و28 ينايرالجاري بالمسرح الكبير بدار الأوبرا في الثامنة مساء عن العرض الراقص «حلم نحات» للمخرج اللبناني وليد عوني مدير فرقة الرقص الحديث الذي افتتح به مهرجان القاهرة الدولي الخامس عشر للمسرح التجريبي، وسبق تقديمه علي مسرح «كوبرنيوا» بالعاصمة الايطالية روما، وقد اطلق وليد عوني علي العرض اسم «محمود مختار ورياح الخماسين» وقتها في اشارة إلي اسم احد تماثيله الشهيرة، تماثيل مختار تعود من جديد للمسرح الكبير بدار الأوبرا من خلال هذا العرض الذي حقق نجاحا جماهيريا ونقديا في كل مرة يعاد فيه العرض لأن المسرحية تقدم القيم الفنية من خلال أعمال كبار نحاتي القرن العشرين علي المسرح، مما يمثل نموذجا أساسيا للابداع الحركي والضوئي، تظهر تماثيل محمود مختار في العرض كخلفية تاريخية علي ارض مصر جسدها ايقاع وحركات التماثيل الحية لتبرز ارتباط اعمال محمود مختار بأرض مصر وهوائها ومائها علي مر العصور، وقد جمع وليد عوني في هذا العرض بين الماضي والحاضر من خلال هذه التماثيل التي «يتحرك جمالها وهي صامتة»، العرض يجمع بين شخصيات فرعونية مثل ايزيس وعروس النيل وشخصيات عاصرها النحات الشهير محمود مختارفي مقدمتها الزعيم سعد زغلول وام كلثوم وهدي شعراوي، يقدم وليد عوني في بداية العرض اعمال محمود مختار في صورة اشخاص عاديين فتيات ما لبثن ان ارتدين اكياسا بيضاء مطاطة وملاءات بيضاء تتطاير وترفرف علي اجسادهن بفعل المراوح التي وضعت علي جانبي خشبة المسرح علي اعتبار ان الهواء هو اعظم نحات تعلم منه محمود مختار ليعطي تماثيله ايقاعات للنسب الجبارة كما فعل اجداده الفراعنة، وتعبرالتماثيل التي ألبسها المخرج اردية تبدو فيها مثل «فلاحة ترفع المياه» و«علي شاطئ النيل»، و«بائعة الجبن»، و«العودة من السوق»، و«ابن البلد»، و«الحزن»، و«حارس المزرعة»، و«سعد زغلول» وغيرها، ويتسم العرض بعنصر التجريب الذي قدمه وليد عوني في لحظات الخلود في الحجارة التي صنع منها محمود مختار فنه ووضع فيها كل أحاسيسه التي تجمع بين القديم والحديث بلا فاصل زمني كما في تمثال «نهضة مصر» الذي يصور أبا الهول مع فتاة ترمز إلي مصر الحديثة التي كان يأمل محمود مختار أن تنهض وأن تعيش التنوير بحق. فعلي هذه الارض كان الفراعنة يأملون في الخلود وكان محمود مختار يخلد الهوية المصرية علي مر الزمن ويأمل في نهضة كبري يصنعها أبناء الارض التي أنجبت الفراعنة، وتتابع علي خشبة المسرح شخصيات مثل زعيم الامة سعد زغلول بطل ثورة عام 1919 وهدي شعراوي رائدة النهضة النسائية وظهر بينهما علم مصر ذو الهلال والنجوم الثلاث، والجدير بالذكر ان المثال العظيم محمود مختار بطل هذا العرض ولدعام 1891 وتوفي عام 1934.