يزور الرئيس الصيني شي جين بينج القاهرة بعد أيام وهي الزيارة المنتظر أن تتم في يوم 20 يناير الجاري وتعد أول زيارة لرئيس صيني إلي مصرمنذ 12 عاما ،كما تأتي في إطار الاحتفال بمرور 60 عاما علي اقامة العلاقات المصرية الصينية ،ومن المقرر أن تشهد الزيارة عقد مباحثات مهمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول قضايا التعاون الثنائي والملفات الخاصة بالقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك ..»الأخبار» التقت سونج أيقوه سفير الصين في القاهرة لمعرفة تفاصيل الزيارة و ما الجديد الذي ستحمله لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. أكد ايقوه ل «الأخبار» اهتمام بلاده الكبير بالشراكة الاستراتيجية مع مصر ،مشيرا إلي أن هناك اتصالات مستمرة بين القاهرة وبكين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ،وأكد أن نتائج التعاون بين البلدين واقع وليست وهمية أو علي الورق ،علي حد تعبيره، وأكد أن مصر تسير علي الطريق الصحيح بتحقيق التكامل بين الزراعة والصناعة الحديثة وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ خطوة لتحقيق مستقبل أفضل للمصريين علي المستويين القريب والبعيد من خلال المشروعات القومية الضخمة ،كما أكد التلاحم بين مشروع طريق الحرير الصيني ومشروع محور قناة السويس بما يمثل النواة لاقامة مشروع ضخم بين البلدين وأوضح في الحوار أن هناك 15 مشروعا جديدا للتعاون بين البلدين الجزء الأكبر منها في مجال البنية التحية. مؤكدا أن الصين تولي اهتماما كبيرا لتنمية محور قناه السويس الجديدة وتعمل علي الاسراع للانتهاء من المرحلة الثانية من المنطقة الصناعية الصينية بها.. وفيما يلي نص الحوار الذي وجه فيه الشكر إلي جريدة»الأخبار» ووصفها بأنها من أكبر و أهم الصحف في مصر : بعد ايام سيصل الرئيس الصيني الي القاهرة ..ما الملفات التي سيتم مناقشتها خلال الزيارة و هل سيتم الاعلان خلالها عن مشروعات جديدة؟ تتسارع جهودنا حاليا للتحضير لهذه الزيارة المهمة و ستعلن نتائجها في وقتها المناسب ،و لكن استطيع التأكيد علي أن الصين تولي اهتماما كبيرا لتعزيز علاقة الشراكة الاستراتيجية مع مصر..وهناك اتصالات مستمرة بين القاهرة وبكين لتغطية كل القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تعود بالنفع علي البلدين. وهل هناك مشروعات جديدة للتعاون بين الصين و مصر في مجال الطاقة؟ التعاون قائم وفي رأيي أن التعاون في هذا المجال مبشر و له مستقبل واعد فهناك شركات صينية لها انشطة كثيرة ومن المتوقع ان تزداد مستقبلا،فالاستثمارات الصينية تزداد في مصر بشكل ملحوظ وجهودنا مستمرة في هذا المجال. الرئيس الصيني شي جين بينج أكد خلال لقائه في جنوب أفريقيا مع وزير الخارجية سامح شكري علي هامش اجتماعات منتدي الصين افريقيا ، ضرورة تسريع العمل في المشروعات الرئيسية للقدرة الإنتاجية مع مصر في مجالات الكهرباء، والنقل، وتشييد البنية التحتية في إطار مبادرة «الحزام والطريق» فما خطة الحكومة الصينية لتنفيذ ذلك؟ الصين ومصر صديقان عزيزان و شريكان رئيسيان، خاصة بعد اقامة علاقات صداقة استراتيجية بين البلدين في نهاية عام 2014 ومنذ ذلك الحين ظل الجانبان يبذلان اقصي الجهود لجعل العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين اكثر فاعلية،وكما تعلمون فإن الصين ومصر من الدول النامية لذا هما يتفهمان ما هي حاجة كل منهما للاخر.واقتصاديا فإن البنية التحتية من اتصالات وكهرباء ونقل تلعب دورا هاما لا غني عنه في تطور البلاد اقتصاديا.وبعد مناقشات بين الجانبين تم تحديد 15 مشروعا ذات الأولوية للتعاون ،الجزء الأكبر منها في مجال البنية التحتية بالاضافة إلي التعاون في مجال الصناعة الحديثة والزراعة الحديثة والتي تساهم في تحقيق تطور في اي بلد. الصين انشأت بنك آسيا للاستثمار وانضمت إليه مصر في يونيو الماضي.كيف يمكن ان تستفيد مصر من انضمامها لهذا البنك؟ بنك آسيا للاستثمار هيئة مالية تسعي لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في البنك لذا كل الدول الأعضاء سوف تستفيد منه.والبنك حديث الانشاء ومازال هناك بعض القواعد والمبادئ التي سيتم وضعها لاختيار هيئة رئاسية وتنفيذية فهو مازال قيد الانشاء وبعد الانتهاء من هذه الاجراءات سيبدأ العمل في إطار البنك.ونحن نشيد بانضمام مصر للبنك و بناء علي ما قدمته من جهود سيتم الرد عليها من جانب الصين بشكل ايجابي. تنفذ الصين استراتيجية الحزام والطريق..في رأيك هل يمكن ان يكون هناك تكامل بين طريق الحرير و قناة السويس الجديدة؟ بعد 6 عقود من العلاقات الثنائية بين البلدين سوف نشهد نتائج أكثر للتعاون وهذه النتائج ليست فقط ورقية او وهمية و لكنها يتم تنفيذها وستكون أكثر فاعلية..جغرافيا فإن استراتيجية الحزام و الطريق تبدأ من الصين شرقا وتمتد الي دول أسيا غربا وفي هذا الاتجاه تقع مصر في تقاطع طريق الحرير برا وبحرا لذا فإن هذا التلاحم والتكامل بين استراتيجية الحزام والطريق وقناة السويس توفر ظروفا أكثر واقعية لإنشاء وتنفيذ مشروع ضخم بين البلدين.فعلي سبيل المثال المنطقة الصناعية الصينية التي تم انشاؤها في محور قناه السويس هي منطقة تم الانتهاء من المرحلة الأولي منها ونسعي للإسراع والانتهاء من المرحلة الثانية التي ستكون أكبر وأضخم من المرحلة الأولي.هذه منطقة تعاون صناعي بين البلدين توفر استفادة حقيقية وتمثل مغزي عميقا للتعاون بين البلدين. تسعي الصين لإنشاء 5 مراكز لوجيستية في أفريقيا هل سيكون واحدا منهم في مصر خاصة بعد افتتاح قناه السويس وخطة الحكومة لتنمية المحور؟ التعاون بين الصين و افريقيا يشمل مجالات كثيرة ونفس الشئ بالنسبة للتعاون مع مصر.نحن نتفهم جيدا استراتيجية قناة السويس ونود ان نبذل جهودا أكثر وأكثر لتنفيذ مشروعات في محورها بالتزامن مع تنفيذ استراتيجية الحزام والطريق وذلك لتحقيق انجازات في التعاون المشترك..وفي هذا الإطار فإن أي مشروع للتعاون بين البلدين سيكون مهما لكلا الشعبين ،وأنا عندي ثقة أن التعاون الاقتصادي سيشهد افقا ارحب.فنحن حاليا نبذل أقصي الجهود علي قدم وساق وأنا أتطلع لأن يكون لجريدتكم «الأخبار»دور في دعم ذلك. كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر و الصين؟وفي رأيك ما أسباب تراجع الصادرات المصرية إلي الصين؟ أولا دعوني اتحدث عما امرت به الصين في السبعينات وما كان له تأثير علي الهيكل الصناعي الذي كان ضعيفا لاستيعاب الاستثمارات الضخمة ولكن تدريجيا بدأ يتعافي ونحن دائما نبذل جهودا لجذب الاستثمارات،أعتقد أن مصر سوف تحقق تطورا أسرع اقتصاديا بعد تكامل وتحقيق ما يسمي بالصناعة الحديثة والزراعة الحديثة .وقد بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطوة من ألف خطوة بإطلاق عدة مشروعات ضخمة منها مشروع المليون ونصف المليون فدان وهذا الاتجاه صحيح لتحقيق نتائج مهمة في المستقبل القريب.. والجانب الصيني علي استعداد لمساعدة مصر علي تحقيق حضارة صناعية لذا نتمسك بالجهود والثقة في النفس لكي ننظر إلي مستقبل أفضل لا يقتصر علي سنوات قصيرة. ما تعليقك علي القانون الذي أصدرته الحكومة الصينية منذ أيام لمكافحة الارهاب وهو يعتبر الاول في تاريخ البلاد ويسمح بمشاركة القوات الصينية في مكافحة الإرهاب خارجيا؟ مكافحة الإرهاب لها أشكال مختلفة .و أنا شخصيا أري أن التعاون الدولي أهم فهناك أهداف مشتركة ومسئولية مشتركة وأيضا تحديات مشتركة،لذا اذا اتحدت كل دول العالم فلن يكون هناك ارض ولا مكان للإرهاب.و الصين علي استعداد للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب. وماذا عن التعاون مع مصر في هذا المجال؟ ان الصين ومصر كلتاهما تعاني من ويلات الإرهاب لذا التعاون والتنسيق بينهما لمكافحة الإرهاب مهم. منذ أيام أعلنت وزارة السياحة المصرية عن تسهيل منح التأشرات السياحية للصينيين. كيف تنظرون إلي تلك الخطوة الجديدة ؟ السياح الصينيون يزورن مصر بشكل منتظم واعتقد ان هناك زيادة في أعداد السياح بشكل واعد.