علي مدي عقود كانت فيها جهود السلام في الشرق الاوسط تجري بشكل متقطع فتتوقف لتبدأ من جديد لتتوقف ثانية وتستأنف ثالثة لكن نادرا ما كانت التوقعات بمثل ما هي عليه من التدني هذه المرة التي استؤنفت فيها المحادثات المباشرة في واشنطن أول أمس برغم ما صاحبها من مصافحات امام عدسات التصوير ومراسم دبلوماسية.. وقد عبر الجانبان عن التزامهما بهدف الرئيس باراك اوباما الطموح التوصل الي اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية خلال عام ومع ذلك فهذا أمر قوله أسهل من فعله. وصاحبت المحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وهي اول مفاوضات مباشرة بين الجانبين منذ 20 شهرا تصريحات علنية متفائلة بشأن ضرورة تقديم تنازلات صعبة. أما وراء الأبواب المغلقة فكان أكبر انجاز ملموس علي ما يبدو الاتفاق علي استمرار المحادثات بجولة جديدة يومي 14 و15 سبتمبر في المنطقة ثم جولة كل اسبوعين بعد ذلك. وسيتعين علي أوباما الان ان يثبت جدارته بجائزة نوبل للسلام علي حد قول احد خبراء شئون الشرق الاوسط ان كان يأمل في تحقيق تقدم ملموس نحو التوصل الي اتفاق للسلام لم يصل اليه كثير ممن سبقوه. وينبغي للرئيس الذي احيانا ما تعثر في أحراج الشرق الاوسط ان يفي بوعده المشاركة المستمرة في العملية. ومن ناحية اخري فمن شأن الفشل في التوصل الي اتفاق للسلام ان يلحق الضرر بجهود أوباما لكسب تأييد العالم الاسلامي في اطار مسعاه لحشد التضامن في المجابهة مع ايران. ومن شأن أي هجوم تشنه اسرائيل علي مواقع ايران النووية وهو امر لم يستبعد نتنياهو القيام به اذا فشل العمل الدبلوماسي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ان يهوي بالشرق الاوسط بأسره في هاوية أزمة.