إن ما نراه في شوارعنا وعلي شاشات التلفاز من نساء فقدن الحياء، لأمر يدعو للخجل من أمة تدعي الفضيلة وتتسمي بالحضارة الضاربة جذورها آلاف السنين إن ما نراه اليوم في مجتمعاتنا وعلي شواطئنا وما هو متاح علي شاشات المحمول عبر الانترنت من صور وأفلام ومحادثات خليعة سافرة، وما أغرق السوق العربي من «بلابيع» مخدرة ومنشطة ومدمرة للعقل والفكر، ليضع أمام شبابنا وشيبتنا اختباراً صارخاً لضبط النفس وكبحها عن غوايتها خاصة والأمر صار كلأ مباحاً لا رقيب فيه ولا سلطان. ولأن الفاحشة وآثارها المدمرة لشباب الأمة تبدأ بالنظرة المحرمة صوب إبليس وجنوده سهامه المسمومة للقلوب والعقول الشابة فأتاحوا وأباحوا النظرة تلو النظرة وسهلوها ويسروها وألقوا بشباكهم علي المميلات الكاسيات العاريات فصرن سلعة فاسدة وفخاخا قاتلة لكل شاردة وواردة. ولهذا أمر الشارع الحكيم سبحانه وتعالي بغض البصر «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَي لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا» ومع الأمر بغض البصر جاء الأمر للنساء بارتداء ثياب محتشمة تئد النظرة المتأملة في مهدها وبالتالي حفظ الوقوع في الفاحشة، ذلك الإثم الفظيع الذي تأباه كل امرأة حرة ورجل حر يملك عقال نفسه، وقد قالتها السيدة هند بنت أبي سفيان لتطير في الآفاق شعاراً ومثلا وحكمة «أوتزني الحرة يا رسول الله»!! وكلمة محتشمة هي التطبيق العملي للفظة «الحجاب» الذي أمر به ربنا سبحانه وتعالي «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنَّ» وبينه نبينا صلي الله عليه وسلم حين أشار لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بأن المرأة إذا بلغت المحيض لا يظهر منها إلا هذا وأشار إلي الوجه والكفين. غير أن كثيراً من بناتنا وأبنائنا يظنون الحجاب هو ذلك «الايشارب» الذي تضعه الفتاة علي رأسها وكفي!! فنري اليوم الكثير منهن يضعنه علي رؤوسهن ويرتدين معه البنطلون والتي شيرت والاستريتش وغير ذلك مما تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين الجارحة. إنما الحجاب احتشام، يعرفه الناس بالفطرة السليمة وأوضحه الشارع الحكيم بأنها ثياب لا تشف ولا تصف، وتعرفه كل امرأة ولا يخطئه ذوقها السليم قبل أن تلوثه النفس الامارة بالسوء ارضاء لشهوة خفية تفرح بإبراز مفاتنها للرجال أو إشباعا لرغبة إظهار الجمال أمام النساء والرجال علي السواء. إن ما نراه في شوارعنا وعلي شاشات التلفاز من نساء فقدن الحياء، لأمر يدعو للخجل من أمة تدعي الفضيلة وتتسمي بالحضارة الضاربة جذورها آلاف السنين.. وحتي لا تنهش فينا أنياب مدعي الحرية وتركلنا حوافر مدعي الانسانية نؤكد وقوفنا مع الحريات بكل أشكالها وألوانها ولكن - ولعلنا جميعا نتفق - الحرية المسئولة التي لا تتعدي علي حرية الآخرين ولا تضر بهم فقد أعلنها المصطفي صلي الله عليه وسلم منذ 1400 عام «لا ضرر ولا ضرار» فأي حرية هذه التي تنشر الرذيلة والقبح في المجتمع وأي جمال نراه في فتاة أو امرأة تحددت معالم جسدها تحديداً يثير شهوة الشباب وقرف الرجال. وما بالنا في عصرنا هذا أصابتنا البلادة والبرودة فما عدنا نغار علي بناتنا ونسائنا.. وقد تعودنا علي رؤيتهن كاسيات عاريات. إن كل امرأة نراها في شوارعنا وعلي شاشاتنا «حقيقة» لا تمثيلاً إنما وراءها رجل فقد الغيرة علي عرضه وشرفه وصار ديوثاً كالخنزير يلعق المارة عرضه وشرفه بلا أدني حياء أو بقية من خجل وهو ينظر إليهم نظر المغشي عليه. فيالهف نفسي علي أولادنا وبناتنا من نار مستعرة حُفت بالشهوات والعُري والمشهيات تحيط بهم كما تحيط الاسورة بالمعصم فلا فكاك منها إلا من رحم ربي فصانه وحفظه. ويا لهف نفسي علي شباب قابض علي الجمر كما أخبر حبيبنا صلي الله عليه وسلم «يأتي علي الناس زمان القابض علي دينه كالقابض علي الجمر» فالفتنة عاتية وبلادنا تتدعي عليها الأمم دون أدني مقاومة أو حتي صرخة في فلاة.