عشت بين دهاليز وكواليس البنوك والجهاز المصرفي فقد بدأت حياتي كمحرر اقتصادي متخصصاً في البنوك عندما كلفني سعيد سنبل رئيس القسم الاقتصادي وقتها لالتقي بالدكتور علي الجيردلي رئيس بنك بركليز وقتها ثم العالم الاقتصادي الكبير الدكتور عبدالمنعم القيسوني عندما كان وزيراً للمالية وكان الاهتمام الأول في هذه اللقاءات في هذا الوقت هو موقف الجنيه المصري.. وقد حزنت حزناً عميقاً وتأخرت مع الملايين عندما استجابت الحكومة لسياسة الدكتور عبد المنعم القيسوني بتحرير الجنيه المصري فإنهار منذ وقتها حتي اليوم بعد ان كان الجنيه الذهب يعادل 97.5 قرش مصري... تذكرت ذلك وأن أتابع الفجوة الرهيبة التي حدثت للجنيه المصري عندما خفض رئيس البنك المركزي وقتها قيمته لحوالي 10 قروش وللاسف كان يفتخر ويقول أن هذا سيتكرر. وأعتقد أنه لولا تدخل القيادة السياسية والاهتمام المباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي وإنقاذ الموقف ثم لقائه مع مجلس إدارة البنك المركزي بعد تشكيله الجديد ولابد أن نتوقف مع هذا التشكيل حيث ضم العالم المصري العالمي العلامة الدكتور محمد العريان وهو من النوابغ في اسواق الصرف. وأعتقد أن هذا أول الغيث بقرارات حاسمة ومريحة ومشجعة للمصدرين والمستوردين والمستهلكين بعد أن تقرر تثبيت سعر الجنيه وتوفير العملات بالقدر المناسب في المصارف والبنوك لتلبية الاحتياجات للسوق، إن الشعور بالاطمئنان والراحة يسود حالياً جميع العاملين والمتعاملين مع الجهاز المصرفي والمواطنين راغبي السفر والعمرة والحج والعلاج بعد أن شعروا بأن الدولة تحميهم بغطاء نقدي مناسب واتفق مع المتفائلين من الخبراء الذين يتوقعون أن يستعيد الجنيه المصري قوته ومكانته قريبا وأنا شخصياً أضيف أن هذا سيحدث في فرصة أقرب مما يتصورون وقد لا تتجاوز الثلاثة أعوام.