المستثمرون : الرسالة وصلت

الرئيس أكد لنا: لا تأمين أو مصادرة .. أنا راجل بخاف ربنا «لو أي مسئول محلش مشاكلكم تعالولي وأنا هتصرف فوراً»

أشاد رجال الأعمال والمستثمرون بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وأكدوا انها رسالة واضحة لطمأنة وتشجيع رجال الأعمال للعمل وزيادة استثماراتهم خلال المرحلة القادمة وأضافوا ان الرئيس قام بتوصيل رسالة إلي المستثمرين في مصر والخارج بأن مصر تفتح ذراعيها للمستثمر الجاد والحريص علي مصلحة المواطن والوطن. جاء هذا خلال اللقاء الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي مع 50 من رجال الأعمال الذي استمر حوالي 3 ساعات بحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء وطارق عامر محافظ البنك المركزي ورؤساء البنوك وعدد من الوزراء.
وقال المهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية ان لقاء الرئيس برجال الصناعة والاستثمار والبنوك سيتكرر ليصبح لقاء دوريا يطلع فيه القائد من أصحاب المصلحة بل وأصحاب المشاكل علي مشاكلهم ويسعي معهم لتذليلها والدفع بعجلة التنمية والاستثمار إلي الأمام.. وقال: مصر الان تمر من عنق زجاجة لتنطلق إلي الأمام وكلنا نشعر ان العراقيل والصعوبات التي تعترض التنمية غير حقيقية وإنما هي من صنع سوء التقدير وعدم الانضباط والرؤية غير الصائبة وهذا ما دفع الرئيس للدعوة إلي هذا اللقاء الهام ليستمع من ذوي الشأن ويصدر تعليماته إلي ذوي الاختصاص.
وأوضح السويدي ان اللقاء استمر قرابة ساعتين ونصف الساعة وعرض فيها رئيس الوزراء ووزراء الصناعة والاستثمار والزراعة والاسكان والسياحة الخطوات الجادة التي اتخذوها لتذليل اية عقبات تواجه انطلاقة مصر الاقتصادية.
وأوضح: أنا شخصيا تحدثت مع الرئيس في الاجتماع وتناولت قضايا مؤرقة يعاني منها القطاع الصناعي مع مصلحة الضرائب وهيئة التأمينات وغيرها وأوضحت ان هذه القطاعات تباشر أنشطتها وتتحدث مع المتعاملين معها وكأنها تنفذ تعليمات مباشرة للرئيس السيسي شخصيا ولإسكات من له شكوي أو اعتراض.. وبلغ الأمر بإحدي المصالح وهي الضرائب العقارية ان ارسلت للجميع «ربط مالي» علي عقاراتهم دون سؤالهم أو التحري عن المكان الذي يقيمون فيه فمارسوا ادوارهم بطريقة عشوائية كفيلة بتقويض النظام وخلق مشاكل لا حصر لها تستنزف جهد وطاقة أصحاب المصلحة لتصويب المسار ومنع التجاوز.
وأكد السويدي ان المجتمع الصناعي يتعهد بمواصلة جهوده لتوفير احتياجات المجتمع مهما كانت الصعوبات التي لا توقف النمو وإنما تعطل وتقلل من معدلاته التي نسعي بكل طاقتنا لزيادتها.
محفز للجميع
وأكد منصور عامر أن اللقاء كان ايجابيا للغاية ومحفزاً للجميع وأعطي أملاً بدفع الجميع للعمل وزيادة الاستثمارات.. وأضاف الي أهم ما شدد عليه الرئيس اعطاء الأولوية القصوي للتشغيل وتوفير فرص عمل باعتبارها أهم أهداف الدولة في المرحلة المقبلة.. موضحا أن هذا الهدف يتطلب إزالة جميع المعوقات أمام المستثمرين الجادين.. وطالب الرئيس من الحكومة ورجال الأعمال العمل معا لتحقيق هدف التشغيل وايجاد الحلول العاجلة لمعوقات الاستثمار. وقال إن أهم نتائج اللقاء الطمأنينة الشديدة التي خرج بها المشاركون في اللقاء.
وحول كلمته التي قالها أمام الرئيس خلال اللقاء.. أكد منصور عامر أنه طالب بضرورة وجود قائمة من الأراضي المتنوعة لمختلف الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية. محددة السعر وجميع الموافقات الخاصة بها منتهية وجاهزة..وأن يتم التعامل مع التسعير بمفهوم تنموي وليس بمفهوم الاتجار في الأراضي .. وقال إن ما تم استغلاله من الاراضي الصالحة للاستثمار في مصر لا يتجاوز 65٪ فقط من تلك المساحة فليس من المقبول ان تكون هناك مشاكل في الاراضي.
وقال منصور عامر انه طالب ايضا في كلمته بضرورة تحفيز المجمع الضريبي خاصة للممولين غير المسجلين.. واقترح ان يتم العفو عن الفترات الماضية لهؤلاء الممولين وان يتم فتح صفحة جديدة معهم لاضافة ممولين جدد يصب في صالح حصيلة الدولة من الضرائب.
وأوضح ان الرئيس استمع بصدر رحب للمستثمرين وابدي تفاعلا ايجابيا كبيرا معهم.. موضحا انه لا مجال من الآن لأي تشكيك في توجه الدولة والقيادة السياسية لدعم الاستثمار الجاد لصالح محدودي الدخل اولا.
وقال محمود العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية الأسبق إن لقاء الرئيس جاء في الوقت المناسب للقضاء علي الشائعات وازالة حالة القلق التي سادت مجتمع الأعمال الأسابيع الماضية وطمأنتهم ان مصر تسير في الطريق الصحيح وان الحكومة وأجهزتها تعمل من أجل صالح المستثمر الشريف وان القانون هو الحاكم لكافة التعاملات وقال إن الرئيس أكد ان رجال الأعمال شرفاء وحريصون علي مصر والمصلحة العليا وأضاف ان مصر اولي باستثماراتهم، كما انه يطالب المستثمرين بالعمل و هم مطمئنون وانه لن تكون هناك أي تجاوزات مع المستثمر الشريف وان كافة أجهزة الدولة تعمل في اطار القانون و طالب أجهزة الدولة بتقديم كافة التيسيرات والتسهيلات لتشجيع القطاع الخاص علي العمل دون خوف أو قلق.
تعليمات للبنوك
وقال ابراهيم العربي ان الرئيس استمع الي وجهات نظر و اراء المستثمرين ورؤيتهم لتشجيع الا ستثمار في مصر خلال المرحلة القادمة بما ينعكس علي زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة للشباب وان الرئيس اصدر تعليمات الي البنوك بتوفير الاعتمادات اللازمة للاستيراد وخاصة من السلع الاساسية والمواد الخام اللازمة للصناعة وطالب الحكومة والوزراء بالعمل لمصلحة المستثمر و تذليل كافة العقبات و المشاكل في كافة المجالات وقال ان المستثمرين وعدوا الرئيس بالعمل الجاد واعطاء الاولوية لمصلحة الوطن والعمل علي بذل كافة الجهود لتحقيق مصلحة المواطن والتخفيف عنه من خلال توفير السلع والمنتجات باسعار مناسبة لاعادة الثقة والطمأنينة للمواطن والمستثمر وانهم سيعملون خلال المرحلة القادمة وان الاولوية ستكون للاستثمار في مصر والاهتمام بالمشروعات القومية التي تخدم اكبر عدد من المواطنين وتحقيق مصالحهم.. وأكد ان اكبر المعوقات هي الايدي المرتعشة وتخوف المسئولين بكافة الجهات والوزارات من اتخاذ أي قرارات مما أدي إلي تراكم المعوقات والمشاكل.
رسالة طمأنينة
ومن جانبه أكد رجل الاعمال محمد الأمين أن الرئيس السيسي أرسل مرة أخري رسالة طمأنينة لكل رجال الاعمال والمستثمرين المصريين حول ما يتردد من شائعات بأن الدولة ضد القطاع الخاص أو ستقوم بتأميمه.
وقال الأمين إن تلك الشائعات التي ترددها الجماعات الارهابية تهدف لعمل فجوة بين رجال الاعمال والدولة، وأضاف أن الرئيس السيسي حرص علي ترك المجال لرئيس الوزراء وجميع الوزراء الذين حضروا ومحافظ البنك المركزي بالرد علي جميع استفسارات وشكاوي رجال الاعمال وقدموا شرحا حول كل ما تقوم به الحكومة المصرية وأهدافه.
ووصف الأمين اللقاء بأنه كان جيدا جدا وخرجنا برسالة طيبة وكانت جميع الاجابات تصب في صالح القطاع الخاص المصري.. وأوضح محمد الأمين ان الرئيس السيسي أكد أن مصر لن تقوم الا بالقطاع الخاص وحل جميع مشاكله لانه أحد أهم دعائم الدولة المصرية.
وأضاف أن رئيس هيئة الرقابة الادارية تحدث ايضا خلال اللقاء وأكد أن الهدف من الدور الجديد للهيئة بتعليمات من الرئيس السيسي هو الاستماع الي شكاوي المستثمرين ورجال الاعمال والعمل علي حلها وتقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف.
وقال رجل الأعمال أحمد ابو هشيمة ان لقاء الرئيس مع رجال الأعمال كان مثمرا.. واكد الرئيس خلاله انه لا احد في مصر فوق القانون.. وان الدولة بجميع أجهزتها تعمل كيانا واحدا لخدمة الاقتصاد والاستثمار.
وأشار إلي ان الرئيس قال «أنا بخاف ربنا وان القانون يحكمنا كلنا» وردا علي سؤال أحد رجال الاعمال عن شائعة تأميم المشروعات.
وقال ان الرئيس أجاب: هذا الكلام عفا عليه الزمن وأنها شائعات مغرضة وان الرئيس اكد ان التحديات التي تواجه الدولة كبيرة جدا والمخاطر مازالت تحاصرنا وتحتاج إلينا جميعا مؤكدا ان الرئيس كشف لرجال الاعمال انه يعالج مشاكل متراكمة من 60 سنة وانه خلال عام ونصف تم حل الكثير من المشاكل.
واكد ان الرئيس طالب الوزراء بالا يخافوا وعليهم توقيع كل القرارات وطالبهم بالعمل وعدم الخوف والعمل من اجل مصلحة 90 مليون مواطن ومحاسبة أي موظف يتقاعس عن حل مشاكل المواطنين.. وطالب رجال الاعمال بتشكيل مجموعات عمل تضم كلا منها 10 مستثمرين والاتفاق علي مشروعات كبري وعرضها علي الرئيس للموافقة عليها فورا.
واكد رجل الاعمال فرج عامر ان الرئيس وجه رسالة مفادها انه لا تأميم ولا مصادرة، وان ذلك انتهي من العالم كله، وحتي من الوازع الديني، مؤكدا ان من لديه مشروع يأتي وسنعطي له العقد الاخضر.
وأضاف عامر ان الرئيس طالب المستثمرين بتحمل المسئولية ليس من وجهة نظرهم فقط، ولكن عليهم ان ينظروا الي الجانب الآخر وأننا نحتاج أن نصل بمعدل النمو 7.5٪ والا سيشعر المواطن البسيط بالفقر.
وان الرئيس أكد ان أية مشكلة بين المستثمر والدولة نلجأ اولا للحل الودي، وآخر حل هو اللجوء للقضاء وانهم شعروا بمدي وطنية وصدق الرئيس ومدي رغبته في بناء مصر.
أكد عمرو صدقي صاحب شركة سياحية ونائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق ان جميع المشاركين في لقاء الرئيس مع المستثمرين أمس شعروا بالتفاؤل الكبير لمستقبل الاستثمار في كل القطاعات.
وقال صدقي أن الحديث تطرق للترهل الإداري في أجهزة الدولة وأكد الرئيس ان المشاكل الموجودة في أداء الجهاز الإداري للدولة راسخة ومتراكمة منذ 50 عاماً ولا يمكن تغييرها جذرياً في عام وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي أن هناك جدية في تطوير الجهاز الإداري للدولة خاصة مع وجود مجلس تشريعي تم انتخابه وسيبدأ عمله قريباً كما أن عمل المجلس يضمن ضخ مجموعة من التشريعات والقوانين التي تحفز الاستثمار وتزيل العوائق أمامه.
دعم الرئيس
وأشاد عمرو صدقي بروح التعاون الكبير والدعم اللامحدود الذي أبداه الرئيس للاستثمار والمستثمرين حيث قال الرئيس خلال اللقاء كلنا جادون في تشجيع الاستثمار الجاد لصالح البلد.. وكل اللي انتوا عايزينه طالما يتفق مع القانون هنعمله.. ولو فيه وزير أو مسئول مقدرش يعمل ده تعالولي وأنا هتصرف وهحل أي مشكلة.
وأضاف عمرو صدقي أن اللقاء شهد أيضاً حديث عدد من الوزراء منهم السياحة والصناعة والإسكان وجميعهم أكدوا علي بذل كل الجهد لإزالة العقبات أمام المستثمرين.. كما تم الاتفاق خلال اللقاء علي تشكيل مجموعات عمل لكل الأنشطة والقطاعات الاقتصادية.. تتولي كل مجموعة وضع تصور لأهم المشاكل التي تواجه كل قطاع واقتراح الحلول لها والعمل علي تنفيذ تلك الحلول.. كما ابدي المستثمرون سعادتهم بوجود طارق عامر علي رأس الجهاز المصرفي بمصر والإجراءات المبدئية التي قام بها والتي ساعدت في صعود البورصة وطمأنة المستثمرين.
وأضاف عمرو صدقي أنه من النقاط الإيجابية حديث اللواء محمد عرفات رئيس هيئة الرقابة الإدارية والذي شدد علي أن هناك إدارة بالجهاز لخدمة المستثمرين وحل مشاكلهم وشرح الهدف من إنشاء الإدارة.
وأضاف صدقي أن عدداً من المستثمرين المشاركين في اللقاء أكدوا أن وجود هذه الإدارة لاقي ترحيباً كبيراً من المستثمرين في الداخل والخارج.