شهدت العاصمة البلجيكية امس لليوم الثالث علي التوالي حالة "إنذار " قصوي تحسبا لهجوم إرهابي وذلك غداة عملية أمنية كبري شهدتها بروكسل أسفرت عن اعتقال 21 مشتبها بهم، بينما يجري البحث عن المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس الدامية. وتضمنت العملية واسعة النطاق 19 مداهمة عبر بروكسل، بالإضافة إلي تنفيذ ثلاث عمليات تفتيش مقننة في مدينة شارلروا جنوب العاصمة وذلك بدعم من سيارات مصفحة وطائرات هليكوبتر. وقال الإدعاء العام إن صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في هجمات باريس والهارب منذ تسعة أيام ليس من بين المعتقلين.وقال المدعي العام البلجيكي اريك فان سيربت انه لم يتم العثور علي متفجرات أو أسلحة خلال هذه المداهمات وان قاضيا سيراجع الاعتقالات. وستظل خدمة قطارات الأنفاق والمدارس ومتاجر عديدة مغلقة في بروكسل التي يسكنها 1،2 مليون نسمة لكن عددا قليلا من الموظفين سيذهبون إلي أعمالهم في المدينة التي يوجد بها أيضا مقرا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي وذلك بعد أن حذر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل من هجمات وشيكة علي غرار ما حدث في باريس. وأضاف أنه سيتم تقييم الموقف من جديد وأن السلطات تفعل كل شيء حتي تعود الحياة في بروكسل إلي طبيعتها في أسرع وقت ممكن. في غضون ذلك، نقلت قناة "سكاي نيوز" البريطانية عن تقارير - غير مؤكدة - نشرتها وسائل إعلام بلجيكية أن صلاح عبد السلام توجه في سيارة BMW نحو بلدة لييج في طريقه إلي الحدود الألمانية، هربا من الشرطة وقوات الأمن. ودفع الخوف مما يدبر له عبد السلام أو جهاديين آخرين محتملين بلجيكا إلي إلغاء مباراة دولية في كرة القدم اليوم. من جهتها، نشرت فرنسا اعلان للتعرف علي الانتحاري الثالث في الهجوم بالقرب من ستاد فرنسا، مرفقة بصورة له. وحتي الآن تم التعرف علي واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية بالقرب من ستاد فرنسا وهو بلال حدفي وهو فرنسي في العشرين من العمر كان يقيم في بلجيكا.والتحقيق مستمر ايضا في تركيا حيث تم اعتقال بلجيكي من اصل مغربي يدعي احمد دهماني (26 عاما) يشتبه في انه ساعد في تحديد الاهداف لهجمات باريس. من جانبه، اكد وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان علي ضرورة أن تتاح لأوروبا إمكانية الاطلاع علي بيانات نظام "سويفت" للتحويلات المالية بين البنوك في اطار التحرك لشن حملة صارمة علي تمويل الجماعات المتشددة.ويوفر نظام سويفت خدمات تحويل خطابات الائتمان والمعاملات الخاصة بالأموال والسندات بين 9700 بنك في 209 دول. من جهة اخري، وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في برازيليا مقاتلي داعش ب"الوحوش" مشددا علي ضرورة مكافحتهم "بلا هوادة".وقال انهم "30 ألفا" فقط.