د. الشوادفى منصور شرىف هل يصدق احد ان ذلك الشعب الذي مازال 40٪ منه يعيش تحت خط الفقر، ونفس النسبة علي الاقل لا تقرا ولاتكتب، يخرج عن بكرة ابيه، نساؤه قبل رجاله، عواجيزه قبل شبابه، يومي الاربعاء والخميس الماضيين، ليسطر تاريخا جديد ومشرفا للاجيال القادمة، في اختياره لرئيس مصر بارادة حرة، ينجو بها من المطبات و المتاريس واشجار الحنظل التي وضعها و زرعها اعداؤها علي طريقها للتقدم والازدهار. هذه الصفات العظيمة لاتجدها الا في شعب المحروسة.. نعم، لقد اعطانا هذا الشعب دروسا كثيرة سابقة في تاريخه الحديث، ولكننا للاسف الشديد نتناسي ونتجاهل ذلك نحن المثقفين والجهابذة من السياسيين.. انه المعلم والفرعون الحقيقي هو الشعب، وليس الحاكم.. ولعلي اذكركم ببعض مواقفه: الموقف العظيم لهذا الشعب خلال ثورة 1919 وطلب الاستقلال وخروجه باقباطه ومسلميه في وجه الاحتلال الانجليزي مقدما الشهداء من الشباب الطاهر لينتصر لأمته . الموقف العظيم لهذا الشعب في اعقاب اعلان ثورة الضباط الاحرار في 23 يوليو 1952 فيخرج الشعب في كل انحاء مصر لينتصر لابناء الفلاحين من جيش مصر، ويسقط الملك ومعه الملكية ويقيم الجمهورية المصرية الاولي في تاريخه 1953 الموقف العظيم لهذا الشعب حينما انتكست مصر في الخامس من يونيو 1967 حينما تآمر الشرق والغرب علي مصر وتنحي عبد الناصر عن الحكم، فخرج شعب مصر بكامله الي الشوارع رجالا ونساء واطفالا وشيوخا ليعيدوا زعيمهم المحبوب لمنصة القيادة لتحرير الارض مهما كان الثمن . الموقف العظيم لشعب مصر في يوم النصر الفريد في السادس من اكتوبر 1973 حينما عبر جيش مصر اكبر مانع مائي في التاريخ العسكري، وحطم خط بارليف، وحرر سيناء من دنس الاعداء وأعاد للعسكرية المصرية كرامتها وشرفها الوطني، بوقفته المشرفة خلف زعيمه الراحل محمد انور السادات. الموقف العظيم لشعب مصر العظيم يوم 25 يناير حينما انتفض شبابه الطاهر الشريف ضد دولة الظلم والفساد طالبا الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية . اليوم تعلن اللجنة العليا للانتخابات عن اول رئيس مصري للجمهورية الثانية، بارادة شعبية حرة شريفة، اثبت فيها هذا الشعب للعالم اجمع انه الجدير بالريادة، ولم لا؟.. وهو صانع الحضارات، وجنده خير اجناد الارض، وارضه قبلة الانبياء والرسل.. شكرا ياشعب مصر العظيم.. شكرا يا جيش مصر العظيم.. لقد اعطيتم الدنيا دروسا في تقديس الوطن وحمايته ورعايته.. وحفظك الله يا أرض الكنانة.