وسط الظلام وجدته شعاعا من نور ينطلق.. فتختفي من أمامي كل الاخبار السيئة عن الطائرة الروسية ومحاولة فرض حصار سياحي علي مصر.. والامطار والسيول وغيرها وغيرها.. أكرم عبد اللطيف شاب مصري عاش يحلم.. لكنه لم يكتف بالحلم فقط عمل واجتهد واستطاع ان يصل إلي الفضاء.. كان يعلم أنه حلم صعب التحقيق ليس لضعف امكانياته أوعدم اجتهاده أو صعوبة الوصول للفضاء لكن لسبب واحد لن يستطيع أن يتخلي عنه بسبب أنه مصري.. ومصر لاتمتلك وكالة للفضاء لذلك لن تقبله ناسا ضمن روادها للفضاء الا اذا اصبح امريكيا أو ألمانيا. لكن أكرم كان يصر أن يكتمل الحلم ليصبح أول رائد فضاء مصري ومنذ أيام تحقق الحلم، وانضم لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، كأول رائد فضاء مصري بالوكالة، وسيكون أحد رواد رحلاتها إلي الفضاء، التي تبدأ عام 2017، علي أن يبدأ التدريب بولاية فلوريداالأمريكية. وأكرم عبد اللطيف صاحب ال 27 ربيعا، سيصبح بعد حوالي عام أول مصري رائد فضاء تختاره وكالة «ناسا» لأحد برامجها العلمية، وهو حلمه الذي سعي إليه طويلا منذ أن كان طالبا في الجامعة الألمانية بالقاهرة، وحتي سفره إلي ألمانيا، التي كانت نقطة انطلاقته، حصل علي الدكتوراة من معهد «توم» لديناميكيات نظام الطيران». وسرد موقع «توم» الرسمي التابع لوكالة الفضاء الألمانية في مدينة ميونخ قصة «عبداللطيف»، الحاصل علي البكالوريوس من الجامعة الألمانية بالقاهرة كمهندس للاتصالات، ثم انتقل إلي مدينة شتوتجارت الألمانية ليكمل دراسته 2009، وحاول العمل في العديد من شركات الطيران الأوربية، لكنه لم ينجح في البداية، بل وكان تقييم هذه الشركات له بأنه «غير مؤهل»، إلي أن بدأت انطلاقته الحقيقية من مركز الفضاء الألماني، وكان «متدربا». ولأنني اعرف اكرم ووالدته الجميلة الدكتورة أميرة مصطفي الاستاذة بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان سارعت إلي تهنئته فقال لي: «أنا أعرف المهارات التي سأحتاجها كرائد فضاء» وكنت أعلم دائما أن جنسيتي المصرية هي أكبر تحد، ولكن لايمكنني أبدا التخلي عنها ومع ذلك كنت مصرا علي تحقيق حلمي فقمت بالإنضمام إلي منظمة «فور هاير» لرواد الفضاء غير الهادفة للربح، وهي تدرب الأفراد المتحمسين لأن يكونوا رواد فضاء، ولا تشترط الجنسية..وتحقق الحلم لأصبح أول رائد فضاء مصري في ناسا.