بيني وبينك

سارقو الأمان

قبل أربع وعشرين ساعة من بدء انتخابات رئيس الجمهورية الجديد، سطا مجموعة من المسلحين الملثمين علي سيارة زوج ابنتي أمام بيتنا في التجمع الخامس، وتحت تهديد السلاح تم سرقة سيارته وجهاز "اللاب توب" الذي يحمل كل أعماله بالإضافة الي حافظة نقوده وتليفونه المحمول بعد اطلاق أعيرة نارية حية حطمت زجاج سيارته لإرهابه وخطف سيارته وخرجنا جميعا علي صوت الاعيرة النارية في حالة ذعر وخوف شديد وعندما رأيت زوج ابنتي سالما حمدت الله وقلت له: فداك مليون سيارة.. وفي الحقيقة وصلت الشرطة خلال دقائق من سرقة السيارة أثر ابلاغ صديقي وزميلي مجدي دربالة مندوبنا في الداخلية لسلطات الامن التي تحركت اجهزتها في دقائق، ولكن اللصوص الملثمين كانوا أسرع واستطاعوا الهروب بغنيمتهم التي حطمت قلب زوج ابنتي علي كل أوراقه وسيارته! ولا اخفي سرا لقد أثار هذا الحادث المريع الذي حدث امام أعيننا وأعين كل خفر المنطقة خوفي وهلعي وامني علي بيتي وأولادي بشكل عام، وبأنني لن استطيع أنا أو أي احد من افراد عائلتي مغادرة البيت أو العودة إليه بعد المغرب فالسرقة تمت في الساعة الثامنة مساء!! ولن يستطع أحد فعل شيء امام الآليات التي استخدمها اللصوص! وعندما وصل مأمور قسم التجمع الخامس قال لي: انهم يعرفون هؤلاء الملثمين سارقي السيارات في منطقة التجمع!! وأنهم حتما سيصلون اليهم وأخبرني انهم ربما يتصلون ويطلبون فدية هذا هو أسلوبهم!! وشعرت للوهلة الأولي انني داخل مسلسل بوليسي سخيف!! وابتلعت غضبي وخوفي وانتابني شعور غريب بعدم الثقة في إعادة الأمن والأمان في بلدي! كيف تتم سرقة بالإكراه امام البيت هكذا؟! ماذا ينقص هؤلاء السارقين من اقتحام البيت نفسه وسرقة محتوياته أو التعدي بالقتل علينا ونحن متخيلون أننا في بيوتنا امنون!! لم أنم ليلتها وفكرت هل من سيأتي رئيسا لمصر في هذه الفترة الحرجة من حياتنا يمكنه تحقيق أمن المواطن العادي وهو عائد لأسرته الصغيرة بعد يوم عمل شاق، حاملا لهم الطعام والغذاء واحتياجات بيته التي سرقت منه امام عينه وأخذ يفكر ماذا لو كانت زوجتي وطفلي الصغير معي لحظة سرقة سيارتي؟ من المسئول الأول عن فزع وخوف المواطن المصري البسيط؟ هل الرئيس القادم لديه مصباح علاء الدين لإعادة الامن للمواطن المصري البسيط له ولأسرته!! ام اننا سوف ننتظر جلوسه علي مقعد الرياسة وأخذ وضعه السياسي ثم ينظر ويفكر ويدقق ثم يأمر بقرار لتأمين البيوت والشوارع ضد البلطجية واللصوص؟ الذين صاروا مثل غذائنا اليومي!!