بنظرة حانية أشار لي شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي آمراً أن أقترب وأدنو من مجلسه، وعلي استحياء اقتربت وحاولت التبرك من مولانا بتقبيل يديه، فانتفض الرجل مذعوراً وقد سحب يده مسرعاً قائلاً: يا بنيتي استغفر الله العظيم نحن لا نقلد عادات الفرس في تقبيل أيادي ملوكهم فقلت له بتعجب.. لكن يا مولانا لقد رأيت مشايخنا الجدد مثل د.صفوت حجازي والشيخ حازم أبواسماعيل وغيرهما من شيوخنا أصحاب الفضيلة والنصح والارشاد يقبلون أيادي بعضهم بعضاً، بل امتدت هذه العادة حتي شملت كل أتباعهم، فلا تجد شيخاً الا وقد مد يده لأتباعه يقبلونها! وأزعم أنهم جميعاً يعرفون الاسلام أكثر منا، ويملكون صكوك الغفران، وهددونا بأن من يعارض مرشحهم للرئاسة لن يدخل الجنة لأنه يعادي الله ورسوله، باعتبارهم ظل الله في أرضه! امتعض الشيخ الشعراوي بشدة قائلاً: يا بنيتي.. »إذا وجدتم رجل الدين يستميت علي المنصب فلا تولوه« فقلت: ولكن يا مولانا وأنت إمام الدعاة إلي الله فلماذا لم تنضم للإخوان المسلمين؟ أجابني بابتسامته قائلاً: يا بنيتي أنا مسلم قبل أن أعرف الإخوان أو غيرهم، وأنا مسلم قبل أن يكونوا حزباً وأنا مسلم بعد زوالهم، ولن يزول إسلامي بدونهم فكلنا مسلمون وليسوا هم وحدهم من أسلموا.. ولأنني أرفض أن يتلخص ديني في صندوق انتخاب لأن ديني هو صلة بيني وبين خالقي، وانني أرفض أن أرشح حزبا يستعطفني مستنداً علي وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي، فجماعة الاخوان حزب سياسي وليس له علاقة بالدين وهو يمثل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين.. لهذا أتمني أن يصل الدين الي أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين للسياسة.. وأقول لهم ان كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة وان كنتم أهل سياسة فمن حقي ألا أختاركم ولا جناح علي ديني. صدق شيخنا الجليل