علينا أن نتذكر دائما، بأن إيران دولة محتلة لثلاث جزر أماراتية، وأنها المسئول الأول عن كل معاناة دول المنطقة، علي عكس ما يروج قادتها، وآخرهم الرئيس حسن روحاني، بأنها واحة الاستقرار بها يبدو الموقف الأمريكي من إيران عصيا علي الفهم والقبول، الرئيس أوباما يعتبر التوصل إلي اتفاق بين طهران ودول الغرب، أحد أهم انجازاته التاريخية علي الإطلاق، بل يقود الرجل حملة للترويج لدي العديد من الدوائر، بأن الاتفاق النووي سيساعد في إدخال طهران، إلي الدورة السياسية والاقتصادية والاستثمارية العالمية، وأنها لن تكون مثلما كانت قبل الاتفاق. وأنه جعل العالم أكثر أمانا، بينما وزير خارجيته جون كيري يقر في البيان الختامي، الصادر عن الاجتماع الذي جمعه مع وزراء دول الخليج الست، علي هامش مشاركتهم في اجتماعات الأممالمتحدة مؤخرا، علي «معارضة الطرفين الأمريكي والخليجي دعم إيران للإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتعهد الطرفان بالعمل علي مواجهة تدخلاتها، لاسيما محاولة تقويض أمن دول المجلس، والتدخل في شئونه». نصدق من؟! أمريكا التي تحفظت علي مشاركة طهران لقمة الإرهاب، التي دعا إليها أوباما رغم حضور أكثر من مائة دولة، باعتبارها وفقا للرؤية الأمريكية إحدي الدول الراعية للإرهاب، أم أمريكا أوباما، الذي حرص علي مصافحة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقيل إنها مصافحة عفوية، رغم كل التحركات الأخيرة لقادة طهران تؤكد عكس ذلك، وأن «ريمة» مازالت علي العهد القديم، لم تغير من عاداتها. ففي أسبوع واحد، يتم الكشف عن تورط طهران، في عمليات تهريب أسلحة ومعدات للإرهابيين في دولتين عربيتين، في البحرين واليمن. والأمر ليس جديدا، فمنذ فترة تم الكشف عن كمية متفجرات، تم تهريبها عبر البحر من إيران، كانت كافية وفقا لما قاله وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة إلي إزالة العاصمة المنامة، في ظل وضوح خط سير للسفن، التي أقلت تلك المتفجرات، وبدأت من إيران. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اكتشف الأمن البحريني مخزنا تحت أحد المنازل في قرية شيعية بالمنامة، به كميات من المتفجرات تقدر بطن ونصف، وورشة مرتبطة بها لتصنيع القنابل محلية الصنع، وأثبتت التحقيقات مع المشتبه بهم، ارتباطهم الوثيق بعناصر إرهابية موجودة في إيرانوالعراق. علي نفس المستوي أوقفت قوات التحالف العربي في اليمن، شحنة أسلحة وصواريخ، اثناء محاولة تهريبها علي متن سفينة لأحد الإيرانيين مماثلة للأسلحة، التي تمت مصادرتها في سفينتين إيرانيتين جيهان 1 وجيهان 2 في العام الماضي، وتم القبض علي 14 إيرانيا علي متن السفينة، التي كانت في طريقها لجماعة الحوثي، في اختراق لقرار مجلس الأمن 2216. ويبدو أن الصبر العربي من التجاوزات الإيرانية نفد تماما، خاصة وأن الأمر لم يعد مقصورا كما هو في الحالة البحرينية، علي تصريحات مسيئة تمثل تدخلا فاضحا في الشأن الداخلي للمملكة، بدون رادع قانوني أو أخلاقي، أو سعي لخلق فتنة طائفية، أو فرض سطوة إيرانية، وبسط نفوذها علي المنطقة، بل تعداه إلي دعم عمليات إرهابية، وتخريبية وتحريض علي العنف، ودعم لجماعات إرهابية، من خلال المساعدة في تزويدها بالسلاح والمتفجرات، وتدريب عناصرها وإيواء مجرمين فارين من العدالة. فلجأت كل من الحكومة البحرينية واليمنية إلي أعلي درجات الاحتجاج، بعد أن طلبت المنامة من القائم بالأعمال الإيراني، مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، بعد أن كانت قد استدعت سفيرها منذ يوليو الماضي، ردا علي تصريحات مستفزة من هرم السلطة في إيران، لم تكتف البحرين بذلك بل تقدم وزير خارجيتها بشكوي رسمية إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاستمرار انتهاكاتها السافرة وتدخلها المرفوض في الشأن البحريني، وهو ما أعلنته اليمن بقطع علاقاتها مع طهران. التطورات الأخيرة تؤكد، أن مسلسل الأزمات العربية مع إيران متواصل، بل معرض للتصاعد في الفترة القادمة، في ضوء زيادة حجم التدخل الإيراني في سوريا، ولكنها لم تتمكن من تغيير المعادلة هناك، فانصاعت للرغبة الروسية في التدخل المباشر عسكريا، ناهيك عن الاعتراف بالتدخل في العراق، وقالها روحاني صراحة في نيويورك «لولا الدعم الايراني للعراق لكانت داعش الآن في بغداد»، يضاف إلي ذلك المعركة المفتوحة إعلاميا علي الأقل حتي الآن مع المملكة العربية السعودية، التي بدأت بمحاولة الاستثمار السياسي لحادث استشهاد الحجاج في مني، وفرض إشراف دولي علي موسم الحج والأماكن المقدسة، وصلت إلي التلويح باستخدام «لغة الاقتدار» مع السعودية، لو اقتضت الحاجة، كما قال الرئيس المعتدل حسن روحاني، أثناء مراسم استقبال جثامين حجاج سقطوا أثناء التدافع في مني.