أمام الكعبة المشرفة وأيضا المسجد النبوي الشريف يتسابق عدد كبير من الحجيج للتصوير سيلفي بأجهزة المحمول وهو أسلوب أن تصور نفسك بنفسك في الزمان والمكان الذي تريد. كلما طالعت أحدا من هؤلاء تذكرت ما كتبه زميلي عصام حشيش صاحب المقال الأسبوعي حق ربنا الذي ينشر يوم الأحد في صفحة آراء حرة، حذر عصام من أن يشوب الحاج الفريضة بشئ من الرياء أو المباهاة بعد أن منَّ الله عليه بحج بيته وبدلا من أن يخشع ويتأمل ويتدبر تجده مشغولا بالتصوير وضبط كاميرا المحمول وانتقاء صورة يبثها علي الفيس لمعارفه ولسان حاله يقول أنا باحج اهو! وأتذكر في حجتي الأولي عام88 أن التصوير كان ممنوعا تماما في المشاعر المقدسة، أما الآن فمن المستحيل أن تمنع ملايين معظمهم يحمل المحمول وكأنه جاء للتصوير وليس للحج. المهم أن التصوير بهذا الأسلوب يتطلب من صاحبه الوقوف اثناء الطواف مثلا أوعند الروضة الشريفة وهو ما يعني توقف حركة الطائفين أو الزائرين وما أدراك ما التوقف والذي كانت نتيجته ما حدث في مني وراح ضحيته المئات ولكن الله سلم في الحرمين المكي والنبوي وسلم الشيوخ أمثالي من هواة التصوير سيلفي. الحجيج تدافعوا أم توقفوا ؟ تفرق كتير اذا ما اعتبرنا ما حدث للحجيج في مني تدافعا فقط وليس تدافعا صحبه توقف مفاجئ.. في الاولي يكفي مخرج رمي العقبة الكبري بطابقه الارضي والثلاثه العلوية الاخري ان يسحب مئات الالاف للخروج في نفس التوقيت إلي بداية الطريق للحرم اما في الثانيه فإن تدفق مئات الالاف وكلهم يموج في بعض يعني توقفهم المفاجئ كارثة .والسؤال :هل تم توقيفهم فجأة امام مداخل رمي الجمرات بطوابقها الثلاثة بحجة تفريغها من الزحام خاصة انه مشهد يتكرر كل عام ومع النظام الجديد لرمي الجمرات وفصل القادمين للرمي عن المغادرين لم يشهد الموقف اية حوادث؟ هذا السؤال لم يجب عليه احد حتي الان للتعرف علي السبب وتجنب تداعياته مستقبلا . وسؤال اخر :كيف لم يتم التعرف علي شخصيات البعض حتي الان. ما فائدة البصمات التي تؤخذ من الحاج بمجرد نزوله المطار وهل كان من الصعب الحصول علي بصمات كل الموتي ومضاهاتها قبل ان تتحلل الانسجه وقد مضي اسبوعان علي الحادث وليس امامنا الا تحليل الدي ان ايه واجراءاته المعقده؟ ويقودنا الحادث ايضا إلي تضارب الفتاوي والتي دفع ثمنها ابرياء فهناك من يري ضرورة رمي الجمرات مع بدء الزوال إلي المغرب وهناك من يقول برميها في اي وقت من بعد منتصف الليل إلي نهاية اليوم وأنا شخصيا التزمت بذلك ورميت قبل الفجر بساعتين وأراح قلبي مقال د .ناجح ابراهيم في «المصري اليوم» منذ ايام والذي طالب فيه بإباحة الرجم دون تحديد وقت معين ودعم رأيه بأقوال الاقدمين والمحدثين وصدقت الحكمة القائلة «في اختلافهم رحمه». رحم الله الزميلتين سناء وفاطمة من العاملين ب«أخبار اليوم» واللتين استشهدتا في حادث التدافع. وتجدر الاشادة بدور الزميلين شادية وعماد من إعلانات الأخبار اللذين أصرا علي البحث عن الجثتين وعمل الإجراءات اللازمة والصلاة عليهما ومباشرة الدفن. وأجلا سفرهما إلي المدينة حتي تم التعرف علي جثة الحاجة سناء. آه يا جوازي هذه الوثيقة ذات شأن عظيم..هذه العبارة تدونها الحكومة المصرية علي جوازات السفر التي تصدرها لأبنائها ولكن هذا الشئ العظيم تحول إلي شئ مهلهل علي يد السيد المطوف الذي يستقبل حجاج الفرادي، أي الحاصلين علي تأشيرات فردية لحج بيت الله وهي مبادرة تحمد للحكومة السعودية ومعالي السفير أحمد القطان سفير المملكة في مصر ولولاها ما تمكن كثيرون يحلمون بأداء الفريضة من الحج حيث لا وجه للمقارنه بين تكلفتها وتكلفة أي نوع حج آخر بدءا من السياحي مرورا بالقرعة وانتهاء بحج الجمعيات. ولكن لأن الحلو ميكملش كما يقول المثل فإن ما يحدث لجواز السفر الذي تسلمه للمطوف بمجرد وصولك لتتسلمه في المطار عند المغادرة أمر لا يمكن وصفه إلا بالتشويه. يلصق المطوف ورقة داخل صفحات التأشيرات ولا يمكن نزعها وإلا تمزق الجواز وناهيك عن استخدام الدباسة وتخريم الجواز والذي قد لا تقبله بعض سفارات دول بعينها ولا أعلم هل هناك وسيلة للحفاظ علي الشأن العظيم للجواز أم أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي لا مناص منه أمام المطوف؟. كلما نظرت إلي جوازي الذي لم يمض علي استخراجه إلا شهور ابتسم لنفسي وأقول لا مفر من استخراج آخر ويبقي المهلهل لذكري أيام لا تنسي ندعو الله ألا يحرمنا أجرها وأن ينالها كل مشتاق، اللهم آمين. وبمناسبة المطوفين مع الحجاج الفرادي فقد عانوا منهم الكثير إذا نقلك إلي مني فعليك أن تتصرف للانتقال إلي عرفة وإلا عليك الخضوع لطلبه بنقلك إلي عرفة مباشرة مساء يوم التروية ومن عرفة اتصرف للنفرة إلي المزدلفة ومنها إلي مني لرمي الجمرات والحقيقة الله يكون في عون الجميع حجاجا ومطوفين وقبلهم السلطات السعودية. حي الجميزة في حي الجميزة القريب من الحرم حيث سكنت وزملائي جاورنا مسجدا يحمل اسم سيدة قام نجلها بتجديده وأتاح للكثيرين خاصة المرضي وكبار السن من الصلاة المكتوبة فيه استنادا لفتوي اعتبار مكة كلها حرم والصلاة في حدودها بمائة ألف صلاة رغم أنها مغايرة لفتوي أخري تقول إن الحرم ينتهي بآخر صف للمصلين حوله. كان أجمل ما في هذا المكان دروس بعد الصلاة بالعربية والأوردية لأهل باكستان. شيوخ أجلاء من أبناء المملكة قدموا للناس شروحا مبسطة لاداء المناسك وأجابوا علي تساؤلاتهم برحابة وسعة صدر مع توفير كميات من المياه المعبأة والتمور لرواده، جزي الله أصحابه كل خير. صدق أو لا تصدق أمام ما يطلقون عليه استراحة تقديم الشاي والسندوتشات لروادها في المدينةالمنورة تجاذبت الحديث مع شاب سعودي من أبناء المدينة تخطي عمره الثلاثين بقليل، قلت له مداعبا يا بختك طبعا بتحج كل سنة وتعمل عمرة وقت ما تريد وكانت إجابته الصادمة لم أحج حتي الآن، لم أسأله عن السبب ولكني قلت لنفسي لله في خلقه شئون.