محمد لطفي..لا أريد بهذا العنوان أن أرفع من شأن مصر كما أني لا أريد أن أقلل من قيمة الساعين إلي منصب الرئاسة.. ولكنني أقول إن مشكلات مصر أكبر كثيرا من أن يتصدي لها رجل مهما كانت قدراته ومهما كان برنامجه .. كل المرشحين وكل برامجهم تناقش المشكلات التي يعرفها الجميع.. الصحة والتعليم.. الاقتصاد.. السياحة.. الزراعة.. الصناعة.. وعد كما تريد. لم يختلف أحد في هذه المشكلات.. كل الاختلاف في الترتيب.. أو في طريقة الحل ولكنني أقول إن هذه ليست المشكلات الحقيقية.. انها أعراض لمرض خطير تعاني منه مصر منذ زمن بعيد. ..قديماً قالوا مشكلات مصر هي الجهل والفقر والمرض.. وهي مشكلة مصر وكل الدول الاخري.. ولكنني اقول ان هذه الثلاثية ليست التشخيص النهائي.. ولكنها أولي مضاعفات المرض الذي أصاب جهاز المناعة عند الشعوب.. انه الأخلاق.. لقد تنبه إليه الإمام محمد عبده عندما عاد من أوروبا وقال مقولته الشهيرة: »وجدت في أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدت في بلدي إسلاما بلا مسلمين«. وأيضا نبهنا اليه شوقي أمير الشعراء عندما قال: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت.. وأيضا حافظ إبراهيم عندما قال: فابنوا دولتكم علي العلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يكفي. ..قل لنا يا رئيس مصر القادم كيف ستعالج مشكلة الأخلاق؟.. وأرجوك لا تقل إننا افضل شعوب العالم وأن الشعب المصري ذكي وحضارة ال 7 آلاف عام.. وقد رأينا أننا في العام الاخير فقط ..ظهر فينا أسوأ ما أصاب شعوب العالم من انهيار وانفلات أخلاقي غير عادي.. ..وهنا أتذكر حينما علقت إحدي الصحف الايطالية علي ما أصاب الشعب الايطالي بعد خمس سنوات من حكم بارليسكوني بأن الشعب الايطالي يحتاج الي جيلين كاملين حتي يتغلب علي التدهور الاخلاقي الذي تعيش به البلاد نتيجة حكم بارليسكوني. نحن نسأل كم تحتاج مصر؟.. وهل يقدر أي رئيس مصري أن يضع في برنامجه ولو بداية للطريق.. أم أن مشكلة مصر أكبر من أي رئيس؟!!