بدأ تطبيق المدارس الحقلية كأحد أساليب أو مناهج الإرشاد في مجالات التنمية الزراعية والريفية الشاملة والمستدامة في محافظة الفيوم عام 2008 من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ممثلة في مديرية الزراعة بالفيوم وبالاشتراك مع الوحدات والمجالس المحلية ومديريات الخدمات الاخري بالمحافظة وخاصة مديريات الطب البيطري والري والتربية والتعليم والصحة والشئون الاجتماعية وجامعة الفيوم ( خاصة كليات الزراعة والتربية والطب ) وبنك التنمية والائتمان الزراعي ومحطة البحوث الزراعية والمجلس القومي للطفولة والأمومة هذا علاوة علي منظمات المجتمع المدني. وبدأ تطبيق المدارس الحقلية بتمويل مشترك من منحة من الحكومة الهولندية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي. والمدارس الحقلية عبارة عن فصل يقام في الحقل في خص بسيط من الجريد والخوص والقش مفروش بالحصير ولا تزيد تكلفته عن 100 جنيه ويضم حوالي 25 دارساً من الرجال أو النساء أو الرجال والنساء من المزارعين والريفيين من قرية أو عدة قري مجاورة ولمدة عدة ساعات أسبوعياً. وتنتشر تلك المدارس في كل قري المحافظة بمراكزها الستة. ويقوم بالتدريب فيها بوسائل إيضاح بسيطة ميسرون أو مدربون سبق تدريبهم من خلال برامج تدريب المدربين علاوة علي الرواد والرائدات الريفيات. ولا يقتصر التدريب في هذه المدارس الحقلية علي أساليب التنمية الزراعية المستدامة وزيادة إنتاجية وجودة وربحية المحاصيل النباتية والحيوانية والداجنة والسمكية وتجميع الاستغلال الزراعي وتنظيم الدورة الزراعية واستخدام أساليب الزراعة الحديثة والمعاملات الزراعية الجيدة الموصي بها فنياً من قبل البحوث الزراعية كالتقاوي المحسنة والري المرشد والتسميد المتوازن والمكافحة المتكاملة للآفات ومعاملات ما بعد الحصاد ومقاومة الأمراض الحيوانية كأنفلونزا الطيور والحمي القلاعية والجلد العقدي. وإنما يمتد أيضا ليشمل الجوانب الاخري للتنمية الريفية الشاملة كمحو الأمية والصحة الإنجابية وتنظيم الايسرة والتغذية السليمة واستخراج الرقم القومي وتمكين المرأة الريفية وإقامة المشروعات الصغيرة للتصنيع الغذائي والزراعي والصناعات البيئية ( كصناعات النخيل والسجاد والمفارش وعيش الغراب ) بقروض ميسرة من بنك التنمية والائتمان الزراعي وتدوير المخلفات الزراعية واستخدامها كأعلاف غير تقليدية أو سماد عضوي ولتكون مصدراً لتوفير فرص عمل وتحسين الدخول المزرعية بدلاً من أن تكون مصدراً لتلوث البيئة. هذا وتتبني المدارس الحقلية مبدأ المشاركة المجتمعية في التنمية الزراعية والريفية بما يحقق ديمقراطية واستدامة تلك التنمية. وقد أشادت المؤسسات المحلية وكذلك الدولية كمنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ( الإيفاد ) والبنك الدولي علاوة علي الحكومة الهولندية بنتائج وفعالية المدارس الحقلية وقلة تكاليفها بالمقارنة بأساليب ومناهج الإرشاد الزراعي والريفي الاخري. ومن هنا فقد انتشرت تلك المدارس الحقلية في عديد من المحافظات (بني سويف المنياالقليوبيةالمنوفيةالبحيرةالشرقيةالإسماعيلية ). كما تبنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وبقرار وزاري المدارس الحقلية كأسلوب أو منهج للإرشاد الزراعي والريفي علي المستوي القومي في كل المحافظات ودمج هذا الأسلوب في الاستراتيجية العامة للإرشاد الزراعي والتنمية الريفية الشاملة من خلال قطاع الإرشاد الزراعي بالوزارة. كما تم الاتفاق بين الوزارة والحكومة الهولندية علي إنشاء مركز التميز للمدارس الحقلية بمحافظة الفيوم يمثل نقطة اتصال مع المحافظات الاخري وليقوم بتدريب الميسرين والمدربين وتقديم خدماته الفنية والاستشارية لتطبيق منهجية المدارس الحقلية بتلك المحافظات. كما يقوم بإجراء بعض الدراسات عن المشاكل التي تواجه التوسع في البرنامج واقتراح الحلول لمواجهتها وإجراء المتابعة والتقييم لأسلوب ومنهج المدارس الحقلية كأسلوب إرشادي زراعي وريفي. إن التوسع في أسلوب أو منهج المدارس الحقلية ودمجه في استراتيجية الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية الشاملة علي المستوي القومي يمكن أن يزيد من فعالية الإرشاد الزراعي والريفي ويرشد تكاليفه ويحقق مبدأ المشاركة المجتمعية ويحسن مستوي المعيشة والتوعية والمعرفة للمجتمعات الريفية ويضمن شمولية واستدامة التنمية الزراعية والريفية.