« الثلج يروي العطشان ويطفئ نار الحران « حيث تصدرت ألواح الثلج اهتمامات المواطن المصري البسيط خلال هذه الايام لمواجهة درجات الحرارة غير المسبوقة والتخفيف من حرارة الجو سواء بشرائها من السيارات المحملة بالثلج والمنتشرة بالشوارع أو من المصانع مباشرة ونظرا للاقبال الشديد علي شرئه استغل التجار مواسم الثلج وارتفعت اسعاره من خمسة إلي سبعة جنيهات للوح الصغير ومن سبعة جنيهات إلي عشرة جنيهات للكبير.. ورغم ذلك اصبحت ملجأً لا غني عنه داخل كل منزل ومسجد ومحال العصير وايضا بالشوارع واثناء تصنيع الخرسانه للتبريد مصانع الثلج رغم ضخامتها إلا أنها لا تضم عددا كبيرا من العمال حيث يكفي لتشغيل مصنع واحد ما بين ثلاثة وستة عمال..وتستغرق عملية التجميد نحو ثماني ساعات في درجة حرارة تصل إلي أقل من خمس درجات تقريبا وهي مهنة شاقة في فصل الشتاء واكثر متعة في الصيف. دخلت» الأخبار» داخل أكبر مصانع الثلج بمناطق البراجيل وشارع بورسعيد بالقاهرة وتعرفنا من خلالها علي الاسعار ورصدنا بالكلمة والصورة مظاهر الاهمال والتلوث المنتشرة بمحيط تلك المصانع وغياب الرقابة التامة حيث اصطفت العديد من السيارات نصف النقل والدرجات البخارية « التروكسل « في انتظار تحميل ألواح الثلج تمهيداً لتوزيعها علي المحال والمواطنين.. وعندما حاولنا الاقتراب من الباب الداخلي للمصنع فوجئنا بالصدأ يملأ أدوات التصنيع وعوامل التلوث التي انتشرت في جميع انحائه حيث تسير الألواح داخل مجري غير مغطي ليصبح عرضة للحشرات وعوادم السيارات والاتربة المنتشرة في الهواء بمحيط المصنع في منطقة غمرة. وعند مجري خروج ألواح الثلج وقف احد العمال يحمل سيارة نقل غير مجهزة دون ارتدائه القفازات التي تعد أبسط وسائل الوقاية من الامراض اكتفي بقطعة من القماش الملوثة نتيجة استخدامها اكثر من مرة تحوم حول مخرج الألواح كل أنواع الحشرات ناهيك عن مياه الصرف الصحي سألناه عن ثمن لوح الثلج رفض الاجابة بحجة انه لايعرف وعرفنا ان قالب الثلج الواحد يباع للتجار بمبلغ 3جنيهات للجمهور ب7جنيهات حسبما اكد عبد الحليم حافظ احد تجار التجزئه الذي جاء لشراء بعض الواح الثلج..واضاف ان الاسعار تحدد من قبل اصحاب المصانع وتجار التجزئة ليصبح المواطن هو المتضرر من تفاوت هذه الاسعار. ويري محمود عبدالعال رئيس وردية بأحد مصانع الثلج ان الاقبال علي الشراء انخفض عن الاعوام السابقة نتيجة الطفرة الكبيرة التي قد طرأت علي عالم صناعة الثلاجات وتفضيل المواطنين لصناعة الثلج داخل منازلهم. واشار السيد حسين إلي ان الثلج من الامور الاكثر احتياجا بالنسبة له سواء في فصل الشتاء او الصيف لانه بائع سمك وبدونه لايستطيع تهيئة الجو المناسب لحفظه اثناء عرضه للبيع بالاسواق خاصة مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يعطل جميع الثلاجات.