القول بأن الإنجاز الضخم الذي تم بالانتهاء من اقامة قناة السويس الجديدة، وازدواج الخط الملاحي في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للتجارة العالمية، هو ملحمة بناء وعمل بطولي مصري رائع وفريد ومشرف علي جميع المستويات والمقاييس المحلية والدولية،..، هو قول حقيقي يعبر في مضمونه وجوهره عن الحجم الكبير والهائل للعمل الذي تم، خلال فترة الزمن القصيرة والمحددة بعام واحد، بدلا مما كان مقدرا لاتمامه وتنفيذه في ثلاث سنوات. ولكن رغم صحة هذا القول ودلالته علي أرض الواقع كحقيقة قائمة، إلا انه في تقديري تعبير شامل وبالغ الإيجاز عما تم بالفعل، من عمل مكثف وجهد ضخم واصرار شديد علي الوفاء بالوعد وتحقيق الهدف بأكبر قدر من الكفاءة، والجودة في منظومة عمل رائعة تأخذ في كل خطواتها بأحدث النظم والأساليب العلمية المتطورة علي مستوي العالم. وأحسب أن القيمة الحقيقية لهذا العمل العملاق والضخم لا تكمن في أنه مشروع قومي ضخم، يأتي في ظل تشوق وعطش مصري للمشروعات القومية فقط،..، ولكنها تكمن في كونه يأتي في طليعة هذه المشروعات القومية الضخمة كواحد من منظومة كبيرة ومتكاملة، قررت مصر الجديدة اقامتها وفق خطة شاملة للتنمية المتكاملة، سعيا لبناء الدولة الديمقراطية القوية والحديثة. الأهمية الحقيقية لما قمنا به هو انه مشروع مصري متكامل من الألف وحتي الياء، وفي كونه مشروعا وطنيا خالصا ابتداء من الفكرة والتخطيط والاعداد والتنفيذ وحتي تمام الاكتمال وتحوله إلي واقع علي أرض القناة، وفي كونه يعكس اصرار المصريين وقدرتهم علي تحقيق ما يصبون اليه، إذا ما توافرت لهم الإرادة وأخذوا بالأسباب وعملوا لتحقيق هدفهم، وتوكلوا علي الله العلي القدير. ما جري وما تم هو عبور مصري جديد، يؤكد قدرة المصريين علي تحقيق طموحاتهم في الغد المشرق بإذن الله.