اقيم مؤتمر "مصر: ما هي الطموحات بعد الثورة.؟" في المدرسة العسكرية بباريس تحت رعاية الدكتور بطرس غالي، الأمين العام الاسبق للأمم المتحدة وبحضور السفير إيهاب بدوي سفير مصر في فرنسا. نظم المؤتمر جان نويل شوفرو، رئيس معهد الدراسات العليا للدفاع القومي الفرنسي بالتعاون مع جمعية مصر فرنسا برئاسة الدكتور ألبير طانيوس. شارك في الندوة الدكتور علي السمان، رئيس الجمعية الدولية لحوار الاديان بكلمة حول عصر جديد من الحوكمة الجديدة وتناول منير غبور "موضوع الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة لمصر" وتناول النائب فيليب فوليو، النائب في البرلمان الفرنسي ورئيس مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية في البرلمان موضوع العلاقات المصرية الفرنسية. أكد الدكتور بطرس غالي في كلمته أن دور مصر محوري علي الخريطة الدولية. وأضاف أن عزيمة مصر لا تتبدد رغم السنين علي كل الأصعدة فمصر التي شقت قناة السويس هي التي تساند دائما السلطة الفلسطينية ووقعت السلام مع إسرائيل وهي ايضا التي عملت دائما علي التواجد الفعال في أفريقيا. وأشار الامين العام الاسبق إلي أن مصر تتمتع بعلاقات قوية مع فرنسا وأن مصر عضو فعال في منظمة الفرنكوفونية ومنظمة اليورو متوسطي. وأكد السفير إيهاب بدوي أنه خلال الثورة كانت لدي الشعب المصري طموحات كبيرة ولكن الاخوان المسلمين كانوا منظمين فاستطاعوا الوصول إلي الحكم وقضي ذلك علي طموحات الشعب في التغيير. وأشار إلي أن هناك مشكلة حقيقية مع الصحافة الاجنبية التي تتناسي الحقائق مثال عندما تم حرق الكنائس في مصر. هذا الأمر لم تبال به الصحافة العالمية وكان هناك تهديد لمؤسسات الدولة وهنا ايضا لم يبال أحد حتي وصل الامر لدي البعض بتمجيد الارهاب بشكل أو باخر. أذكر أن صحفية أمريكية دافعت عن موقف مصر عندما كنت أعمل متحدثا رسميا للرئاسة بعد ذلك اتصلت بي لتبلغني أنها كادت تفقد وظيفتها بسبب المقال الذي كتبته. وأوضح سفير مصر في فرنسا أن كلمة حقوق الانسان للمواطن المصري اليوم تعني الامن والامان. البعض ينتقد موضوع حقوق الانسان في مصر وفي المقابل عندما نطلب مذيع قناة الجزيرة للامتثال أمام القضاء لأنه تبين أنه قام بتعذيب محامين، لم تجرؤ المانيا علي تسليمه للسلطات المصرية بحجة أنهم يخشون عقوبة الشنق في حين أن عقوبة الشنق لا تطبق في مثل هذه الحالات. أما رجل الاعمال منير غبور فقد أدلي بشهادة أمام الحضور حول التطورات الاخيرة علي المستويين الاقتصادي والاستثماري وأكد بصفته رئيس مجلس إدارة عدة شركات أن مستقبل مصر واعد في ظل القوانين التي تم استحداثها مؤخرا. وشجع المستثمر الفرنسي والاوربي للاستثمار في مصر "لان لدينا أراضي وأيدي عاملة ذات كفاءة عالية ومعادن وبترولا. مصر هي البوابة التجارية والاستثمارية لاوروبا في القارة الافريقية." واستعرض بعض المشروعات التي يمكن القيام بها بنظام ال "بي أو تي". وأوضح مساوئ حكم الاخوان وأن الرئيس السيسي قد تم انتخابه بطريقة ديمقراطية وأن الشعب يحبه والدليل علي ذلك أن الرئيس عندما طلب من الشعب أن يساهم في مشروع قناة السويس الجديدة، تهافت المصريون لتلبية النداء وتم جمع مبالغ هائلة في أيام معدودة، وهو ما اعتبره خبراء الاقتصاد حدثا غير مسبوق. كما حث الفرنسيين للعودة لزيارة مصر ومقاصدها السياحية قائلا "عزوفكم عن زيارة مصر يشجع الارهاب بطريقة غير مباشرة لان الارهاب مرتبط بالفقر فلا تدعوا الارهاب ينتصر." وتناول الدكتور علي السمان أحداث ثورتي 25 يناير و30 يونيو فقال "عزيمة الشعب تأكدت عندما خرج 30 مليون مصري إلي الشوارع يطالبون بقوة وعزم باستقالة مرسي. والرئيس السيسي حاول اقناعه بالتنحي بطريقة ودية ولكنة لم يستجب. وعندما وجد الرئيس السيسي أن الشعب مصمم علي التغيير لبي الطلب ومن هنا بدأت انطلاقة المشروعات الكبري مثل قناة السويس الجديدة". اما النائب فيليب فوليو فصرح ل"الاخبار" بأن الصحافة الفرنسية علقت علي أحكام الاعدام بشكل سلبي ولكن السبب أن أحدا لم يشرح لهم أن تلك الاحكام هي أحكام بدائية وأن معظم من حكم عليهم بالإعدام تم ذلك غيابيا أي أنهم لن يعدموا. ولكن لا ننسي أن الدستور الفرنسي يحرم الاعدام وكذلك الرأي العام. وقد يكون من واجبنا كبرلمانيين وبشكل خاص مجموعة أصدقاء مصر في فرنسا أن نقوم بشرح تلك الاحكام. واضاف: مشروع قناة السويس عندما نتأمل فيما حدث مؤخرا نجد بالفعل أنه إعجاز من حيث الوقت الذي تم فيه تنفيذ المشروع ومسألة اكتتاب المصريين فيه. واستطرد: مثل هذه المؤتمرات يمكن أن تغير فكرة الرأي العام عن الاوضاع الحالية في مصر ولذلك حرصت علي المشاركة في المؤتمر بل وهو من واجبي أن أعزز مثل هذه التظاهرات". وحول موقف الصحافة الفرنسية من الاوضاع في مصر قال "أعتقد أنه في كثير من الاحوال لا يحاولون التفكير مليا لفهم الموقف ومن هنا تأتي أهمية اقامة مثل هذه المؤتمرات. إذ من المهم أن نحافظ علي استقرار مصر ليس فقط لمصلحة مصر ولكن ايضا للحفاظ علي أمن المنطقة برمتها سواء الشرق الاوسط أو أفريقيا". وقال: ننتظر تشكيل البرلمان المصري حتي نستطيع التواصل مع زملائنا المصريين. وهنا أذكر بان فرنسا قررت أن تضع مصر في أولوياتها البرلمانية. أري أن الاوضاع مستقرة في الوقت الحالي. فقد مرت مصر في وقت ما باقترابها من حافة الهاوية إلا أنه من الواضح أن مصر قد تغلبت علي كثير من المصاعب وهي الان في مرحلة الانطلاق.