المتأمل للعملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت شمال سيناء الأربعاء الماضي في منطقة «الشيخ زويد»، والمحاولة اليائسة والفاشلة لجماعات الإفك والضلال وعصابات الإرهاب، للادعاء بوجود موطئ قدم لهم في المنطقة،...، يلفت انتباهه بالضرورة، ما صاحب هذه العملية من متغير نوعي في أسلوب ومنهج الجماعة الإرهابية، يشير بوضوح إلي تورط ومشاركة عناصر وجهات وقوي أجنبية محترفة، في مجال العمليات الإرهابية بالتخطيط والتنفيذ أيضا. هذا المتغير وما يحمله في طياته من مؤشرات ودلائل خطيرة لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها، يفرض علينا أن ننظر بكل الجدية والوعي إلي حقيقة ما تتعرض له مصر، من مؤامرات دنيئة تستهدف كسر إرادتها، والنيل من أمنها واستقرارها، وتقويض حركتها نحو المستقبل. وفي هذا السياق لابد أن ندرك أن الحرب الشرسة التي نخوضها الآن، ضد جماعة الإرهاب والإفك والضلال، في سيناء وغيرها من المدن والمحافظات، هي حرب طويلة وممتدة، تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزة الأمن، في مواجهة قوي الشر والإفك والضلال وجماعات التكفير والتطرف والإرهاب، الساعية لدمار وإسقاط الدولة المصرية. ومن الخطأ ان نتصور إن ما تخوضه مصر الآن من مواجهة شرسة، هي حرب محدودة أو قصيرة الأجل، مع قوي وفلول جماعة إرهابية محلية فقدت توازنها وجن جنونها، نتيجة رفض الشعب لها وعزلها من مراكز السلطة وكرسي الحكم بعد فشلها في إدارة شئون البلاد والعباد،...، هذا تصور غير صحيح بل وخاطئ تماما. بالفعل هو تصور خاطئ لأن الوقائع الجارية علي الأرض تؤكد في كل يوم أن المسألة أكبر من ذلك وأشد خطرا، وأن مصر تواجه بالفعل هجمة شرسة وحربا شاملة علي جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والعسكرية أيضا. وإن هذه الحرب تدور في إطار مؤامرة خطيرة لها أبعاد إقليمية ودولية، تستهدف في المقام الأول تفكيك الدولة المصرية وإسقاطها، وذلك بتدمير عناصر قوتها الأساسية ونشر الفوضي والخراب والدمار بها، مستخدمين في ذلك جميع الوسائل الإرهابية وأحط السبل الإجرامية. «وللحديث بقية»