تقيم ام اسماء في غرفة واحدة مع زوج مريض وثلاثة ابناء من بينهم طفلة بالصف الأول الاعدادي مصابة بالسكر، في وقت الفرج تشتري الكبد والقوانص بالنصف كيلو وهي ايام لا تتكرر كثيرا لان زوجها «أرزقي» يعطيها 30 جنيها يوميا لا تكفي لكنها لا تستطيع ان تطلب المزيد لأنه مريض وقام باجراء جراحة في معدته قبل فترة قصيرة. اما ابنتها مريضة السكر فتحتاج لتناول الخضراوات لكن حتي طبق السلطة اصبح مكلفا تتحايل علي كل هذه الظروف بشراء كيلو أجنحة أو هياكل حسب ما يتوافر معها من نقود، اما شراء «فرخة» كاملة فأمر نادر جدا. وعندما يحدث يتحول الامر الي ما يشبه الوليمة حيث تستغل «الشوربة» ثم تقوم بتحمير الدجاجة وطبخ أي نوع من الخضروات بجانبها الأمر نفسه يتكرر عند شرائها الهياكل، لكن في أحيان كثيرة لا تجد ثمنها فتكتفي بالبطاطس والفول. التجربة تتشابه مع أم شروق فلديها 4 أبناء أكبرهم طفلة عمرها 10 سنوات وتعاني من تضخم بالكبد، يعمل زوجها «مبيض محارة» لكن عمله متقطع، تقول: لا استطيع شراء الفراخ واللحوم غالبا. وعادة ما تأتي إلينا من أهل الخير في المناسبات. وتواصل: لا استطيع شراء الدجاج أو اللحوم وتأتي الهياكل لتحل الازمة لكن حتي الهياكل مرهونة بان «ربنا يفتح علي جوزي» ولو تحقق ذلك سيصبح في مقدور الاسرة ان تشتري الهياكل كل يوم وليس مجرد يومين في الاسبوع مثلما يحدث حاليا وتضيف: من فترة كانت العشرة جنيهات ليها قيمة وتكفي لأن تأكل طول اليوم، أما الآن فالخمسين جنيها ما تكفيش. ويشير احمد العمدة صاحب سوبر ماركت بالمنطقة الي ان الفقير لا يستطيع ان يشتري دجاجة كاملة لهذا اصبحت الهياكل هي الحل، حيث يتم اضافتها للطعام كي تمنحه نكهة «الفراخ». ويؤكد سيد شعبان صاحب أحد محلات بيع الطيور ببولاق ابوالعلا ان الاقبال علي شراء الهياكل والاجنحة يتزايد حتي ان الاقبال عليها يفوق نظيرها علي الدجاج ويقول: ممكن ابيع 60 كيلو هياكل في اليوم كما ان هناك من يشترون رجول الفراخ، لكنهم يرسلون اولادهم الذين يطلبونها بحجة اطعام القطط او الكلاب، لانهم يشعرون بالحرج. ويشير الي ان السبب في ذلك هو زيادة اسعار الطيور فكيلو الفراخ البيضاء تجاوز 22 جنيها، و25 جنيها للحمراء و28 للبلدي.