يأخذ البعض بحسن نية أو نتيجة نقص في المعلومات علي الأزهر أنه مقصر في دوره فيما يتعلق بالتصدي للأفكار المتطرفة، وقضية تجديد الخطاب الديني أو بمعني أدق إصلاحه. آخرون في مواقع مسئولية يسلكون بخفة ورهج وابتذال إما أن يهاجموا الأزهر كدعاة زائفين للتنوير طمعا في مناصب أعلي حتي لو كانوا وزراء ونحمد الله أن هذا الأسلوب لم يعد ينطلي علي القائمين بالأمور. وإما بعض آخر يسارع في مشهد مشين برفع وثائق إصلاح مزيفة محاولا سلوك الترقي الإداري علي حساب تشويه الأزهر، والإشارة بالأصابع والملامح أنه الأصلح لعل وعسي. نقد الأزهر بين ضروري من موقع الحرص علي الأزهر ودوره، فهم بشر يخطئون ويصيبون، ولأن الموضوع يثار في وقت دقيق، حساس جداً بالنسبة للإسلام والمسلمين فإنني أضع أمام القاريء مجمل ما قام به الأزهر بالفعل، ونلاحظ أن الأزهر يطبق رؤية إمامه الجليل الزاهد العالم في ضرورة اقتران رؤية التجديد بخطة للعدل الاجتماعي وخدمة المجتمع، والمشكلة أن الأزهر يعاني ما تعانيه الدولة من فوضي الإعلام واختفاء إعلام الدولة بعد الدستور المليء بالعوار الذي تم إقراره، وفيما يلي خطوط عريضة لما جري. إصلاح التعليم: تم تعديل جميع المناهج الأزهرية للتعليم قبل الجامعي. تم تطبيق المناهج الجديدة للمرحلة الإعدادية في العام الحالي. سوف يبدأ تطبيق المناهج الجديدة للمرحلة الثانوية من العام الدراسي القادم في سبتمبر 2015. يتم الآن إعادة النظر في جميع مقررات الجامعة من قبل المتخصصين. أعد مقرر جديد «كتاب الثقافة الإسلامية» بغرض تحصين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية ضد الأفكار الشاذة والمتطرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتمت صياغته بصورة عصرية تناسب عقول الطلاب. أنشيء مركز متخصص لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية بالأزهر والذي يتخرج منه سنويا المئات من الطلاب الوافدين يجيدون التحدث باللغة العربية. يتم العمل باستمرار علي تحسين أحوال الوافدين من الخارج للدراسة بالأزهر، وزيادة عدد المنح المقدمة من الأزهر، خاصة دول إفريقيا وحوض النيل، حيث وصل عدد الوافدين للدراسة بالأزهر علي منح 3500 طالب وطالبة. المؤتمرات والندوات والقوافل الدعوية: تم عقد مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ودعوة رؤساء الكنائس الشرقية وزعماء الفرق والمذاهب وجميع الطوائف لإعلان براءة الإسلام من هذه الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة. والحديث متصل.